نائلة الخاجة: لا نعـرف الخطـوط الحمراء
قالت المخرجة الإماراتية نائلة الخاجة، إن السينما الإماراتية شهدت في السنوات الـ10 الأخيرة تطوراً كبيراً. مشيرة إلى ان السينما المحلية بحاجة إلى الوقت والسيناريو الجيد، وأشخاص يؤمنون بما لدى صناع السينما الشباب في الإمارات من قدرات وإمكانات مبهرة، حتى تتمكن من مواصلة تطورها، مضيفة «نعاني نقصاً واضحاً في عدد المنتجين العرب، وهو ما يعود إلى أن صناعة الأفلام لدينا مازالت حديثة».
تعاون مثمر
قال عبدالرحمن المدني، وهو أحد المتدربين الإماراتيين اللذين رافقا نائلة في رحلة تصوير الفيلم «كانت تجربة مشاهدة نائلة وفريق العمل مهمة لنا وإيجابية. فلقد تعلمنا تقنيات وأمورا تصويرية وتقنية مهمة لنستعملها خلال التصوير، خصوصاً أنه تم خارجياً ومن الصعوبة أن نتعلم ذلك في الفصول الدراسية. ونتأمل أن نتبع خطى نائلة ونصور أفلامنا المستقبلية المميزة قريباً». من جهته، أشار وين بورغ من twofour54: «إن تنمية المواهب في قطاع الإعلام بالإمارات هو أحد أهم أهداف الشركة، ولدينا العديد من المشروعات التي تصب في هذا الاتجاه، بالإضافة إلى المبادرات الهادفة لتوفير التمويل الأولي والدعم التشغيلي للشباب الإماراتي العامل في هذا القطاع الحيوي. ويعبّر التعاون مع نائلة عن إيماننا بأهمية هذا النوع من الأعمال لمستقبل تطوير صناعة الأفلام في المنطقة، ونسعى لتعزيز ذلك من خلال شراكة طويلة الأمد مع نائلة، وسعيدون بتمكّن المخرجين الشابين اللذين رافقا نائلة من الاستفادة من هذه الخبرة ليصبحا مستقبلاً من رواد هذه الصناعة في الدولة». |
وشددت الخاجة على انه ليس هناك خطوط حمراء متعارف عليها تقف امامها خلال العمل. مضيفة «كصناع للأفلام، نحن لا نعرف بالضبط أين الخطوط الحمراء في عملنا، تماماً مثل العاملين في الإعلام، وعلينا ان نحاول ونستكشف من خلال طرح القضايا الاجتماعية التي تمس مجتمعنا وحياتنا، وهو ما افعله في افلامي، وقد يكون الأمر بالنسبة لنا كإماراتيين ننتمي لهذا المجتمع أكثر سهولة، خصوصاً في ظل الدعم الذي تقدمه الجهات الحكومية لنا ولأعمالنا». ونوهت الخاجة بأهمية المهرجانات السينمائية المحلية قائلة «أصبح لدينا مهرجانا سينما مثل ابوظبي ودبي يعرضان أفلاماً تتسم بالجرأة ودون رقابة على ما تطرحه من افكار وقضايا اجتماعية، وكانت من المستحيل ان تعرض منذ سنوات، وهذا في حد ذاته يُشكل حافزاً لنا، وبشكل يمكنني أن اقول اننا بخير».
