« بون سواريه ».. فيلم إثارة ركيـك يستخف بالدين
طغت «أفلام الآكشن» على نوعية الأفلام التي عرضت في العيد في دور السينما المحلية هذا العام، مع غياب واضح للرومانسية، والاكتفاء بفيلم كرتوني واحد جديد هو السنافر، ومع قلة أفلام العيد عادة بسبب سفر العديد من العائلات والفئة الشابة لقضاء إجازاتهم خارج الوطن، إلا أن الشح في العرض هذا العيد كان واضحاً، مقارنة مع الاعياد السابقة، وبين ثلاثة أفلام رئيسة من نوع الآكشن هي «كابتن أميركا» و«كونان البربري» و«بودي غارد»، يظهر فيلم الرسوم المتحركة المصنوع بالتقنية الثلاثية الأبعاد «السنافر»، وفيلم عربي يتيم هو «بون سواريه» الذي لاقى حضوراً كبيراً، واستياءً كبيراً أيضاً من قبل الجمهور، بعد مشاهدته، ترافق ذلك مع توقعات بعض شركات توزيع الأفلام، بموازاة قراءات العديد من النقاد، أن يتنافس فيلما «كابتن أميركا» و«السنافر» للاستحواذ على نسبة مشاهدة عالية خلال إجازة العيد في الإمارات، خصوصاً أن الدلائل تشير إلى سباق محموم بين الفيلمين في أميركا وبعض دول العالم، إذ بلغت إيرادات الأول 89 مليون دولار خلال الأيام الستة الأولى لعرضه، ما جعله يتربع على قمة قائمة الأفلام التي تحقق أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية، بينما حقق الثاني 150 مليون دولار.
أبطال العمل نهلة ذكي
قدمت اول ادوارها عام 2009 في فيلم س«البيه رومانسي» أمام محمد امام، واعتبرها النقاد وجهاً جديداً في ممثلات الاغراء، وهذا يُعد العمل الثاني لها. حسن حسني
ولد عام 1931 في حي القلعة لأب مقاول مبانٍ، ماتت أمه وهو في السادسة من العمر، قام بالتمثيل في مسرح المدرسة، وحصل على العديد من الميداليات، ثم انضم الى المسرح العسكري، ثم الى المسرح القومي. لمع في مسرحية «كلام فارغ»، وقام بالعديد من البطولات المسرحية، منها «حزمنى يا»، و«قشطة وعسل»، و«جوز ولوز»، و«اولاد ريا وسكينة»، و«على الرصيف»، و«سكر زيادة»، و«المحبة الحمراء» وغيرها. ومن المسلسلات التي عمل بها «ابنائي الاعزاء شكراً»، و«السبنسة»، و«جوارى بلا قيود»، و«ناس مودرن»، و«بوابة الحلواني»، و«المال والبنون»، و«أميرة في عابدين»، و«اين قلبي»، و«جحا المصري»، و«زمن عماد الدين». نال جائزة من مهرجان الأفلام الروائية عن فيلم «دماء على الاسفلت»، وهو من الممثلين الاكثر نشاطاً وحضوراً في العقدين الاخيرين. مثل كل الادوار من الكوميدي الى الفلاح ورجل الاعمال. مي كساب
ولدت عام ،1981 كانت بدايتها الغنائية في دويتو غنائي مع المطرب السوري مجد القاسم، يحمل عنوان «غمض عينيك»، وأصدرت عام 2005 أول ألبوم لها، ويحمل اسم حاجة تكسف، وفي 2007 اصدرت البوم «احلى من الكلام»، وقامت بأول بطولة تلفزيونية لها عام 2006 مع الفنان أحمد الفيشاوي في المسلسل الكوميدي تامر وشوقية. ثم انطلقت سينمائياً في العديد من الافلام، اشهرها «كباريه»، «الفرح»، «بوبوس». غادة عبدالرازق ولدت عام ،1965 بدأت علاقتها مع الشاشة في الإعلانات التجارية، ومع أنها درست علوم الكمبيوتر في جامعة القاهرة إلا انها لم تعمل بشهادتها، فكانت الفرصة عندما قدمها محمد عبدالعزيز في فيلم «لماضه»، وبعدها دخلت بوابة الشاشة الصغيرة، وقدمت فيها «ياسر على الأرض »، «أمانة ياليل»، «عائلة الحاج متولي»، «نجوم كل يوم»، «وادي الفئران»، «دهب قشرة»، «صراع الأقوياء»، ومسرحياً «الإخوان الأندال»، «حودة كرامة». وفي عام 2003 عملت في فوازير رمضان «فرح فرح»، واوكلت إليها أول بطولة سينمائية في فيلم «ادرينالين».
