مشاهدون منحوه علامة بين 6 إلى 10 درجات

«تلك الأيـام» تجـربة جريئـة عــن واقع سياسي ورجال فاسدين

الفيلم يحاكي الأوضاع الراهنة في مصر رغم أن قصته كتبت قبل أكثر من 15 عاماً. تصوير: تشاندرا بالان

في فيلم «تلك الأيام» الذي يعد التجربة الأولى للمخرج أحمد غانم، ويعرض حالياً في دور السينما المحلية، يمكن إسناد البطولة بلا تردد للأجواء اللوجستية التي وفرها المخرج من إضاءة وصوت وحركة، حيث أسهمت بدعم أداء الممثلين في الفكرة المراد إيصالها التي تدور حول الخلجات النفسية لكل شخصية بعيداً عن الأداء المباشر لهم، وقد شعر معظم المشاهدين بالرضى عن الفيلم، ووصفوا قصته التي تحاكي مطالب ثورة مصر بالجريئة، مع أن كاتبها وهو والد المخرج فتحي غانم كتبها في روايته التي حملت العنوان نفسه قبل أكثر من 15 عاماً، وتدور أحداث الفيلم حول شخصية سالم عبيد الذي أدى دوره «محمود حميدة»، وهو أستاذ جامعي ومفكر سياسي، ومن الممكن أن يفعل أي شيء ليرضي النظام، وذلك طمعاً في المنصب السياسي الكبير، وهو أيضاً الشخص نفسه الذي تزوج فتاه لا تحبه، طمعاً في الحب الذي شاهدها تعطيه لحبيبها السابق الذي توفي في حادث نتيجة عملية إرهابية، وهو الشخص نفسه المستعد لأن يقتل ويدمر ويفعل أي شيء ليصل إلى مبتغاه. الفيلم بالمجمل يلقي الضوء على العلاقة بين السلطة والعلم، والشباب ومشكلات المجتمع سياسياً واجتماعيا.

وشارك حميدة البطولة احمد الفيشاوي وليلى سامي وبحضور مميز لكل من سمية الألفي وصفية العمري.

وحصل الفيلم على علامة راوحت بين ست و10 درجات.

هوامش

أنفقت «العدل غروب» على ميزانية الفيلم أكثر من ثمانية ملايين جنيه مصري،معلنة أنها «على ثقة بأن الفيلم سينال إعجاب الوطن العربي».

أقيم العرض الخاص للفيلم يوم الأول من مايو 2010 بسينما نايل سيتي في القاهرة.

وزعت الشركة العربية 40 نسخة على دور العرض السينمائي للفيلم.

شخصيات مركبة

شخصية سالم عبيد مملوءة بالتفاصيل ومركبة إلى أقصى درجة، فهو غامض وشرير ورومانسي في بعض الأحيان، وسيظهر في النصف الثاني من الفيلم انه مضطرب نفسياً ويعاني الهوس، ولعبت الإضاءة دوراً فاعلاً في إيصال الحالة المراد أن يفهمها المتلقي والزوايا ومشاهد المطاردات الخارجية.

إياد المعطي (30 عاماً) قال «أنا قرأت الرواية في السابق وفوجئت بجرأتها، حيث أنها كتبت في ظل النظام السابق الذي كان يسجن الكلمة الحرة»، واضاف «الفيلم جميل، واستطاع المخرج أن يصور الرواية بحذافيرها، ويخلص لكلمة والده الكاتب الراحل»، مانحاً الفيلم 10 درجات.

في المقابل، قال طارق العنزة (37 عاماً) إن «الفيلم مناسب لما حققته الثورة المصرية من مطالب في ملاحقة الفاسدين»، وأضاف «هو فيلم نفسي بالدرجة الأولى، وفيه الكثير من الاقتراب من النموذج الأجنبي لمثل هذه النوعية من الأفلام»، مانحاً الفيلم سبع درجات.

بدورها أبدت شاهيناز الدقي (33عاماً)، إعجابها بحضور الفنان محمود حميدة وتألقه، وحسب وصفها «كان مبدعاً وجذاباً ومتمكناً»، ويستحق 10 درجات لأجل كل هذا.

