6000 صوت وراء «الأوسكار»
ثمة رغبة بإخماد لغة الأرقام، لكن سرعان ما تنتصر تلك الأرقام ونحن نتحدث عن جوائز الأوسكار رقم 83 والتي تجد هذا العالم في فيلم داني بويل «خطاب الملك» ما يستحق 12 جائزة أوسكار، ولعل إيراد عناوين أفلام مثل فيلم «ترو غريت» للأخوين كوين، وفيلم ديفيد فينشر «الشبكة الاجتماعية» ستكون ايضاً في اتباع لعدد الترشيحات التي نالها كل منهما، ولتكون الجوائز الرئيسة أيضاً متحركة في نطاقها وأفلام أخرى، مثل «عظمة الشتاء» و«البلدة» و«الملاكم»، لن نخوض فيها ونحن سنشهد ليلاً حفل جوائز الأوسكار أو فجراً بتوقيت دبي، إضافة الى كونها، أي هذه الأفلام، قد تم التقديم لها على هذه الصفحة في معظمها.
ما أود الإشارة إليه ونحن على أعتاب منح جوائز الأوسكار متعلق بالآليات التي يتم من خلالها منح تلك الجوائز، الأمر الذي لطالما كان يستوقفني، بمعنى أن مبدأ التصويت الذي يتم من خلال أعضاء أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة يجعل من الأمر شيئا مغايرا تماماً لآليات المهرجان العالمية التي تعتمد مبدأ لجان التحكيم، والتي تتغير من عام إلى عام أو من دورة إلى دورة، وعليه فإن الجوائز على سبيل المثال في المهرجانات الكبرى، مثل كان وبرلين وفينيسيا خاضعة في كل عام لتوجهات لجنة التحكيم، وعلى رأسها رئيسها، إذ يمكن اعتبار أن رئيس اللجنة الفلاني هو من منح الفيلم الفلاني الجائزة الكبرى ومعه أعضاء لجنته، أما الأوسكار فإن الفوز بجائزة من جوائزه يعني نيل الفيلم نسبة التصويت الأكبر من قبل أعضاء الأكاديمية التي تتألف من 6000 عضو من العاملين في الحقل السينمائي وفي شتى مجالاته، وعليه فإن هذه الآلية هنا ثابتة، ولها أن تكون كذلك منذ عام 1927 السنة التي تأسست بها الأكاديمية، مع مراعاة طبعاً تزايد الأعضاء منذ ذلك العام.
الفضيلة سابقة الذكر لها أن تكون متمركزة أيضاً أمام سلبية لجوائز الأوسكار متمثلة بكونها متمحورة أولاً واخيراً حول الفيلم الناطق بالانجليزية، عدا جائزة أوسكار أفضل فيلم غير ناطق بها، لكن تبقى آلية التصويت الثابتة معبراً إلى ما يمكن اعتباره آلية ناجحة تماما لوضع الاختيارات دائماً في سياقات قد تبدو ثابتة، لكنها متنوعة ومفتوحة على خيارات متعددة طالما نتكلم عن هذا العدد الهائل للمصوتين، وفي الوقت نفسه يحضر سؤال كبير أيضاً يترك للقارئ أن يجيب عنه رغم المسعى إلى تقديم إجابة إليه، أليس للأعضاء ما يشبه التوجه العام أو الهوى العام؟ بالتأكيد! وليكون هذا التوجه قوياً على الدوام، مهما اختلفنا معه، كونه مبنياً على بنية تعددية وكبيرة في آن معاً.