«ليالٍ عربية» تبدأ بـ «678»

أعرب عدد من الممثلين المصريين عن ارتياحهم لافتتاح برنامج «ليالٍ عربية» لمهرجان دبي السينمائي بالفيلم المصري «678»، وتوقعت بطلته نيللي كريم أن يحقق الفيلم نتائج جيدة، مذكرة بفوز فيلمها الذي شاركت به العام الماضي للمرة الأولى في المهرجان «1صفر» بجائزتين، مضيفة بمرح «أصبحت أتفاءل من المشاركة بأفلام تحمل أرقاماً في عناوينها ضمن مسابقات دبي السينمائي».

واعتبر مخرج الفيلم الشاب محمد دياب وجود الفيلم في الليلة الافتتاحية للبرنامج، شهادة إجادة مهمة تضاف إلى ردود الفعل الإيجابية التي حصدها حتى الآن، فيما أكدت الفنانة بشرى والممثلان ماجد الكدواني وباسم سمرة، أن القضية الرئيسة التي يناقشها الفيلم، (التحرش بالنساء)، هي قضية عالمية في المقام الأول، وليست فقط عربية أو مصرية.

ردود الأفعال الإيجابية تعدت أسرة العمل، وصولاً إلى ممثلين مصريين آخرين رأوا أن الحضور الجيد للفيلم المصري عموماً في دبي السينمائي، يعكس حالة صحية بدأت تعاود معايشتها السينما المصرية، وهو ما أكده الفنان مصطفى فهمي وزوجته الفنانة رانيا فريد شوقي، فيما رأت لبلبة أن السينما المصرية بدأت تراجع ذاتها في مرحلة مهمة من تاريخها السينمائي الطويل.

الليلة العربية التي شهدت مرور نجوم الفيلم على السجادة الحمراء ليومين متتاليين، لم تخل، رغم ذلك، من حضور عالمي فرضه وجود نجوم «حديث الملك»، الذي ظل حديث كواليس دبي السينمائي في يومه الثاني، بعد عرضه الافتتاحي الذي حظي بإشادة نقدية وجماهيرية واضحة، وعلى رأسهم النجم العالمي كولين أفيرث، الذي عقد جلستين، إحداهما مع الجمهور في سوق مدينة جميرا، والأخرى مع الصحافيين، أجاب في كليهما عن أسئلة كثيرة، أبرزها يتعلق بميزانية الفيلم التي رآها متواضعة بالنسبة لدراما تاريخية، رغم أنها تجاوزت الخمسة ملايين جنيه استرليني، مؤكداً أنه «كان بالإمكان أفضل مما كان، لو تم تخصيص ميزانية أفضل للعمل».

وانعكس امتداد سهرة الافتتاح في فندق مينا السلام في دبي إلى نحو الثانية والنصف صباحاً، على نشاط أروقة المهرجان في اليوم التالي الذي ندر فيه نشاط الفنانين وفعاليات المهرجان، باستثناء ورشة عمل مفتوحة حول جائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي للصحافيين، شهدت إقبالاً متواضعاً، ومؤتمر صحافي حول فيلم (678) شهد مشاركة لافتة لم يوقفها سوى قرار من مدير المؤتمر، والمدير الفني للمهرجان مسعود أمر الله بعدم استقبال أسئلة أخرى لانشغال القاعة بحدث آخر.

وأشار أمر الله إلى أهمية الفيلم، منوهاً بإسهامات أبطاله، مشيداً بشكل خاص بتفرد موهبة باسم سمرة وإسهاماته في مجال الأفلام المستقلة والقصيرة، واشتغاله مع أبرز المخرجين المصريين وعلى رأسهم الراحل يوسف شاهين، مؤكداً أن الكثير من تجارب سمرة جاء نوعياً ومغايراً للمألوف على نحو مبهر.

سمرة الذي يعد أحد أنشط الممثلين المصريين مشاركة في أفلام غير تجارية، اعتبر الأفلام المستقلة والقصيرة التي لا تخضع لشروط الشباك بمثابة «نفس طويل يسمح للممثل بالبقاء بعيداً لفترات، ربما يخضع خلالها لشروط السوق قبل أن يعاود ويندفع لنفس آخر يقدم فيه عملاً يرضيه في المقام الأول، وذي طبيعة مغايرة، بعيداً عن سلطة كبار الموزعين والمنتجين الذين يبحثون عن أعمال تستوعب عدداً كبيراً من النجوم لأهداف ربحية وترويجية تظلم أحياناً العمل الفني».

من جانبه، اعتبر الفنان ماجد الكدواني العمل تأكيداً على أن السينما المصرية أصبح لديها جيل مهم يسعى لكتابة وإخراج أفلام تناقش موضوعات جادة ومهمة ومؤثرة في المجتمع»، لافتاً إلى أن ميزة الفيلم لا تتعلق فقط بجودته وفق المعايير الفنية لصناعة الأفلام، بل لكونه يحمل رسالة لكل أب لديه زوجة أو أخت أو بنت أو أم حول الآثار المدمرة للتحرش الجنسي، بأبعاده النفسية والاجتماعية وغيرهما.

وبالإضافة إلى همسها الدائم في آذان زملائها الفنانين للتأكيد على أن الفيلم لا يعالج ظاهرة محلية مصرية، بل عربية وعالمية، فإن بشرى التي فضلت في إحدى المداخلات على خلاف ما يقتضيه الأمر التحدث بالإنجليزية قبل أن تترجم هي نصها إلى العربية، أشارت إلى أن الفيلم يتطرق أيضاً إلى مشكلات الكثافة السكانية غير المراقبة وحقوق الإنسان، وخصوصاً المرأة بما فيها إشكالية اقتحام العوالم الخاصة للفرد.

الأكثر مشاركة