الجزء الثالث من الفيلم حصل على علامة بين 6 و10 درجات
«نارنيا».. بريء لدى الأطفال.. متـهم عند الكبار
اختلفت آراء مشاهدي الفيلم الكرتوني «يوميات نارنيا.. رحلة السفينة الملكية»، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، وهو مأخوذ من سلسلة قصصية للكاتب سي. أس لويس، وتحكّمت الأعمار في مقاييس الحُكم على الفيلم، فالأطفال البعيدون عن التحليلات والتأويلات البعيدة، أعجبوا بالصورة والفكاهة والقصة المسلية في الفيلم، على عكس مشاهدين بالغين حمّلوا العمل أبعاداً دينية واجتماعية وثقافية في تقييمهم للعمل، منتقدين الفيلم، مشيرين إلى أنه يحتوي على إشارات دينية حساسة، جسدتها شخصية الأسد، وقالوا إن كاتب العمل معروف بعنصريته، وكل قصصه تبشيرية. فيما ذكر آخرون أن الأسد يمكن أن يشير إلى أي صورة جميلة في أذهاننا.
وكانت تقديرات سينمائية اظهرت تصدر فيلم «يوميات نارنيا.. رحلة السفينة الملكية»، وهو الجزء الثالث من سلسلة افلام نارنيا الخيالية قائمة ايرادات دور السينما في اميركا الشمالية كما كان متوقعا، محققا نحو 245 مليون دولار في الايام الاولى لعرضه بالولايات المتحدة وكندا.
لكن نقادا كانوا يتوقعون ان يحقق الفيلم المأخوذ عن قصة للكاتب سي.اس لويس ما بين 30 و 40 مليون دولار في بداية عرضه.
ومن بين مشاهدي الفيلم في الامارات، قالت نادية هشام (تسع سنوات): «شعرت بأن الأسد يدعو للخير والمحبة».
الفيلم الذي يمزج بين المغامرة والخيال يؤدي فيه الأصوات كل من ليام نيسون، وتيلدا سوينتو، وجيمس ماك أفوي، وجورجي هينلي، وهو من إخراج أندرو آدامسن، حصل على علامة راوحت بين ست و10 درجات. وتحكي قصة الفيلم عن أربعة أخوة يتم إرسالهم إلى الريف أثناء الحرب العالمية الثانية للإقامة في منزل استاذ جامعي غريب في صفاته، وحياته بالنسبة للأطفال مملة ورتيبة، لجأ الأطفال للعب «الاستغماية» التي لم يعترض عليها البروفيسور، فيتفرقون في أرجاء المنزل، وتعثر لوسي على خزانة مناسبة للاختباء بداخلها، وحين تدخلها تجد نفسها في عالم غريب اسمه «نارنيا»، عالم شتوي بطقسه حيث الثلوج تغمره، ويعيش في هذا العالم كائنات لا تشبه البشر لكنها تتحدث مثلهم، يوجد في هذا العالم ساحرة شريرة تسيطر على هذا العالم ويجد أيضا الأسد (أسلان) الطيب الذي يتعامل معه الجميع ينبؤهم بأن ارضهم لن تتحرر إلا عند قدوم أبناء وبنات آدم وحواء.
ثقافات
قالت نُها محسن (14 عاماً): «شعرت بأن الفيلم يدعو للمحبة والسلام، والرسوم الخيالية كانت قريبة من الواقع، فقد أحببت الأسد (أسلان) جداً وشعرت بأنه قريب من ثقافتنا، فكل الرسالات السماوية تدعو للمحبة»، مانحة الفيلم 10 درجات.
في المقابل، قال إياد النيادي (25 عاماً): «هذا فيلم تبشيري، موجه للأطفال الذين من البديهي أن يتعلقوا بشخصية الأسد، التي طرحت على أساس أنها شخصية تدعو للمحبة».
وأكد أن «هذه الأفلام خطرة على ثقافتنا العربية والإسلامية، خصوصاً أنها موجهة في الدرجة الأولى إلى الأطفال، وبعيداً عن التحليل أجده فيلماً مصنوعاً بشكل ممتاز ومثير»، مانحاً الفيلم تسع درجات».