|
«بون سواريه»
هو ليس فيلماً بمعنى الفيلم، مع ان فيه سيناريو وقصة وممثلين ومخرجاً وإضاءة وغيرها من العناصر الكفيلة بصناعة الأفلام، إلا أن «بون سواريه» كان تحدياً بين بطلاته النساء في تظهر أكثر إثارة من الأخرى، باستثناء مي كساب التي كان دورها محافظاً وبعيداً عن الاسفاف الذي ظهرت به كل من غادة عبدالرازق ونهلة زكي التي تعد الوجه الجديد في صف ممثلات الإثارة في مصر في هذه الايام، هذا ما اتفق عليه معظم مشاهدي الفيلم الذي يعرض حالياً في جميع دور السينما في الدولة، فهناك من غادر القاعة معلناً عن اشمئزازه مما شاهد، وهناك من آثر على نفسه كي يؤكد وجهة نظره بأن الأفلام المصرية أصبحت تجارية، وهم ينتظرون أفلام ما بعد الثورة، على أمل أن تحترم ذائقة المشاهد بشكل أكبر، والبعض الآخر اعترف بأنه جاء ليشاهد غادة عبدالرازق. الفيلم وهو من اخراج أحمد عوض، تدور أحداثه حول ثلاث فتيات من أسرة غنية، وبعد وفاة الأب يكتشفن أنه لم يترك لهن أي ميراث، وتتصاعد الاحداث بظهور رجل اسمه «حماس»، يستغل حاجتهن إلى المال من خلال اعطائهن الفرصة ليصبحن من الأغنياء من خلال العمل في «كباريه»، في جو قريب من الكوميديا، ومحاولة بائسة للخروج بعبر ومواعظ من نهاية الفيلم التي تدعو إلى قصد بوابة الحلال في الرزق. وكانت علامة صفر هي العلامة التي منحها معظم المشاهدين للفيلم.
فيلم تجاري
حول الكباريه ستدور أحداث الفيلم، إذ سيشهد خلافاً بين الأخوات الثلاث حول الاستفادة من عائداته، «هدى» هي الاخت الكبرى، وتؤدي دورها غادة عبدالرازق، مطلقة وتسعى الى النجومية والمال، وتحاول إقناع شقيقتها «عفاف»، وتؤدي دورها نهلة زكي، التي تعمل في الاساس محامية لكنها فاشلة، بأن تديرا الكاباريه وسط رفض شديد من شقيقتهما المتدينة «إيمان»، التي تؤدي دورها مي كساب، والتي تقف أمامهما بالمرصاد، وتبدأ من هذه النقطة مشاهدة ما يشبه الحفل الغنائي وعرضاً للازياء الاكثر اثارة، حسب مها الطيب (30 عاماً)، التي قالت «أعتقد ان سينما الصيف في الإمارات تعتمد على الافلام التجارية»، وأضافت «لم أكن أشاهد فيلماً، بل شاهدت عرضاً للازياء الرخيصة».
ووافقها الرأي أيمن ابراهيم (40 عاماً)، الذي قال «أتأسف على حسن حسني، الذي بلغ من العمر عتياً، ولايزال يقبل بمثل هذه الادوار التي ترجعه إلى الوراء، ولا تجعله يترك أي بصمة»، مؤكداً أن «الفيلم مقزز، ويدور حول إثبات أن غادة عبدالرازق ملكة الإثارة في مصر».
في المقابل، اعترف محمد المولى (25 عاماً)، بأنه جاء لمشاهدة غادة عبدالرازق «هي امرأة جميلة، ولا تنكر انها فنانة مثيرة بالدرجة الاولى، مع انها قدمت دوراً مهماً في حياتها في مسلسل الحاج متولي، ولم تحافظ على هذا الخط الذي يؤكد موهبتها».
