« كابتـن أميركا: المنتقم الأول ».. « يضع سرّه في أضعف خلقه »
طالما هناك «كوميك»، هناك أبطال خارقون، كذلك الأمر بالنسبة لـ«مارفيل» التي لا تنفد ذخيرتها من هذه الشخصيات، ودائماً هناك جديد في هذا الخصوص. جديدها المعروض حالياً في دور العرض المحلية Captain America: The First Avenger «كابتن أميركا: المنتقم الأول» يقول لنا ثمة تحولات تطرأ على الانسان من حيث لا يدري، يكتشف من خلالها قدرات كامنة فيه، وهو لا يعرف عنها. إذن كل شيء بخير، ويمكن التعامل مع أكبر خطر يتهدد العالم بواسطة رجل واحد يعيد الأمور إلى نصابها، ويحقق العدالة في وجه الأشرار الذين يسعون إلى اختطافها.
لكن ذلك ليس كل ما يحمله «كابتن أميركا»، في هذا الفيلم محاولة للبحث عن جديد في خصوص الخارقين، دون استعانة بكائنات غرائبية يصير إليها الإنسان كما هي الحال مع «بات مان» و«سبايدر مان»، حيث الخفاش والعنكبوت جنباً إلى جنب في ملامح انسانية، ودون مساعدات فضائية كما هي الحال مع «سوبر مان»، لكن عبر البناء على غواية تخاطب مشاعر انسانية حاضرة على الدوام تتمثل بالضعف والقوة، حيث ستيف روجرز (كريس إيفانس) الضعيف ذوي البنية الضئيلة التي لا تخوله أداء الخدمة العسكرية، وبالتالي خوضه حرب الدفاع عن بلده، سرعان ما سيمسي أعتى عتاة المقاتلين الأشاوس، وما خفي أعظم، لكن بالمعنى الإيجابي للكلمة، وبعبارة أخرى سنكتشف حقيقة عبارة «يضع سره في أضعف خلقه»، حيث إن ستيف سيصبح هو وليس أحد غيره كابتن أميركا الخارق.
ستنقلب المعادلة، ويا له من انقلاب لا تستطيع القيام به إلا السينما، بمعنى أن هذا الكائن الهزيل سيصبح خارق القوة بمجرد وضعه في جهاز من اختراع عالم ألماني اسمه ابراهام ارسكين (ستانلي توسي)، بحيث يصبح كل الجهد الذي يبذل لتربية العضلات وتقوية البدن مجرد كبسة زر، وفي سياق متصل يعلي الفيلم من قيم الشجاعة التي لا تتصل بالجسد بل بالروح، روح الشجاعة والإيثار، وقدرة ستيف على أن يلقي بنفسه فوق قنبلة يدوية لينقذ الآخرين، بدل أن يهرب وينجو بنفسه، كما يرينا الفيلم لدى إخضاع المتقدمين لبرنامج ارسكين لهذا الاختبار الذي يقوم به الكولونيل شيستر (توم لي جونز)، وبالتالي يقع عليه الخيار في مجابهة النازيين، وهنا يتحول ستيف إلى كابتن أميركا، ويتحول غطاء برميل القمامة الذي يسعى من خلاله حماية نفسه من اللكمات في ما مضى إلى درع خارق لا يشق له غبار.
يوحي الفيلم الذي أخرجه جو جونستون واقتبسه من «الكوميك» كل من كريستوفر ماركوس وستيفن ماكفيلي بخلطة جديدة في خصوص «السوبر هيرو»، سيما أن أحداثه تجري في أربعينات القرن الماضي، وتحديدا عام ،1942 أي مع مشاركة أميركا في الحرب العالمية الثانية، وعليه يمسي الصراع بين كابتن أميركا ومن معه ضد النازي يوهان شميدت (هوغو ويفينغ) الذي يعثر على طاقة يمكنه من خلالها التحكم في الكون، لكن هذه الخلطة سرعان ما تأتي إلى جانب «الغرين لانتر» و«ترانسفورمر»، وغيرها من أفلام هذا الصيف التي قدمت لنا أفلام «فوشار» بامتياز، والذي سيكون طعمه في «كابتن أميركا» مترافقاً مع التفكير بشيء طريف مثل: لو كان كابتن أميركا موجوداً حقاً أما كان جنّب العالم مقتل 50 مليون نسمة في الحرب العالمية الثانية، هذه أمنية آتية من فيلمنا ثلاثي الأبعاد، أمنية في أثر رجعي لها أن تطال هتلر الذي كان بإمكان كابتن أميركا سحقه برمشة عين!
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news