ممثل صفّ أول

يقوم أحمد الفيشاوي بدور «علي النجار» الذي يستعين به سالم عبيد ليقدم له بعض الخبرات الأمنية ليساعده في وضع كتاب جديد حول الشرطة وتعاملها مع الخلايا الإرهابية، حيث كان النجار ضابطاً سابقاً في مكافحة الإرهاب، ومن خلال شخصيته يدخل المخرج العوالم السرية للشرطة المصرية وما يحدث فيها من تجاوزات.

عبدالله عبدالرحمن (21 عاماً)، قال «أنا أحب احمد الفيشاوي جداً، وهو من الفنانين الذي احترم أداءهم لأنه يحترم عقلية المشاهد الذي بات منفتحاً على السينما العالمية، وهو يؤدي بطريقة عالمية»، مانحاً الفيلم 10 درجات.

في المقابل، قالت ريم طه (18 عاماً) إن «لأول مرة أشاهد فيلما عربيا، ولكني من المعجبات بأحمد الفيشاوي، فله طريقة خاصة في التمثيل جذابة ومقنعة»، وأضافت «قصة الفيلم جميلة وغريبة وفيها الكثير من الإبداع الإخراجي»، مانحة إياه ست درجات.

ولم يختلف رأي شيرين نور (30 عاماً)، عن سابقيها «احمد الفيشاوي، بعيداً عن حياته الخاصة المملوءة بالمشكلات، ممثل صفّ أول بامتياز»، مؤكدة «يقف هذا الشاب أمام محمود حميدة، ويتفوق عليه أيضاً»، مانحة الفيلم ثماني درجات.

الألفي والعمري

أحب مشاهدون دور الفنانة صفية العمري، التي جسدت والدة محمود حميدة، وهو ما لا يتناسب مع المنطق، من حيث التقارب العمري بين الاثنين، وأداء الفنانة سمية الألفي في مشهد واحد من الفيلم، لكنها نفذته بمهنية استطاعت به أن تلمس قلوب المشاهدين.

تأثر هشام كامل (24 عاماً)، من ظهور الألفي في مشهد واحد «مع أن مشهدها مهم، الا أنني تأثرت لأجلها، فبعد أن كانت نجمة في ليالي الحلمية وغيرها من الأعمال، يوكل اليها مشهد واحد فقط»، مانحاً الفيلم ست درجات.

أما هارون سيد (30 عاماً)، فقال «أجمل ما في الفيلم ظهور صفية العمري التي لاتزال محافظة على رونقها وجمالها، لكنني لم أحب فكرة ان تؤدي دور أم محمود حميدة الذي يقربها في العمرً، مشيداً ايضا بدور سمية الألفي اللطيف.

وحسب وداد محمد (28 عاماً)، «كان لطيفاً ان يقوم المخرج بإشراك كل من سمية الألفي وصفية العمري في الفيلم، فوجودهما يعلم الجيل الجديد من الفنانين كيف يكون المرء ممثلاً، فهما من مدرسة لها قواعد وأسس، وقدما للمشاهد أحلى وأهم وأجمل الأعمال»، مؤكدة أن «الفيلم جميل جداً ويستحق المشاهدة»، مانحة إياه تسع درجات.


ملخص الفيلم

تتضح شخصية سالم الغامضة الشريرة، الرومانسية في بعض الأحيان، في النصف الثاني من وقت الفيلم، حيث اعتمد المخرج في بداية الفيلم الوتيرة البطيئة للأحداث، لينقل المشاهد بعدها بوتيرة سريعة ومملوءة بالمغامرات، لينسيه الملل الذي انتابه في البداية، خصوصاً بعد ان تجمع سالم المصادفة بضابط شرطة سابق شهد حوادث عديدة، ما اثر سلبياً في نفسيته ودفعه لان يترك الخدمة، فيستعين به سالم لكتابة كتاب جديد حول الشرطة وتعاملها مع الخلايا الإرهابية، فتتطور العلاقة بين الضابط وزوجة الكاتب، ويطلب سالم منه قتلها وإيهام الجميع بأنها مريضة نفسياً، لنتابع بذلك حرباً نفسية بين الأبطال.


