«رانغو» فيلم يقدم للأطفال عبرة حول الجمال الداخلي. أرشيفية

«رانغو».. الجمال في القلب لا فـي الشكل

تقوم فكرة الفيلم الكرتوني «رانغو» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية على قدرة اي إنسان على أن يعثر على نفسه ويحقق ذاته ويصبح فعالاً في أي مجال، حتى لو كان في منطقة نائية غريبة عنه.

ورأى مخرج العمل غور فيربينسكي، أن تكون السحلية هي بطلة الفيلم لاعتبارات عدة لمسها مشاهدون للفيلم، إذ ان الصورة النمطية للسحلية، حسب رأيهم، تظهرها كائناً غير محبوب من قبل كثيرين من البشر، خصوصاً الاطفال الذين يخافون منها، لبشاعة منظرها حسب تصورات البشر ومقاييسهم للجمال. وعلى الرغم من ذلك استطاعت السحلية رانغو ان تثبت نفسها في مجتمع غريب عنها كليا.

قالو عن الفيلم

«فيلم ممتع، وروح الفريق الواحد واضحة فيه من خلال اندماجهم بالشخصيات».

سيمون موريدو من «واشنطن سينما»

«هي تجربة كرتونية أولى للمخرج، ونستطيع ان نقول إنها البداية الجميلة لصناعة شخصية جديدة».

شيراستون توت من «دينيفر بوست»

«أحب ان اتابع كل شيء لفيربينسكي وقد أحببت قلبه الطفل في الفيلم».

المخرج السينمائي يفيد فينشر

«لم يقدم المخرج الكثير والمختلف، بل اعتبر ان فيلمه بدائي مقارنة مع افلام الكرتون».

سارن مندرا من موقع «توميتوز» السينمائي

«جميلة هي الشخصيات التي تكون في حياتنا بشعة ومقززة، فنراها حالمة وظريفة في الافلام الكرتونية، فالسحلية شخصية ستصبح أسطورة في الغد الكرتوني».

هانا كالم من «سينما دوت كوم»

تدور احداث الفيلم حول رانغو التي تجد نفسها في صحراء لا تعرف فيها احدا، حيث تعيش فيها كائنات غريبة الاطوار. وتهوى السحلية رياضة «سوشبوكلينغ» التي فشلت فيها في موطنها فتجدها تمارسها من دون ان تعي في مغامراتها في الفيلم الذي ادى اصوات الشخصيات فيه جوني ديب، وايسلا فيشير، وتيموثي اوليفانت، ومنحه مشاهدون العلامة التامة اي 10 درجات، مؤكدين ان القبح صفة داخلية في القلب والتفكير، وليست في الشكل، وهذا اساس الحكاية التي بني عليها الفيلم.

فكرة

في صحراء قاحلة لا حياة فيها، تحاول فيها أربع بومات مكسيكية ان يطلقن انغاماً موسيقية بين حين وآخر. والى الجانب الآخر مخلوق غريب لا عمل له سوى النوم والاختباء من النسر القناص، وفئران خبيثة واشجار صبار شوكية تستيقظ رانغو من نومها لترى نفسها وسط هذا المشهد، فلا تتمكن من معرفة ما يدور من حولها. وأول جملة تحذيرية تسمعها «انبطح فالنسر قادم من هنا».

تعي رانغو أن العودة الى الوطن أصبحت حلماً فتنبطح في اول تكيف لها مع الاوضاع الغريبة عنها. ومع الوقت تمكنت رانغو من حل مشكلات الجفاف في البلدة وعملت على تعقب بؤرة الفساد المسيطرة على كل الموارد الطبيعية التي تحرم بقية المخلوقات من التمتع بها.

وقال المشاهد عماد شاهين (35 عاماً) ان «الفيلم خطير جداً، فقصته تعني كثيرين من أصحاب الفرص القليلة في الحياة»، موضحا ان «السحلية مخلوق بشع ومكروه وضعيف، الا انها استطاعت في مكان لا تنتمي إليه ان تصنع وطنا جميلا، وتكون مجتمعاً متحاباً مع بعضه بعضاً».

