مشاهدون منحوا الفيلم علامة من 7 إلى 10 درجات
«النسـر».. يعيـد الاعتبـار إلى قيـم الكرامة
في بريطانيا كان اختفاء الفيلق التاسع المكون من 5000 من أقوى الجنود الرومان همّاً تاريخياً ووطنياً، ما أثر أيضاً في القطاع الفني الذي استثمر جهوده في إنتاج أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية لتمجيد هذا الفيلق. وبعد نحو 1900 عام، ارتاحت بريطانيا من لغز الاختفاء، عندما تم اكتشاف مقبرة مسجل عليها اسم قائد الفيلق في شمال بريطانيا.
وبعد هذا الاكتشاف، قرر المخرج كيفن ماكدونالد، أن يقدم قصة جديدة عن الفيلق التاسع في فيلم «النسر»، بطولة تشانينغ تاتوم وجيمي بيل ودونالد ساذرلاند، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، وأثار إعجاب أغلبية مشاهديه، إذ منحه مشاهدون علامة راوحت بين سبع و10 درجات. وأكد مشاهدون ان أفلام الملاحم أهم بكثير من الأفلام الثلاثية الأبعاد، وآخرون أشادوا بالصورة التعبيرية التي نقلت المعارك، كأنها حقيقية، مبدين إعجابهم بفريق العمل وأدائه.
تقع أحداث الفيلم في العام 140 ميلادي، من خلال الجندي الروماني ماركوس إكويلا، الذي يسعى لاستعادة سمعة والده قائد الفيلق التاسع في روما، الذي اختفى في جبال أسكتلندا.
إعادة الهيبة
ماركوس أكويلا هو الجندي الشاب الذي يتولى حراسة أحد الحصون على الحدود الرومانية البريطانية، الذي كانت لديه قناعة تامة بأهمية وجوده في قلب المعركة، فكان يقاتل من أجل الكرامة التي فقدها أبوه منذ 20 عاماً، عندما كان قائداً للفيلق التاسع الذي تحرك تجاه الشمال، وفقد الفيلق والرمز الذي كان متمثلاً في نسر ذهبي، فأخذ الابن على عاتقه مهمة العثور على ذلك الرمز الذي لم يكن بالنسبة له مجرد قطعة من المعدن، بل كان يعني له كرامة روما.
وجد المشاهد عمر علي (29 عاماً) أن «الفيلم من أجمل الأفلام الملحمية التي أشاهدها، وهذا ليس غريباً على ماكدونالد الذي قدم سابقاً (آخر ملوك اسكتلندا) الرائع أيضاً»، مضيفاً أن فيلم «النسر» الملحمي «قائم على إعادة الهيبة للفيلق الذي اختفى فجأة، وهذا من شأنه تعزيز هذه الحماسة لكل من له تاريخ يريد ان يعيد مجده مرة أخرى»، مانحاً الفيلم 10 درجات.
وأثنى عقاب السويدي (36 عاماً) على الفيلم، وقال إنه «مدهش ومصنوع بشكل دقيق وجميل، وهذه النوعية من الأفلام تستهويني، لما فيها من اعادة اعتبار لقيم العزة والكرامة، خصوصاً التي تتحدث عن التاريخ المشرف»، مؤكداً أن «الفيلم يستحق المشاهدة، خصوصاً انه يحيلنا هذه الايام إلى الثورات العربية الجديدة، ويعبر عن توق العرب إلى الحرية، وفي الفيلم كثير مما تعيشه مدن من وطننا العربي الذي تصر شعوبه على اعادة الهيبة للتاريخ العربي وقيم الحرية والعدالة»، مانحاً الفيلم 10 درجات.
ورأى طارق البارودي (30 عاماً) ان «مثل هذه الأفلام، تكمن أهميتها بصدقية تفاصيلها مع استخدام المؤثرات السينمائية كي تبرزها اكثر وتبهر المشاهد»، مؤكداً «لا يوجد اجمل من إعادة الهيبة والمحاربة لأجلها»، مانحاً الفيلم تسع درجات.
قصة مؤثرة
ماركوس أكويلا، كان يفتقد قوة وحزم القائد العسكري، بينما ألقى بكل ثقله في المشاهد التي كان يطل فيها قائلاً «أرجو ألاّ أجلب العار لجنودي». كما أكد أن «النسر ليس قطعة حديدية، ولكنه يعني لي روما ذاتها».
وعن هذا المشهد قال بطل العمل تاتوم «اتسم ذلك العصر بقدر كبير من السحر والغموض، فلا أعلم هل يمكننا تصور الطريقة التي عاشت بها تلك الشعوب، حتى لو كان الرومان شعباً متطوراً، فلم يكن هناك الإنترنت، ولا وسائل النقل الحديثة مثل السيارات والطائرات، بل كان كل ما لديهم هو الكلمة والشرف».
منار إبراهيم (25 عاماً) قالت «أحب هذه الأفلام، لأنها تشعرني بقوة من عاش تلك الفترة بغض النظر عن اتفاقنا معهم أو اختلافنا». وأضافت «في الفيلم عبارات تتناسب مع المرحلة الثورية التي تعيشها المنطقة العربية»، مؤكدة ان «قصة الفيلم مؤثرة، والذي يؤثر اكثر الإصرار على سرد وتصوير قصص من التاريخ، أي ان الفيلم يستند الى وقائع ويعيد الاعتبار لتاريخ أشخاص وبلاد، وهذا ما نفتقده نحن العرب، إذ نختصر التعبير عن قيم التضحية والفداء والبطولة بصرح يطلق عليه الجندي المجهول كي ننسى»، مانحة الفيلم سبع درجات.
