« معجزة في ميلانو »
بعيداً عن دور العرض المحلية يمكن العودة إلى المخرج الإيطالي الشهير فيتوريو دي سيكا (1901 - 1974) لكن ليس لاستعادة الفيلم الأشهر لهذا المخرج «سارق الدراجة» 1948 الذي ما زال يحتل مكانه من بين أهم 10 أفلام في تاريخ السينما العالمية، لكن للعبور إلى فيلم آخر له بعنوان «معجزة في ميلانو» الذي حققه بعد ثلاث سنوات من «سارق الدراجة» لا لشيء إلا لتأكيد أن اختزال دي سيكا في الفيلم الأخير ليس إلا ظلماً لتجربته الكبيرة التي قدم من خلالها عشرات الأفلام المميزة، وليكون «معجزة في ميلانو» معجزة سينمائية بحق، والتقاطاً لمجاز صالح على مر الأزمان، بما يجعل من «توتو» معبراً إلى صراع الفقراء مع الأغنياء، والكيفية التي يتشكل فيها مجتمع كامل من الفقراء يسكنون بيوت الصفيح، وحين يكتشف النفط في تلك المنطقة من ميلانو فإنهم سيكونون بحاجة ماسة لمعجزة ليواصلوا عيشهم ويجابهوا جشع الأغنياء، وقد نال الفيلم الجائزة الكبرى في «كان» عام 1951 وله أن يبقى فيلماً يتخطى فيه الخيال ما يسمى خيالاً علمياً إلى خيال على اتصال مباشر بالأرض والواقع.