هند رستم..لكل جمالهــا وأنوثتها

هند رستم.. 71 فيلماً في مسيرتها الفنية. أرشيفية

وفاة الممثلة المصرية هند رستم على اتصال مباشر مع سينما تحتفي بنجماتها الجميلات، ومعبر مؤكد لاستعادة مفهوم النجومية بكامل بهائه حين كان بمقدور ممثلة جميلة أن تضفي الكثير من الجمال على حيوات مشاهديها، إذ يكفي أن تطفو على الشاشة الكبيرة حتى يعم الفرح في قلوب متابعيها.

هند رستم التي توفيت بأزمة قلبية، يوم الأربعاء الماضي، عن عمر ناهز الـ82 عاماً مدعاة لوضعها في سياق تاريخ السينما المصرية بأبهى مراحلها، ولعل اقتصار أدور رستم على السينما فقط هو إحدى المزايا التي تجعلنا حيال جيل آمن بالفن السابع فقط، وبقي بعيداً عن مغريات التلفزيون، فمع رستم يحضر على الفور مفهوم النجمة السينمائية ولا شيء غير السينما، حيث الشاشة الكبيرة ما يليق بجمالها، والمشاهد يمضي إليها ويقطع تذكرة لمشاهدتها، دون أن تكون في وارد ما يفرضه التلفزيون الذي يأتي إلى المشاهد ويقتحم بيته، ومصادقته على المشاهدة لا تتعدى كبسة على جهاز التحكم.

مع هند رستم يمسي حديثي مفرط الرومانسية، ويقود كما أسلفت إلى الاحتفاء بالسينما وهجاء التلفزيون، ولكن تبقى قصة حياتها والكيفية التي دخلت من خلالها عالم السينما شبيهاً بكل ما عاشته النجمات الجميلات، وهنا يحضر الحديث عن الصدفة، حيث ستتعرف في السينما الى فتاة تعمل كومبارس في الأفلام، وستخبرها الأخيرة أن هناك مخرجاً يقوم بإجراء اختبارات لاختيار ممثلين لفيلمه، وكما علينا أن نتخيل رستم وهي تلاحق أحلامها بالنجومية، فإنها ستجد عند قبولها بأنها ليست إلا كومبارس، ولن يراها أحد كما رأت نفسها محاطة بالأضواء والمجد، ذلك الفيلم كان عنوانه «غزل البنات» وصور في عام ،1949 لكن ومع حضور رستم وجمالها لم يطل الأمر لتتحول أحلامها إلى حقيقة، فبعد الحفاظ عليها ككومبارس فإنها ستحظى بدور في فيلم «بنات الليل» لحسن الإمام الذي يعتبر مكتشفها الحقيقي، فبعد الدور الصغير الذي جسدته في ذلك الفيلم فإنه سرعان ما سيعطيها دور البطولة في فيلم «الجسد» ،1955 وليكون هذا الفيلم انطلاقتها الحقيقية وموعداً للسينما العربية مع أنوثة خاصة قادرة على استحضار الفرح تمثيلاً ورقصاً وجمالاً.

71 فيلماً ما قدمته هند رستم في رحلتها الفنية، ولعل أهم أدوارها كانت في فيلم «بين السما والأرض» لصلاح أبوسيف، إضافة لدورها في «باب الحديد» فيلم يوسف شاهين، وتنوعت تلك الأدوار بين الكوميدي والدرامي والتاريخي، حاملة للقب «مارلين مونرو الشرق»، الصفة التي بقيت لصيقة بها حتى وفاتها، ولعل إحالة ذلك إلى أدوار الإغراء التي قدمتها سيضعها أيضاً في مسار خارج عن التصنيفات التي تحاصر الفن من كل جانب، وبكلمات أخرى ان هند رستم ابنة شرعية لكل من قدمته وتقدمه السينما من فن، والتي كانت بعيدة عن التصنيفات الساذجة التي لا علاقة لها بالفن لا من قريب ولا من بعيد، والتي تكون في الغالب حالات فصامية وازدواجية، تحمّل الفن كل ما لا علاقة به، إذ إن هند رستم بكل ما تمثله من جمال قدمت ما يعزز قيمة ذلك الجمال.

تويتر