في انتظار«شجرة الحياة»

«شجرة الحياة» من بطولة براد بيت. أرشيفية

لابد أن أي عاشق للسينما في الإمارات ينتظر عرض فيلم المخرج الأميركي تيرانس مالك The Tree of Life «شجرة الحياة» في دور عرضنا المحلية، وليس هذا الانتظار آتياً من كون الفيلم حاصلاً على سعفة كان الذهبية لهذا العام، بل لأنه أولاً من إخراج مالك، هذا الذي قدم خلال 40 سنة أربعة أفلام، بمعدل فيلم كل 10 سنوات، وليكون «شجرة الحياة» خامسها.

مايستوقفنا هنا، الأخبار التي تحكي عن فيلم سادس يعمل عليه مالك وعلى شيء له أن يكسر القاعدة الذهبية لوتيرة إخراجه الأفلام، وآخر تلك الأخبار أن خياراته وقعت على بن أفليك ليلعب أحد أدوار ذلك الفيلم الذي له أن يحمل عنواناً أولياً هو «رحلة في الزمن»، وإن كان هذا الفيلم سيصبح جاهزاً للعرض حقاً في العام المقبل، فإننا سنكون من المحظوظين، آخذين بعين الاعتبار كم تأجل عرض «شجرة الحياة» وكم وضعته مهرجانات عالمية على قوائمها ومن ثم سحبته بداعي عدم انتهاء مالك منه.

لست في هذه الكتابة في وارد تقديم مقال عن أعمال مالك، بدءاً من Badlands 3791 وصولاً إلى آخرها أي «شجرة الحياة»، وبكلمات أخرى: من هرب هولي مروراً «أيام الجنة» وعلاقة الأخ بأخته وتلك اللقطات العجيبة والكاميرا تتولى أمر كل شيء، وصولاً إلى «خط أحمر رفيع» حيث الحرب ووحشيتها إلى «عالم جديد» واصطدام المهاجرين بالسكان الأصليين، كل ذلك إيجاز سريع لما حملته أفلامه، والتي نؤجل الخوض فيها إلى حين عرض «شجرة الحياة» الذي مضى أكثر من شهر وهو مدرج في خانة الأفلام القادمة إلى دور العرض، والتي كما كل فيلم غير تجاري علينا أن ننتظر لا نعرف كم حتى يتم الإفراج عنها، كونها ليست من فئة مصاصي الدماء والكوميديا المسطحة أو غير ذلك من أربع فئات تحتلها أربعة أفلام جديدة كل أسبوع عليها أن تنتمي إلى الرعب والأكشن والكوميدي و«الأنيماشن»، حتى وإن كانت أتفه من التفاهة نفسها وفق المقاييس التجارية.

نأمل أن يعرض فيلم مالك هذا الأسبوع، وذلك من باب أنه من بطولة براد بيت وشون بين وهنا نتبع منطق ربما قد يفهمه أصحاب دور العرض عندنا، حيث نفي القيم الجمالية والفنية على أشده، وعليه يمكن للنجومية أن تكون مدخلاً للاقتناع بأنه فيلم قد يحقق شيئاً من شباك التذاكر اللعين الذي لا صوت يعلو على صوته، طبعا وفي هذا السياق فإن متابعي السينما في الإمارات لا يجدون إلا المهرجانات مثل مهرجاني دبي وأبوظبي لمشاهدة الأفلام الفائزة بالجوائز العالية مثل كان وفينسيا وبرلين، لكن يبقى أملنا كبيراً ببراد بيت وشون بيت لدى تجار السينما الأشاوس، ونحن نقول هنا: نحن في انتظار «شجرة الحياة» لننعم بظلها، ويمكن لنا أن نقول مع أفلام أخرى نحن بانتظار غودو، لكن أملنا ببراد بيت وشون بين، اللذين يبعدان مخاوفنا من أن يكون مالك قد انتهى من «رحلة الزمن» مشروعه الحالي ولم يعرض «شجرة الحياة» بعد، دون أن ننسى أن مالك قد يستغرق زمناً لا يمكن تقديره في إخراج فيلم جديد.

تويتر