ملل
وأطلقت المخرجة الإماراتية نائلة الخاجة، صباح أمس فيلمها الجديد «ملل» رسمياً، وذلك بعرض نبذة عنه في سينما رويال بالخالدية مول في أبوظبي. معتبرة ان الفيلم الذي يعد أول عمل من إنتاج إماراتي يصور خارج الدولة، سيشكل نقطة تحول مهمة في عملية تطوير صناعة الأفلام الإماراتية. وقالت خلال اللقاء الاعلامي الذي عقدته صباح امس «سجلنا حدثاً مهماً بفيلم (ملل) الذي أتمنى أن يشكل حافزاً مهماً لبقية الإماراتيين ليدركوا الفرص المتوافرة في إنتاج الأفلام داخل الدولة وخارجها»، لافتة إلى انها تستعد حالياً لبدء إنتاج أول أفلامها الروائية الطويلة الذي من المتوقع أن تبدأ تصويره في الإمارات في ديسمبر .2012
ويتناول فيلم «ملل» الذي سيعرض للمرة الأولى غداً في دبي مول، ضمن عروض مهرجان دبي السينمائي الدولي، كما يقدم في عرض ثانٍ له يوم الجمعة المقبل في المكان نفسه، قصة عريسين إماراتيين يقضيان شهر العسل، في مدينة كيريللي الهندية.
وأعربت الخاجة عن سعادتها بالإمكانات التي وفرتها لها 45ruofowt، التي تولت تمويل الفيلم، كما سمحت لها باصطحاب منتجين إماراتيين شابين واعدين، خلال التصوير في الهند، ليستفيدا من تجربة جديدة وغنية، انتهت بإنتاجهما لفيلم قصير حول كواليس الفيلم «وهو أمر إيجابي ساعد على إظهار بعض المواهب المبدعة والإمكانات المتوافرة في الدولة»، حسب تعبيرها. مشيرة إلى ان الشركة اتاحت لها مساحة واسعة من الحرية في العمل، مثل اختيار فريق العمل المشارك معها وعدم حذف اي مشاهد من الفيلم. وقالت «أجد ان نجاح التجربة يعتمد على الشخص نفسه صاحب المشروع، وعلى قدرته في التواصل وإقامة حوار مع الجهة الممولة له».
ولم تجد المخرجة الإماراتية، كما اوضحت، صعوبة في القيام بدور البطولة في الفيلم، رغم ان فرصة الاستعداد لأداء الدور لم تتجاوز ثلاثة ايام فقط، وهو ما اضطرت إليه بعد اعتذار الممثلة التي كان من المقرر ان تقوم بالدور، وأرجعت الخاجة عدم قلقها من القيام بالدور إلى انها قامت بالتمثيل في فيلمها الاول «اكتشاف دبي» ما اكسبها خبرة جيدة.
غير مألوف
من ناحيته، قال بطل الفيلم الفنان الاماراتي غسان الكثيري الخاجة، إن اختياره للمشاركة في «ملل»، كأول فيلم عربي يشارك فيه بعد ان شارك في عدد من الاعمال الغربية، يعود إلى ان الفيلم جريء وغير معتاد في السينما الخليجية، بالإضافة إلى انه يتناول قضايا اجتماعية مستمدة من الواقع الاماراتي. معتبراً ان قيام الخاجة بإخراج الفيلم مثل عاملاً اضافياً لجذبه للعمل، «فهي مخرجة فوق العادة، حيث استطاعت ان تجمع بين روح وتقاليد المجتمع الاماراتي من جانب، والتقنيات الحديثة في الاخراج من جانب آخر».
وأوضح الكثيري الذي شارك بأدوار صغيرة في عدد من الأفلام المنتجة في هوليوود منها فيلم «سريان» الذي تناول قضية الارهاب في العالم، كما ظهر في الجزء الرابع من فيلم «مهمة مستحيلة» لتوم كروز والذي تم تصويره اخيراً في دبي، ان الساحة الفنية في الخليج تفتقر إلى الترابط بين الدراما التلفزيونية من جهة والأعمال السينمائية من جهة أخرى.
وتوقع الكثيري ان تشهد الفترة المقبلة المزيد من الازدهار للسينما الاماراتية بفضل الدعم الكبير الذي تجده من الجهات الرسمية في الدولة. معبرا عن امله في ان يرى فيلما عربيا او خليجيا بتم توزيعه عالميا بعد ترجمته او دبلجته بمختلف اللغات. معتبرا ان الاعلام اصبح في الفترة الاخيرة يهتم بالفنان المحلي وبإلقاء الضوء عليه وعلى ما يقدمه من اعمال.