ورأى عبدالقادر القمزي (26 عاما) ان رانغو الغريبة والضعيفة استطاعت ان تحل مشكلات كثيرة في المكان الذي وجدت نفسها فيه، واستطاعت ان تندمج مع الجميع في فترة زمنية قصيرة. واضاف ان «هذه القصة مفيدة للاطفال كثيرا، ففيها القوة التي يستمدها اي طفل يشعر بنفسه مختلفا عن الآخرين بأنه يستطيع ان يترك بصمته في عمل او ابداع يستطيع ان يتقنه».

وبدوره قال نادر احمد (25 عاما) ان «الفيلم جميل جدا وفيه فائدة للاطفال لما فيه من مواقف جادة مغلفة بالكوميديا»، مشيراً الى ان شخصيات الفيلم الكرتونية عبرت عن فكرة الجمال الجواني في الانسان والكائنات والاشياء، وأن «الجمال موجود في اي شخص يريد ان يكون فاعلاً في محيطه وينتظر فرصة».

معلومة

تم تسجيل أصوات الممثلين على المسرح بدلاً من استخدام مقصورات منفصلة للتسجيل بهدف إعطاء الممثلين فرصة التفاعل مع بعضهم بعضاً، وكذلك لمتابعة تحركاتهم الجسدية ودمجها في شخصياتهم الكرتونية.

رانغو حسب منيرة الريس (30 عاما) تعبر عن «انسان يعثر على نفسه في منطقة نائية، ويقرر إعادة اختراع نفسه، ويعطى نفسه فرصة ان يولد من جديد. وهذا حال قد يمر به البشر عندما يتركون أوطانهم ويذهبون الى اماكن اخرى من حول العالم ويعيدون تشكيل ذواتهم وشخصياتهم ليتكيفوا مع المحيط»، مؤكدة ان «الفيلم مدهش ويستحق المشاهدة دون ان تنقص علامته عن 10 درجات كاملة».

أساطير

لم تكف هوليوود عن محاولة خلق شخصيات جديدة في عالم الكرتون، فلم تتوقف عند سندريلا وأليس في بلاد العجائب وبروستر وميكي ماوس وغيرها، فهي تعتبر تصميم شخصيات جديدة ونشرها في العالم مهمة جميلة تسعى إلى أن تتميز بها وتزيدها جمالاً من خلال الاصوات التي تنتقيها وتعلق في ذهن المتلقي من خلال اختيارها لفنانين لهم جماهيريتهم الواسعة، ليضيفوا الى تلك الشخصيات الكرتونية عمقا وتأثيرا. هذا ما أكدته شيرين عيسى (22 عاما) التي قالت «كل عام تتحفنا هوليوود بتقديمها شخصيات جديدة نتمنى معها ان نعود اطفالاً لنكبر معها»، مبينة ان صناع السينما بالفعل يحاكون الاطفال، إذ ان الطفولة حالة تبقى ايضاً داخل الكبار، فيدمجون الذوق المشترك في شخصية كرتونية جديدة تبعث السرور.

«الابداع في هوليوود لا ينضب أبدا»، هذا ما قالته موزة الفلاسي (29 عاما)، مضيفة ان «الفيلم رائع، وشخصية السحلية أعجبتني جدا، فلها أبعاد تخصنا نحن بني البشر الذين نضطهد كل من هو قبيح من الخارج». وتساءلت متأسفة «ماذا ينقصنا كي يكون لنا شخصياتنا التي ستصبح في يوم من الايام من الاساطير التي تحكى كقصص في ظل بلاد مثل اندونيسيا واليابان واميركا، لاتزال مستمرة في التنافس في ما بينها كي تقدم لنا شخصيات كرتونية تكون جزءاً من حياتنا الحالية والمستقبلية».