 

المؤلف والمخرج

المؤلف الأب فتحي غانـم والمخرج الابن أحمد غانـم

 

الأب: ولد عام ،1924 تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام ،1944 وعمل بالصحافة في مؤسسة «روز اليوسف»، ثم انتقل إلى جريدة الجمهورية، حيث عمل رئيساً لمجلس الادارة، ثم عاد مرة أخرى إلى «روز اليوسف» حتى وفاته عام 1999 عن 75 عامًا. نجله احمد من مواليد القاهرة، عمل مساعداً للمخرج في فيلم «الامبراطور». قدم عمله السينمائي الأول عـن رواية والده «تلك الايام»، وقدم نفسـه مخـرجاً واعـداً بعد نجاح الفيلم.


أبطال العمل

محمود حميدة

ولد عام ،1953 حصل محمود حسين محرم حميدة على بكالوريوس التجارة عام ،1981 وهو متزوج ولديه اربع بنات، بدأ حياته الفنية من خلال التلفزيون، حيث شارك في مسلسلات منها: «حارة الشرفاء»، و«الوصية» الذي كان بداية انطلاقه، حيث لفت الانظار الىأموهبته، وكانت بدايته في السينما قيامه بالبطولة الثانية مع احمد زكي في فيلم «الامبراطور» عام 1990 اسس شركة انتاج سينمائية، انتجت عدداً من الافلام منها «جنة الشياطين»، وأسس مجلة فنية باسم «الفن السابع»، اكتسب اهميته في قدرته على تجسيد الشخصية التي تسند اليه، وكان في احسن حالاته في «فارس المدينة»، و«عفاريت الاسفلت»، كما ان ايناس الدغيدي حاولت ان تجعل منه الذكر القوي في «دانتيلا». شبهه الكبير بالفنان الراحل رشدي اباظة، فتح امامه الكثير من الابواب التي ادخلته عالم السينما، إلا انه لم يحظ بأدوار الوسامة التي كانت توكل لأباظة.

 

أحمد الفيشاوي

ولد عام ،1980 بدأ مسيرته الفنية الاحترافية عام 2000 بظهوره مع الفنانة فاتن حمامة في مسلسل «وجه القمر»، واستمر نجل الفنانين فاروق الفيشاوي وسمية الألفي في العمل بالدراما التلفزيونية فترة، قبل أن ينال أول بطولاته فيأ مسلسل «عفاريت السيالة» للكاتب أسامة أنور عكاشة، الذي قدم بعده بفترة قصيرة أولى بطولاته السينمائية، في فيلم «الحاسة السابعة» من إخراج أحمد مكي.

شهدت مسيرة «الفيشاوي الصغير» أزمة كبيرة، كادت أن تطيح بنجوميته، بعد أن اتهمته هند الحناوي في قضية نسب الطفلة لينا، وهو ما رفضه أحمد، قبل أن يتراجع ويؤكد معرفته بـ«الحناوي»، وزواجه منها بطريقة عرفية، وهي القضية التي انتهت بنسب البنت إلى الفنان الشاب.

 

ماجد المصري

ولد عام ،1963 مطرب وممثل مولود في طنطا، تخرج في كلية الشريعة جامعة الازهر، تم اكتشاف موهبته وهو طالب في المدرسة، درس فنون الرقص الكلاسيكي والشعبي والباليه، بدأ بالغناء في الملاهي الليلية والفنادق مع زوجته في ذاك الوقت المطربة منى أش أش، حيث كونا ثنائياً غنائياً باسم (ماجد ومنى)، كما قدم البوماً غنائياً بمفرده، لكنه لم يلق النجاح المتوقع، ثم اكتشفه المخرج الراحل حسام الدين مصطفى، وقدمه للسينما ممثلا في فيلم «الجاسوسة حكمت فهمي».

من المسلسلات التي عمل بها: «التوأم»، «أحلام العصافير»، «لدواعي امنية»، «خيال الظل»، عمل في مسرحية «ادلعي يا نوسة».

تويتر