منحه مشاهدون علامة راوحت بين 7 و10 درجات

«عائلة ميكي».. أقنعة متعــدّدة في بيت واحد

«عائلة ميكي» يرصد تفاصيل حيــــــــــــــــــــــــــــــاة عائلة في يوم واحد ويكشف تناقضاتها. تصوير: باتريك كاستيلو

عبر مشاهدون عن إعجابهم بقصة فيلم «عائلة ميكي» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، واصفين حكايته بالجريئة والحقيقية، وذكر آخرون ان الفيلم ناقش موضوعا حساسا عن العلاقات داخل الاسرة الواحدة التي تعتقد انها متماسكة وهي غير ذلك، في حين رأى البعض ان قصة الفيلم هي التي أنقذته قياساً بإيقاعات احداثه المملة، حسب وصف أحدهم. لكن اشار بعض المشاهدين الى ان نوعية الفيلم والاداء فيه مختلفان عن نمطية بعض الافلام المصرية التي تعتمد الكوميديا المبالغ فيها للانتشار تجارياً. وقال البعض ان فيلم «عائلة ميكي» للمخرج أكرم فريد يشبه الى حد كبير فيلم «عائلة زيزي» لمخرجه فطين عبدالوهاب الذي أخرجه عام .1963

قالو عن الفيلم

«المخرج يبدو على مستوى الرؤية مفتقراً إلى الإيقاع الذي يضيف إلى مثل هذه الأفلام الكثير من اليقظة والسخونة، ويشعر المتفرج برغبة حقيقية في المتابعة. وبقدر ما كانت الفكرة محلقة هبطت درجة عندما أحالها الكاتب إلى سيناريو، ثم هبطت درجات عندما صارت شريطا مرئيا، وهكذا سقط الفيلم في مذبحة أفلام هذا العام».

طارق الشناوي

ناقد سينمائي


«الفيلم من دون مبالغة من أفضل الأفلام التي قدمت هذه العلاقات بصورة تجمع بين الشجن والسخرية، كما أنه يعرض نماذج حية واقعية تتحدث بلسان الجيل الأحدث، جيل الموبايل والكمبيوتر و«الروشنة». والأهم من ذلك أن الفيلم يفضح جبال الأكاذيب ويزيح كل الأقنعة عن أبطاله، ويحاكم الكبار بشكل غير مباشر بالدرجة نفسها التي يتحدث فيها عن الشباب، ومن دون أي قدر من المباشرة أو الخطب الزاعقة».

محمود عبدالشكور

من مجلة «أكتوبر»


«الفيلم يبدو معالجة معاصرة لفيلم (عائلة زيزي) الذي أخرجه فطين عبدالوهاب عام 1963 عن قصة سيد بدير وسيناريو لوسيان لوميير. وقد تناول أيضاً مشكلات أفراد عائلة طفلة صغيرة تدعى زيزي. وكانت رسالة الفيلم في النهاية هي نفسها رسالة فيلم (عائلة ميكي)، وهي أن الأبناء مهما كانت مشكلاتهم سيظل الآباء يحبونهم. ولكن هناك فروق كبيرة بين الفيلمين، أهمها خلو الفيلم الجديد من الجاذبية الكوميدية التي تميز الفيلم القديم».

إيهاب التركي

من صحيفة «الدستور» المصرية

تنقل أحداث الفيلم الذي تلعب لبلبة دور البطولة فيه، ويقف أمامها كل من عمرو عابد وياسمين رحمي، تفاصيل يوم واحد من حياة عائلة مصرية من الطبقة المتوسطة، وتبين العلاقات المعلنة بينهم أمام الناس والعلاقات السرية التي لا يعرف عنها حتى الوالدان. ليصل من خلال التفاصيل والاحداث الى ان جميع من في العائلة يرتدي قناعاً يخفي ما يبطنه، فقد بدت الأحلام أضيق والأزمات أعمق، ويزداد الاحساس بالوحدة والانعزال بين أفراد الأسرة، وتحتل الغربة الشخصية مساحة عريضة من العلاقة الأسرية.

وقد حصل الفيلم على علامة راوحت بين سبع الى 10 من العلامة الكاملة وهي 10 درجات، وفق تصويت مشاهدين.

