«أمّ وابن»
بعيداً عن دور العرض نعود إلى فيلم المخرج الروسي الكساندر سوخوروف «أم وابن» ،1997 للحديث عن الفيلم اللوحة، حيث كل لقطة فيه تكون غالباً طويلة وتمتلك كل عناصر اللوحة، ولعل ذلك يداهمنا من اللقطة الأولى، ونحن أمام لقطة ثابتة للأم وابنها. وما أن يتحركا ببطء حتى تتفكك عناصر تلك اللوحة، ولعل الدارما في هذا الفيلم تكمن في علاقة الابن بأمه، بالأحاديث المقتضبة، وفي هذا الابن الذي قرر ترك كل شيء والالتصاق بأمه التي تنتظر موتها في بيت ناءٍ تحيط به الغابات والسهول المترامية الأطراف، وما من صوت إلا صوت الريح والمطر وقرقعة الحطب المشتعل في المدفأة.
اللقطة الختامية مع فراشة تحلق تستقر على يد الأم المعروقة، وهي مسجاة على سرير يشبه المذبح، يضع الابن وجهه على يدها من دون أن تطير الفراشة، لقطة مدهشة كما كل لقطة، وليقول لنا بقاء الفراشة على يدها إنها ماتت.