«الجسر الثقافي».. السينما تشابه واختلاف

أحمد بدير: من خلال السينما تمرّ رسائل السلام والحب. أرشيفية

يجيء مهرجان دبي السينمائي الدولي هذا العام تحت شعار «افتح عالمك»، مخصصاً خلال فعالية «الجسر الثقافي»، أول من أمس، للسلام، ولعرض الكثير من الأفلام التي تتناول هذه الثيمة بمعانيها الخاصة والعامة.

وحول موقف السينما من العنف، هل هناك سينما شجعت ذلك؟ وكيف يمكن استعمال السينما حين يتعلق الأمر بشعوب تتناحر وحريات تنتزع، وآلام تحفر مكانها عميقاً في الحياة؟ يقول الفنان أحمد بدير «من خلال السينما تمر رسائل السلام والحب، ويمكن تقريب الشعوب، لأنها لغة عالمية. كل الناس تتفق على أن تحبها وتتمكن من فهمها، وممكن من خلالها تحقيق التقاء بين حضارات، ليس من السهل تقريبها». وأضاف الفنان الذي يحل ضيفاً على دبي السينمائي «كل الناس تحب السينما وهي تسعدها، ولذلك فهي وسيلة ناجحة».

بينما يرى السينمائي خالد المحمود أن السينما تجعلنا نرى صور بعضنا بعضاً، تقرب صورنا عن أنفسنا لبعضنا بعضاً، ومهما كانت الثقافات بعيدة، كثيراً ما نتفاعل بالطريقة نفسها، لطالما رأينا أفلاماً تحدث في مكان بعيد ومختلف ونتعاطف مع الشخصيات ومشكلاتها التي قد تختلف عنا، مضيفاً «السينما ترينا ما لا نستطيع رؤيته في ظروف اختلافنا التي نعيشها، لكن في السينما تصبح الحالة إنسانية فقط».

وتقول منى العلي «أعتقد أن علاقة السينما بالسلام والحوار مع الآخر متوقفة على نوعية الفيلم، فكثير من الأفلام والأعمال السينمائية الكبيرة روجت للعنف، ولابد من التنبه إلى تأثر الناس باللغة البصرية أكثر من الكلام في العصر الحديث، الذي باتت الصورة مسيطرة فيه، وهناك أفلام طرحت العنف، وفكرت بطريقة إيجابية، وهناك أفلام تطرقت إلى العنف بشكل مباشر وأخرى على نحو رمزي، وأحياناً نشاهد فيلماً كاملاً عن الحرب، ونخلص إلى نتيجة مختلفة تميل إلى السلام، لأن من يقومون بالحروب يريدون الوصول للسلام أيضاً، ويمكن التطرق للجوانب الإنسانية حتى في العنف والاختلاف والحروب».

السينمائي نواف الجناحي يقول إن «السينما تحكي حكايات، وتعرف بعادات وثقافات مختلفة، وهي مادة معرفية بين شعوب بعيدة جداً، والوسائل الأخرى لا يمكنها فعل ما تفعله السينما».

فيما يرى السينمائي عبدالله بوشهري أن السينما هي التي تنقل صورنا وألمنا ومعارفنا وثقافتنا بشكل إنساني، وتحاول أن تظهر الأنا والآخر من دون الانطباعات التي يأخذها كل طرف عمن يقابله، مضيفا «نحن نحاول من خلالها قول ما لا تقوله السياسة أو الأخبار أو أي وسيلة أو مجال آخر، السينما تفصح عن المسكوت عنه والمجهول الذي لا يعرفه كل منا عن الآخر، لذلك يمكنها أن تكون من أفضل أدوات السلام. التواصل بين البشر موجود بغض النظر عن نتائجه، والسينما تحاول بناء الجسور بين الناس، السينما هي محاولة التعفف على الاختلافات التي بيننا لنرى كيف يمكن أن نصل إلى نتيجة ونتعامل مع كل ما نواجهه من خلافات واختلافات».

تويتر