قصة

تبدأ أحداث الفيلم من خلال الاب والام المتحمسين للمشاركة في مسابقة العائلة المثالية، خصوصاً أنهما على قناعة بتربيتهما الجيدة لأبنائهما الخمسة، فالأب الذي يعمل ضابطا بالجيش ولا يكون في المنزل في غالبية الوقت هو الصارم والمهتم بالانتظام والانضباط. لكن الام التي تعمل في مؤسسة حكومية تقوم بالتحقيق مع الموظفين المخالفين، وتتباهى بأنها تشم رائحة الكذب عن بعد. وتعتمد بنية الفيلم على شخصيتي الام والاب.

قصة الفيلم حسب محتسب البهاري (33 عاما) «عبقرية»، وقال ان «الفيلم يكشف حقيقة عائلات عربية تدعي ما تخفي، والفيلم تناول المعضلة بطريقة ذكية»، مؤكدا «أعجبت به كثيراً، خصوصاً انه اظهر الفجوة بين الاجيال بطريقة حضارية»، مانحاً اياه 10 درجات.

وفي المقابل، قالت لمى ابراهيم (20 عاماً) بعد مشاهدتها الفيلم «احبب الفيلم كثيرا، فهو يحكي عن عائلة تبني فجوة بينها وبين ابنائها من خلال اعتقادها بأن طريقة تربيتها هي الاصح، مع انها لا تتماشى مع الجيل الجديد، ما يجعل الكذب من الطرفين هو السلاح الأقوى للهروب من الحقيقة»، مانحة الفيلم 10 درجات.

بداية الفيلم بالنسبة الى زهرة ياسين (30 عاماً) كانت «بداية موفقة، إذ اظهر قمة التناقض الداخلي بين افراد اسرة واحدة في بيت واحد، عبر أقنعة متعددة، فهم يجهزون انفسهم للدخول في مسابقة العائلة المثالية على الرغم من ان وجوهم مستعدة الا ان الخوف في قلوبهم يظهر أيضاً». وأضافت «الفيلم جريء بفكرته وهو يشبه الى حد كبير فيلم (عائلة زيزي)»، مانحة اياه سبع درجات.

في يوم واحد يستعرض فيلم «عائلة ميكي» حقيقة كل شخصية. الابن الأكبر ضابط الشرطة الذي تسلم لتوه عمله يظهر ضيقه بمهنته التي أكره عليها، ويتمنى فعلياً الاستقالة من عمله. والابن الثاني الشاب الجامعي الذي يظن والداه أنه في السنة الأخيرة، يتضح أنه لا يحضر في الجامعة منذ عامين. والابن الثالث شاب الثانوية المشاكس الذي يصاحب البلطجية ويدخل في مشاجرات دائمة مع زملائه. اما الابنة المراهقة فتقضي وقتها على برامج الدردشة عبر الإنترنت، وتبحث عن علاقة مع شاب لتتباهى بها وسط صديقاتها. وحتى الابن الصغير مختار أو ميكي، كما يدلل، فهو طفل شقي لا يسلم أحد من مقالبه في المدرسة.

كذب

تسري أحداث الفيلم بشكل بطيء إذ انه يسلط الضوء على حياة يوم واحد في هذا العائلة، فتبدأ خلالها مشكلات مخفية تظهر على السطح فتتضح للمشاهد أن كل ما تدعيه العالة كذب، فالفيلم ليس مبنيا على قصة فيها الحركة والدراما، بل تحكي تسلسلا بسيطا لحياتهم تُكشف حقيقته مع مرور الوقت، فعلى سبيل المثال المفاجأة الدرامية الوحيدة فيه هي اكتشاف الأم أن أحد أبنائها غير منتظم في دراسته، مع ان ابنها الأكبر يأتي بصديقته في المنزل أثناء غياب الجميع، والابن الأصغر يقذف المارة بالبيض، والابنة تقابل الشبان وتقضي وقتها عبر الانترنت. كل هذا يدور في فلك تلك العائلة والوالدان بعيدان كل البعد عنها.

