الخيبات وأحلام العودة من «مدن الترانزيت»
قال محمد الحشكي مخرج فيلم «مدن الترانزيت»، الذي عرض اول من امس ضمن فئة الأفلام الروائية الطويلة المتنافسة على جائزة المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي، إن «العمل كانت فكرته الرئيسة تدور حول كونه فيلماً قصيراً، لكن بعد قراءة نص الكاتب الأردني احمد امين، وجدنا اننا قادرون على تطوير الفكرة، وتحويل العمل الى فيلم طويل».
وأشار الى التحدي الكبير الذي واجهه فريق عمل «مدن الترانزيت»، لاسيما مع تخصيص ميزانية انتاج ضئيلة، مضيفاً «لكن روح الفريق الواحد والتمسك بفكرة دعم السينما الأردنية جعلتنا ننجز الفيلم كاملاً في سبعة ايام ونصف اليوم، حتى إن بطلي العمل (صبا مبارك ومحمد قباني) لم يتقاضيا ديناراً واحداً عن المشاركة في الفيلم، وتفاعلا مع الفكرة».
عن فكرة الفيلم الذي تناولت حكايته العودة بمفهومها المطلق، سواء أكانت عودة إلى المكان، الوطن، الذاكرة، أو اللحظة قال الحشكي «على الصعيد الشخصي، وبعيداً عن كوني مخرجاً، اصبحت حائراً في معنى الوطن، خصوصاً في قصد شباب اوطاناً اخرى ليرحلوا اليها، ففكرة العودة بحد ذاتها اصبحت ليست العودة الى وطن فحسب، بل العودة الى ذكرى معينة أو إلى شارع أو حتى منزل»، مشدداً على أن الفكرة ليست خاصة بالأردن والمخيمات الفلسطينية فيه، بل هي فكرة عربية شاملة.
وأضاف المخرج الأردني «كنت في افلامي القصيرة السابقة احلم بتحويلها الى أعمال طويلة، لكن الإنتاج وضعفه كانا يقفا دائماً بيني وبين تحقيق الحلم «نحن في الأردن نفتقد للانتاج الضخم، ووجود النصوص الجيدة، والايمان بقدرات الفنان الأردني نفسه الذي قدم الكثير في مسيرة الفن على الصعيد العربي، لكن تجربة (مدن الترانزيت) اعادت لي الثقة بماهية الفنان وماذا يريد، ففي فيلم انتاجه محدود جداً استطعنا أن ننجزه في مدة قصيرة جداً ليكون حاضراً في مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة».
وتابع «مهرجان قرطاج عرض علينا ان نشارك في فيلمنا، الا اننا اخترنا دبي لتكون اول من يشهد انطلاق هذا الفيلم».
وعن إذا ما توافر الإنتاج هل سيخرج الحشكي الفيلم بالصورة نفسها أو يعيد اخراجه مرة أخرى؟ قال «اعادة إخراج (مدن الترانزيت) مرة اخرى غير واردة مع ان فكرته مثيرة تستفز المخرج لأن يستثمرها في حكايات صور اكثر».
من جهتها، قالت منتجة العمل رولا ناصر التي تعمل في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام إن «طبيعة فيلم (مدن الترانزيت) اعطتنا الأمل في اننا قادرون على صناعة فيلم بمقاييس جيدة رغم الانتاج المحدود»، مشيدة بتعاون جميع فريق العمل، إذ قبل فنانون لهم بصمتهم الخاصة في الساحة الفنية العربية ان يكونوا ضمن فريق الفيلم.
في المقابل، قال بطل «مدن الترانزيت» محمد قباني الذي قدم العديد من الأدوار في الدراما الاردنية، إن «الفيلم الذي يدور حول الخيبات التي يشعر بها كل عربي يحلم بالعودة، وهي ليست مقصورة على فكرة العودة المرتبطة بفلسطين، بل هي تحاكي حال المصري الذي يعيش خارج بلاده، والفلسطيني في الشتات، والعراقي في المهجر، والمغربي في فرنسا وغيرهم من العرب، التي تقطعت أوصالهم رغما عنهم ببعدهم عن أوطانهم»، مضيفاً أن «مصطلح العودة يعطي مساحة للتفكير في معناه، العودة لمن ولماذا وكيف، ونحن نعيش في عصر العولمة والتكنولوجيا التي بلدت مشاعرنا اكثر، هو قرار العودة بمعناه الحسي الى الرائحة والأماكن واللحظات»، كل هذا جعل قباني بكل حب على حد تعبيره يقبل بالدور مع مخرج موهوب، ومن دون طلب اي مقابل.
يشار إلى أن الحشكي سبق وقدم فيلمين، هما وثائقي بعنوان «العيش مؤقتا»، وفيلم الفراشة الذي كتبه أيضاً وفاز بالمرتبة الثانية في مهرجان الفرانكفونية للأفلام العربية، ويعمل حالياً في مشروع فيلم طويل ثانٍ.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news