واكدت كلام النيادي، فاطمة بن المولى (30 عاماً)، مضيفة: «هذا فيلم تبشيري يحمل أهدافاً، وخطورته أنه للأطفال الذين يتأثرون بالصورة أكثر من أي شيء، فهو كرتوني وشخصيات العمل فيه لطيفة، ومن البديهي أن الطفل المشاهد سيبدأ البحث عنها»، مانحة الفيلم ست درجات.
أما بالنسبة لنادية هشام (تسع سنوات) فقالت: «الأسد (أسلان) محب للخير لجميع الناس»، مانحة الفيلم العلامة الكاملة.
رموز
قصة الفيلم بريئة وخالية من أي مضامين دينية أو سياسية بالنسبة للأطفال، لكنها غير ذلك على الإطلاق بالنسبة للكبار، فالأسد (أسلان) ليس ملكاً، بل رمز ديني، إضافة إلى أن الفيلم يحكي العهدين القديم والجديد، فـ(نارنيا) هي الجنة إو الفردوس.
وكما قالت مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر، جي كي رولينغز: «المرء يستمتع بقصص لويس عندما يكون طفلاً، ولا يفهم معانيها إلا عندما يكبر»، فالأسد الذي يقوم بالتضحية بنفسه فداء لأحد أطفال الرواية التي هددت الساحرة بقتله، لكنه على الرغم من ذلك يقوم في صبيحة اليوم التالي حياً يُرزق، وفي..ذلك اشارة الى قيمة التضحية واهميتها في الحياة.
ووجد طارق المهيري (20 عاماً) نفسه مائلاً إلى أن الأسد في الفيلم يحمل ابعادا رمزية، وقال: «بعد أن يقتل يقوم في صبيحة اليوم التالي، فالفيلم جميل لكنه خطر على الأطفال»، مانحاً الفيلم سبع درجات.
وقال محمد زياني (26 عاماً): «نظراً إلى المؤثرات الخاصة المتقنة التي استخدمت فيه اعطيه العلامة التامة، لكن الفيلم تبشيري وفيه رموز دينية».
تالة عدي (16 عاماً) التي تفتخر بقراءتها للرواية قبيل مشاهدتها الفيلم قالت: «مما لا شك فيه أن كاتب الرواية يقصد بالأسد (أسلان) باعتباره رمزا، إلا أن الفيلم ليس عنصرياً بل يدعو للخير المحبة»، مانحة الفيلم 10 درجات.
«القصة جميلة ولا أرى فيها أي أبعاد أخرى».. هذا ما أكده جورج بطران (20 عاماً)، مضيفاً «الفيلم بالدرجة الأولى للأطفال، من الممكن أن يكون الكاتب قصد معاني أخرى، إلا أن مخرج الفيلم أراده عالمياً وليس موجها لديانة على حساب أخرى»، مانحاً الفيلم 10 درجات.
تصريح البطل
ليام نيسون، الممثل الذي يطلق صوت الأسد (أسلان) أثار غضب عدد من النقاد، لأنه قال إن الأسد يحاكي شخصيات دينية في التاريخ، فيما قال نقاد إن «(أسلان) يجسد شخصية واحدة فقط، بحسب تعريف مؤلف الفيلم للشخصية».
(أسلان) بالنسبة إلى شيرين محمد (20 عاماً) هو الخير، والخير هو جميع الرسالات السماوية.
وقالت: «الفيلم رائع ويتمحور حول شخصية المعلم الذي يجب أن يمنح طلابه كل شيء مفيد وجميل في الحياة»، مانحة الفيلم سبع درجات.
في المقابل، قال فؤاد الدرش (30 عاماً): «جئت لمشاهد الفيلم بعد تصريح نيسون، الذي قوبل بالهجوم لأنهم لم يفهموا أن نيسون يوحد بين الديانات، وهم يريدون تفرقتها، وهذا هو هدف الفيلم تماماً»، مانحاً الفيلم ست درجات.
وبدورها، قالت زينب مصطفى (30 عاماً): «لا يجوز لنيسون أن يقول إن الأسد هو شخصية دينية ما، ففي هذا تجاوز كبير على الرغم من أنه يريد الخير». ومنحت زينب الفيلم، لأنه حسب تعبيرها مصنوع بتقنية عالية، 10 درجات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news