مؤيد مصطفى(25 عاما) قال «هذه هي الحقيقة، فالابناء يخفون الكثير عن آبائهم لأزمة الثقة بينهم»، موضحاً ان «جيل الآباء لا يحتمل كثيرا جرأة الجيل الجديد، الذي بات منفتحا أكثر من خلال بوابات الانترنت والاتصال مع الثقافات الاخرى، فيضطر الابن للكذب على أهله كثيرا كي يرضيهم ويفعل ما يشاء».

وأضاف ان «الفيلم لطيف، فقد تناول قصة تكاد تلمس بيوتا عربية كثيرة»، مانحا اياه تسع درجات.

وجد بدوره عيسى العيسى (19 عاماً) ان الفيلم «سلط الضوء على جيل الآباء المأخوذ بأحلام الماضي وانتصاراته على الرغم من الخيبات التي عاشها، والجيل الجديد الذي أثبت انه ليس جباناً عندما يتعلق الامر بحقوقه»، مانحاً الفيلم 10 درجات.

بدورها، قالت زينب المهيري (30 عاماً) حول الفيلم «توجد مبالغة في الفيلم واجحاف بحق الآباء، فقد انتصر للأبناء على الرغم من الاعمال غير الاخلاقية التي يقومون بها، وهذا لم يعجبني على الرغم من ان الفيلم يناقش قضية حساسة في مجتمعاتنا»، مانحة اياه سبع درجات.

أجيال

الخلاصة أو نهاية الفيلم هي الرسالة التي يراد ايصالها، بأن الجيل الجديد اذا كان جيلاً غير مثالي فهو نتاج ترعرعه في أحضان جيل فاسد يقبل الرشوة مقابل الحصول على مبتغاه وينصف الظالم خوفا من الضرر، ويغض البصر عن انتهاك الامانة كي لا يزج به السجن. وتتضح هذه الامور حين يقبل الاب الضابط والأم التي تدعي المثالية رشوة لجنة التحكيم كي يحصلا على جائزة الاسرة المثالية.

«نهاية رائعة لحقيقة مرة»، هذا ما قاله خالد الكلداي (35 عاماً) الذي اضاف «للأسف هذه هي الحقيقة ولا يجوز التعميم طبعا، الا ان جيل الاربعينات رغم أنه عاش الانتصارات والنكسات، فإنه خضع للظلم وحاول بدلاً من محاربته الانسياق معه فنشأ عن ذلك جيل لا يصدقه»، مانحاً الفيلم 10 درجات.

ووافقه الرأي اياد البنا (30 عاماً) الذي قال «الفيلم جريء ويواكب ما نعيشه بالفعل، فالجيل السابق هو السبب في بقاء الأنظمة الفاسدة طوال هذه السنين، والجيل الحالي هو الذي يسعى لإسقاط الظلم والفساد وإقامة مجتمع حر وديمقراطي»، مانحاً اياه 10 درجات.


حول الفيلم

عرض فيلم «عائلة ميكي» ضمن مهرجان مونتريال السينمائي الدولي الـ34 الذي انتهت فعالياته في السادس من سبتمبر الماضي، ضمن قسم «أضواء على سينما العالم».


دهشة لبلبة

عبرت بطلة الفيلم لبلبة عن دهشتها من التساؤلات عن ارتدائها الحجاب في فيلم «عائلة ميكي». وأشارت في تصريحات لموقع «ام بي سي» الالكتروني، الى أنها سبق أن ارتدت الحجاب في فيلم «حسن ومرقص»، مؤكدة من جانب آخر أن «الضرورة الدرامية للفيلم حتمت ارتداءه».


 كليك

عمر جمال

حقّق المؤلف عمر جمال نجاحاً كبيراً في تجربته السينمائية الأولى «أوقات فراغ»، التي قدّمها حين كان في العشرين من عمره، لكنه غاب بعدها عن الساحة الفنية أربع سنوات ليعود بفيلم «عائلة ميكي». وعن سبب الغياب قال: كتبت مشروعات عدة أخرى، لكنها لم تخرج للنور لأسباب مختلفة، وتوقّف بعضها بعد أن بدأنا تحضيره. من ناحية أخرى، وضعني النجاح الذي حقّقه «أوقات فراغ» في مأزق، إذ عليّ أن أقدم عملاً في المستوى نفسه. وأضاف ان «المخرج أكرم فريد اسهم في خروج هذا المشروع إلى النور. تجمع بيننا صداقة قديمة.