عبرة

للاطفال والفتيان آراء حول الفيلم وشخصياته، فقد لفت انتباههم شكل رانغو القبيح فهي سحلية منحرفة الرأس، والرقبة تتمايل بشكل مستمر، وهي نحيلة جدا وعيناها كبيرتان وجاحظتان، الا انها ظريفة وقريبة من القلب، لأنها مضحكة،حسب ما قاله هشام باسل (12 عاماً) الذي أضاف «أحببت رانغو وشخصيتها التي طغت على شكلها حتى إنني نسيت التدقيق بالتفاصيل الشكلية وصرت أتابع انجازاتها التي خدمت فيها الجميع». وقالت مايا داوود (11 عاما) حول الفيلم ان فيه عبرة مهمة، «في البداية لم احب شكل السحلية رانغو، الا انني اعجبت بما فعلته من خير، وتذكرت ابن صفي السمين جدا، لأنه كان يأكل كثيرا، وقررت ان اتحدث معه في أي موضوع وأجعله يشاركنا اللعب». وقد تأثر أيهم محمد (14 عاما) بالفيلم، وقال «ليس كل من يحمل وجهاً قبيحاً يكون قلبه كذلك، فقد تأثرت كثيراً بشخصية رانغو، وتألمت على اصدقاء لي في الصف يعانون من النبذ بسبب اشكالهم''.

 حول الفيلم

ديب المخرج

 

يؤكد مخرج العمل استعانته دائماً بجوني ديب في غالبية أعماله، «انا كمخرج أبحث دائماً عن الموهبة التي تحصل من خلالها على الراحة أيضاً، عن الموهوب الذي عندما توجهه لا يتعبك، وهذا موجود في ديب». وأضاف في حوار له في مجلة «صنداي الاميركية» حول علاقته بديب «عندما أستيقظ الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ويكون الجو بارداً، لبدء تصوير مشاهد، لا أخاف من عدم وجود ديب في موقع التصوير، لأنه سيكون حاضراً كأنه يقدم أول مشهد في حياته، وهذا الاحساس لم أشعر به مع ممثلين غيره يعتقدون أنهم وصلوا إلى القمة ولهم الحق في ان يختاروا مواعيد التصوير».

 أبطال الفيلم

جوني ديب

 

ولد عام ،1963 وتزوج جوني ديب أول مرة لوري اليسون، وكانت سبباً في تغيير محور حياته على الرغم من كونه زواجاً فاشلا، حيث عرفته زوجته على الممثل نيكولاس كيج الذي عرّفه على وكيله وقام بتأدية أول أدواره في فيلم «انايت ماراي الميستريت»، وأخذ ديب دروساً في التمثيل باستوديو في لوس أنجلوس، وفي هذه الأثناء كان قد أدى ثاني أدواره، ولكن لم يشتهر جوني إلا بعد أدائه دور توم هانسون في المسلسل «اقفز الى الشارع 21»، حيث تصدرت صوره المجلات لفترة ثلاث سنوات.

آيسلا فيشير

 

ولدت الممثلة الأسترالية الاصل في العاصمة العمانية مسقط، عام 1976 حيث كان يعمل والدها موظفاً في بنك.

كانت تهوى الكتابة، واسهم تشجيع عائلتها لها في ان تقدم قصة تحولت الى سيناريو لفيلم قصير موجه الى العائلات التي لديها اطفال من ذوي الإعاقة.

عرفت بعدها كاتبة، إلا انها احبت ان تظهر بشكل علني أكثر، فقررت التوجه الى التمثيل، وقدمت ادوارا دة في هوليووود، من ضمنها في فيلم «ويدنج كراشرس».

غور فيربينسكي

 

ولد عام ،1967 وبرز للمرة الأولى بقوة في عمل من إنتاج ديزني عام ،1997 بعنوان «صيد فأر»، ثم في فيلم من بطولة براد بيت وجوليا روبرتس «ذا ماكسيكين» في العام ،2001 إلى أن قفز بسرعة إلى لائحة المخرجين اللامعين في «هوليوود» مع شريطه اللماع والأنيق «ذا رينغ» من بطولة ناومي واتس وديفيد دورفمان، أتبعه بأول أفلام السلسلة «قراصنة الكاريبي» بطولة جوني ديب.

ومن الاعمال المهمة له ايضا فيلم «ويزرمان» بطولة نيكولاس كيج.

الأكثر مشاركة