لا يوجد أي منطق في الفيلم، هذا ما قالته وداد العزة (30 عاماً)، واضافت «افتعال للاحداث، تفاهة في النص، كوميديا مصطنعة، وعندما نعلم ان السبكي هو المنتج فمن الطبيعي اننا نتحدث عن حفلة غنائية وليس فيلماً»، مؤكدة «خرجت قبيل انتهاء الفيلم، هرباً من كمية مشاهد الاسفاف واعتماد المخرج، والمنتج طبعاً، على الإثارة في غير محلها».
واستاء بدوره محمد امام (29 عاماً)، من الاغاني في الفيلم «كلمات خادشة للحياء، مع رقصات لا تشبه إلا رقصات بنات الليل، إيحاءات جنسية، وحركات مخلة بالآداب من قبل الممثلات»، مؤكداً أن «الفيلم جريمة في حق السينما المصرية».
سخرية من الدين
بعد أن يصبحن في وضع مادي باذخ جداً، ينكشف لهن وجه «حماس» الذي يؤدي دوره حسن حسني، وتظهر عليه رغبته في استغلالهن واستغلال أنوثتهن ليحقق ربحا اكبر للكاباريه، ما يضع الاختين في مأزق خوفاً من دخول السجن، فيرضخن له، ويصبحن مغنيات في الكاباريه دون علم شقيقتهما الثالثة المتدينة، وهنا لمس مشاهدون سخرية من الدين بداية من اسم الاستغلالي في الفيلم «حماس»، مروراً بمشاهد لمحجبات يظهرن بطريقة ساذجة، وانتهاء بشقيقتهما المتدينة التي تظهر متخلفة وغبية.
لمياء أكرم (20 عاماً)، قالت «لم احب الفيلم على الاطلاق، ووجدته يستخف بعقل المشاهد»، وأضافت «كرهت الحوارات بين الشقيقات حول الدين، فهي تحمل أفكاراً قديمة وغير مواكبة للعصر، واستغربت من اسم حماس للمستغل في الفيلم»، مؤكدة أن «الفيلم قبيح جداً».
ولفت ذلك ايضا انتباه منير رزقة (38 عاماً)، فقال «فيلم خطر، يدعو إلى الرذيلة، على الرغم من نهايته التي تدعو إلى طرق ابواب الحلال، إلا أنه أظهر الدين متخلفاً ولا يتناسب مع العصر».
في المقابل، استهجن طارق المنهالي(24 عاماً)، إطلاق اسم حماس على شخصية استغلالية في الفيلم مرتبطة بحفلات الصخب والاثارة، «وبغضّ النظر عن رأينا في تنظيم حماس، إلا أن الاسم مرتبط بالمقاومة التي نعتز بها، وهذا تطاول كبير من طاقم العمل بأن يطلقوا الاسم على شخصية رخيصة في الفيلم».
وأكدت زهرة عليان (27 عاماً)، أن عالم هذه النوعية من الافلام سينتهي قريباً «بعد ثورة مصر لن يحتمل الشارع ان يرى أفلاماً تستخف بعقله، وسيحاربها، وأنا شاهدت الفيلم لعدم وجود خيارات كثيرة في عطلة العيد».
نهاية فوضوية
ببساطة يحصل «حماس» على كل الأموال، وبسذاجة مدهشة يظهر خواجة آخر عليه ديون لوالد الشقيقات، يقابلهن في لحظة خروجهن من السجن، وسيدفع لهن بالطريقة نفسها، لكن هذه المرة ستقوم الشقيقات بإدارة محل للمسابح وسجاجيد الصلاة. اعتبر نادر أحمد (24عاماً)، أن نهاية الفيلم «حركة ذكية من مخرجه كي ينسي المشاهد الاسفاف الذي شاهده طوال احداث الفيلم القائم على أساس الاثارة».
ورأت مريم الاستاذ (35 عاماً)، أن «نهاية الفيلم موجعة جداً، فمن كابريه الى سجاجيد صلاة، هذا قمة الاستخفاف بالدين وبعقل المشاهد».