وعندما عرضت عليه فكرة الفيلم وقرأ السيناريو قبل أن أنتهي من كتابته أعجبته الفكرة وتحمّس لها وشجّعني على الانتهاء من كتابتها سريعاً ليبدأ بتنفيذها، من ثم عرض الفيلم على شركة الإنتاج فتحمّست له».


 أبطال العمل

لبلبة

اسمها الحقيقي نيوشاكا مانول كوبليان، من أسرة ذات اصل أرمني. بدأت حياتها بتقليد الفنانين واكتشفها متعهد حفلات اسمه المعلم صديق، فقدمها فى حفلات المسرح القومي ثم قدمها أنور وجدي وحسن الصيفي في السينما. وجسدت الأدوار الاستعراضية والخفيفة وقامت بالغناء للأطفال. تزوجت الفنان حسن يوسف لكن زواجهما لم يستمر طويلاً، وتفرغت بعد ذلك للفن فعملت في الأدوار الاستعراضية مجدداً ثم في افلام كوميدية أمام عادل إمام، حتى أعاد عاطف الطيب اكتشافها في فيلميه «ضد الحكومة»، و«ليلة ساخنة» الذي فازت عنه بالعديد من الجوائز، ثم اشتركت مع يوسف شاهين في فيلمه «الآخر».

عمرو عابد

خريج استوديو الممثل تحت إشراف أحمد كمال.

شارك في ورش تدريبية مثل مدرسة التمثيل الصامت تحت اشراف المخرج الهولندي يوخم وكارينا هولا.

وشارك في مسرحيات مع فريق كلية حقوق جامعة القاهرة. كما شارك في أفلام قصيرة ومسرحيات مثل «زياد سعيد فوزي» و«أقنعة.. أقمشة.. ومصائر».

كان أول ظهور جماهيري له في فيلم «أوقات فراغ» الذي حقق نجاحاً باهراً، رغم ان أبطاله كلهم من الوجوه الجديدة.

ياسمين رحمي

كانت بدايتها الفنية من خلال مسلسل «حنان وحنين» مع عمر الشريف. بعد ذلك أتيحت لها الفرصة من خلال اختيار الفنان نور الشريف لتلعب شخصية صفية زغلول ضمن أحداث مسلسل «متخافوش». هذا الاختيار كان من بين 300 ممثل وممثلة من الوجوه الجديدة. تقول ياسمين عن هذا الاختيار والترشيح ان «اختيار فنان كبير بحجم نور الشريف لي أسعدني وأسعد زملائي الخمسة الذين شاركوا في المسلسل، خصوصاً ان الفنان نور الشريف دأب في أعماله التلفزيونية على أن يعمل معه عدد من الممثلين الشباب والوجوه الجديدة. لتنطلق رحمي بعد ذلك الى عالم السينما. ومن أعمالها: «عائلة ميكي» ،«ملكة في المنفى»، «عايشين اللحظة»، «متخافوش»، «آخر أيام الحب»، «بشرى سارة».

أكرم فريد

هو طبيب بيطري بالأساس، الا أن حبه للفن جعله يدخل معهد السينما ليدرس الاخراج، وتخرج فيه عام .2001 قدم العديد من الافلام الروائية القصيرة والوثائقية، من أهمها «فيلم 3 ورقات»، وبعد تخرّجه بأقل من عام عُرض عليه إخراج فيلم تجاري، فوجد أنها فرصة ليقدم نفسه الى الوسط الفني مخرجاً بدلاً من أن يستمر 15 سنة مساعد مخرج. وحصل على جوائز في عدد من المهرجانات الدولية. صنّفه نقاد كأحد صانعي الأفلام التجارية التي تلقى غالباً هجوماً حاداً، إلا أنه استطاع تحدّي حصار المنتجين له في هذه النوعية وتقديم نفسه سينمائياً في فيلم «عائلة ميكي».

تويتر