وقال علاء الدين مفتي (28 عاماً) ان «الفيلم جميل بحبكته والحوارات التي تم استخدامها، وكيف كان الجندي الشريف مسؤولاً عن كلمة يتفوه بها، عكس ما يشهده عصرنا، إذ ان الجيش الأميركي الذي احتل العراق زاد من القتل ونشر الفساد، وارتكب جنود فيه جرائم اغتصاب ونهب وقتل بدم بارد، دون وجود وازع أخلاقي، علاوة على عدم الاعتراف بتلك الجرائم»، مؤكداً ان «قصة الفيلق التاسع من أكثر القصص التي كنت أتابع تطوراتها باستمرار، لشعوري بأن الإنسان في الغرب له قيمة على عكس قيمته في الشرق»، مانحاً الفيلم 10 درجات.
أداء مميز
أشاد مشاهدون بمشاهد المعارك في الفيلم التي وصفوها أنها «بالغة القوة والتناغم بين أداء معظم فريق الفيلم، خصوصاً الخادم إيسكا أو جامي بيل، إضافة إلى مشاهد العراك العادي واستخدام السيف». وقال معتز سهيل (20 عاماً) بعد مشاهدته الفيلم «كأنني كنت في المعركة، وأحارب بين صفوفهم من شدة دقة الأداء والتصوير»، مانحاً الفيلم 10 درجات. ووافقه الرأي مهند مصلح (26 عاماً) بقوله «فيلم مصنوع بطريقة حداثية ولافتة، ولا يقل عن (أفاتار) و(القلب الجريء)، بل يتعداهما اتقاناً وتأثيراً»، مانحاً إياه 10 درجات.
وفي رأي مخالف، أبدت نسرين المهيري (30 عاماً)، عدم إعجابها بالفيلم، وقالت «كله دماء وأشلاء وقتل، ولم أتوقع ان أشاهد فيه مثل تلك المشاهد الدموية، على الرغم من أن قصته جميلة، ومن الممكن ان تعالج بطريقة إنسانية اكثر»، مانحة إياه سبع درجات.
ولفت إبراهيم حلوم (34 عاماً) إلى أن «وجود هذه النوعية من الأفلام يغسلأعيننا من الافلام الثلاثية الأبعاد، فمشاهدة الفيلم من غير هذه التقنية يزيد المشهد صدقيته»، مانحاً إياه تسع درجات.
حوادث أثناء التصوير
تفاجأ فريق العمل أثناء ذهابه إلى أسكتلندا كم هي رطبة ومطيرة، فالضباب والأمطار هناك طيلة الوقت، ما اضطرهم إلى ارتداء معاطف المطر والقفازات بصفة مستمرة تحت ملابس التصوير، فعلى الرغم من ملابسهم الجلدية، إلا أن أطرافهم كانت ترتعش من البرودة. وفي طرفة قال بطل العمل «ستدرك لماذا لم يتمكن الرومان أبداً من هزيمة سكان هذا الجزء من العالم».
أصيب تاتوم بحروق مختلفة في فخذه، بعدما سكب عليه أحد أفراد الطاقم الماء الساخن من غير قصد، وكان ذلك أحد التحديات التي لاقاها تاتوم أثناء التصوير. وعن تفاصيل الحادث قال «كنا في تلك الأثناء في النهر، وكان أحد أفراد طاقم العمل في طريقه إلينا ومعه قارورة من الماء الساخن التي كان من المفترض أن يسكبها فوق ملابسنا المبتلة، وبمجرد أن وقعت عيناه عليّ، بدلاً من أن يبرد الماء بماء النهر سكبه فوقي.
أكد مخرج العمل أن دواء مقاومة الأنفلونزا كان يؤخذ مثل الماء، لإصابة أفراد من فريق العمل بالزكام، نتيجة تغير حالة الطقس.
أبطال الفيلم
تشانينغ تاتوم
ولد عام ،1980 وعمل في مجال عرض الأزياء، وكوّن ثروة كبيرة، ما أهله لأن يكون منتجاً سينمائياً لأفلام عديدة. انتقل إلى التمثيل في أدوار بسيطة كشفت عن موهبته، ما أهله لأدوار رئيسة، إلى أن نال الفرصة في البطولة الرئيسة لفيلم «النسر».
دونالد ساذرلاند
ولد عام 1935 في كندا، وهو والد الممثل كيفر ساذرلاند ، تاريخه السينمائي يمتد إلى 50 عاماً. اشتهر بتقمصه أدواراً كانت ترفض في القديم، مثل تجسيده شخصية شاذ في الأفلام. وقام أخيرًا ببطولة في المسلسل التلفزيوني الأميركي «الأموال القذرة»، الذي يحظى بمشاهدة جماهيرية واسعة في الوقت الحالي.
كيفن ماكدونالد
ولد عام ،1963 وهو مخرج فيلم «آخر ملوك أسكتلندا»، الذي أنتج عام ،2006 ووضعه في إطار تميزه في إخراج الأفلام التاريخية والأسطورية. بدأ مشواره الفني في صناعة الأفلام الوثائقية والتلفزيوينة، وتخصص في مجال الأفلام التي تستند إلى قصص من التاريخ وفيها غموض.
نجاح
حقق الفيلم نجاحاً تجارياً، إذ تمكن من مضاعفة ميزانية الإنتاج التي بلغت 80 مليون دولار، إلى إيرادات وصلت إلى 179 مليون دولار. كما حصل الفيلم على جائزة «اسكاب أوورد»، لأحسن فيلم يتصدر شباك التذاكر، بالإضافة إلى ترشحه لسبع جوائز أخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news