حول الفيلم
نفت الفنانة أإلهام شاهين،أ ما تردّد عن غضبها من غادة عبدالرازق لأنها تؤدي دور البطولة في فيلم «بون سواريه» الذي كان من المفترض أن تقدمه، قائلة: «بالفعل الفيلم كان بحوزتي منذ نحو خمس سنوات، وكان من المفترض أن أنتجه وألعب بطولته مع يسرا وليلى علوي، لكن الظروف وقتها لم تسمح لنا بتصوير الفيلم. ومرّت سنوات ونسيت أمر هذا الفيلم تماماً، لذلك ليس منطقياً أن أغضب لأن غادة عبدالرازق تلعب بطولته الآن، خصوصاً أنه لم يعد مناسباً لي في الوقت الحالي».
قالوا عن الفيلم
فوضى اخراجية جعلت المشاهد يتابع سهرة غنائية بفواصل كوميدية، ابعد ما تكون عن السينما، وتكشف مشاهدة هذا العمل عن حقيقتين اثنتين: أولهما بروز ملامح سينما السبكي التي يمكن تلخيصها في عبارة «ضحكة وغنوه وحسن حسني»، فهي كافية لصناعة «بون سواريه» وغيره من أفلام الابتذال، أما الحقيقة الثانية فهي انقسام هذا العمل من حيث الأمكنة إلى مكانين بارزين هما ما وقع داخل الكابريه وخارجه.
سليمان الحقيوي ــ كاتب وناقد سينمائي من المغرب
غادة عبدالرازق تدافع
محمد السبكي . أعربت الفنانة غادة عبدالرازق، عن رفضها وصف فيلمها الجديد (بون سواريه) بأنه فيلم «بورنو»، مؤكّدةً أنها لم تؤد فيه أي مشهد جنسي خادش للحياء. وأضافت عبدالرازق، وفقاً لموقع النشرة، أن المشاهد المثيرة التي تظهر في إعلان الفيلم هدفها فقط جذب المشاهدين، فيحرص المنتج محمد السبكي على جمع كل المشاهد المثيرة للجدل، ويضعها في تريلر الفيلم، «وهذا ليس عيباً لأنه في النهاية يريد جذب الجمهور لعمله بكل الطرق»، حسب أقوالها. |
فيلم يخلو تماماً من عنصري القصة والسيناريو، مثل سابقيه «حاحا وتفاحة» و«أيظن»، أو«عودة الندلة»أ و«حبيبي نائما» أو«البيه رومانسي» أوغيرها، إذ تعتمد نوعية تلك الأفلام على خلطة سبكية تشبه في خصوصيتها خلطة أحد المطاعم الأميركية الشهيرة السرية، وهنا تحل الخلطة مكان القصة والسيناريو، ويعتمد الفيلم على بعض الأغاني والرقصات، مع وجود نسبة لا بأس بها من العري لإرضاء ذوي الرغبات وطلاب المرحلتين الاعدادية والثانوية، مع كم هائل من «الإيفيهات» التي قد تستلزم أحياناً تعديلاً في المضمون من أجل «إفيه» واحد «حيكسر» السينما من الضحك.
المنتج السينمائي محمد السبكي، أكد أنه أنتج فيلمه الجديد «بون سواريه» بوازع ديني، ليوصل به إلى الناس رسالة قيمة ألا وهي ان الرزق يأتي للشخص الذي يتجنب السير في الطريق الخطأ.
أسامة الشاذلي ـ من «موقع السينما»
حملة مقاطعة
أثارت إعلانات الفيلم قبيل عرضه في مصر حفيظة نقاد ومشاهدين، إذ أظهرت «افيشات» الفيلم والإعلان المسبق له الذي اختار لقطات معينة، أنه جنسي، فبعد عرض «التريللر» الخاص بالفيلم، بدأت الـ«غروبات» على موقع «فيس بوك» تعبر عن رفضها التام للعبارات المخلة بالآداب العامة والألفاظ الخارجة واتباع أسلوب «الردح» كلغة جديدة في سيناريوهات الأفلام. وتتنوع الـ«غروبات» التي ترفع شعار مقاطعة مشاهدة الفيلم، لتجد غروب «قاطعوا فيلم بون سواريه»، و«حملة مقاطعة فيلم بون سواريه»، و«حملة لوقف فيلم بون سواريه» لغادة عبدالرازق.