ليلى علوي: أرفض ظاهـرة « القــوائم السـوداء »
قالت الفنانة المصرية ليلى علوي إنها ترفض تماماً الخلط بين السياسة والدين، و«أن يتحول رجال الدين للمشاركة في العمل السياسي»، مؤكدة رفضها ظاهرة القوائم السوداء للفنانين وفق مواقفهم السياسية.
وأضافت أن «مصر تمرّ حاليا بفترة صعبة»، وأن هناك «أشخاصاً وتيارات تحاول ركوب الثورة لتحقق أهدافاً تسعى خلفها منذ زمن، وعلى الجميع أن يعي هذا الوضع ويقدره ويعمل على أن تمر هذه المرحلة بسلام». مشددة على أنه «من الصعب جدا التنبؤ بالاتجاه الذي ستسير فيه الأمور في الفترة المقبلة».
ورحبت الفنانة المصرية بفكرة أن تتمكن سيدة من الوصول لحكم مصر في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرة إلى أنها لا ترى فرقاً في العمل بين المرأة والرجل. معتبرة أن «الحل الأفضل لمصر في الفترة المقبلة ان تتجه إلى الحكم البرلماني الذي يمنع تركز السلطة بالكامل في يد شخص واحد». كما دعت الإعلام الرسمي المصري والعربي بشكل عام الى أن «يسعى بشكل أكبر للتعبير عن مجتمعه وشعبه بصورة أكبر مما يحدث الآن، خصوصا في ظل ما يتمتع به الإعلام الرسمي من إمكانات هائلة».
مهرجانات
علوي التي تشارك هذا العام في عضوية لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي في دورته الخامسة، عبرت عن حزنها لإلغاء مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام. وأضافت «رغم فهمي للظروف التي تمر بها مصر؛ كنت اتمنى أن يقام المهرجان هذا العام حتى لو اقتصر على يوم واحد يتضمن وقفة للمشاركين حداداً على أرواح الشهداء، فهذا المهرجان يتمتع بمكانة خاصة باعتباره واحداً من 11 مهرجاناً على مستوى العالم تتمتع بصفة (الدولية)، كما يمثل مهرجان القاهرة تاريخاً طويلاً متراكماً لا يجب التفريط به بسهولة». في المقابل، حيّت علوي مهرجان الإسكندرية السينمائي والقائمين عليه «لإصرارهم على إقامة المهرجان هذا العام، بصرف النظر عن السلبيات والإيجابيات التي شهدتها هذه الدورة».
وفي السياق نفسه؛ تحفظت علوي على ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن إلغاء الدورة الحالية من مهرجان دمشق السينمائي بسبب إعلان الفنانين المصريين مقاطعتهم للمهرجان؛ مشيرة إلى أنه لم يخبرها أحد من زملائها الفنانين في مصر، بشكل مباشر، عن نيتهم مقاطعة المهرجان، ولكنها قرأت الخبر في الصحف والمجلات، «ومن خلال خبرتي تعلمت أنه ليس كل ما ينشر في وسائل الإعلام صادقاً أو دقيقاً، وبشكل عام شعرت بحزن لإلغاء دورة هذا العام من مهرجان دمشق الذين استبشرنا خيراً خلال العامين الماضيين، عندما اتخذ اتجاها للانعقاد سنوياً بدلاً من انعقاده كل عامين».
الثورة
من جهة أخرى، رفضت ليلى علوي ظاهرة القوائم السوداء للفنانين بناء على مواقفهم السياسية، معتبرة أن «هذه القوائم لا تمثل الرأي العام بأكمله». كما أنها «تتعارض مع الديمقراطية التي قامت الثورة لتطالب بها، والتي تتضمن العدل وقبول الآخر، وبالتالي ليس من العدل أن نحجر على رأي لمجرد أننا نختلف معه». وأضافت «أنا أحب بلدي وأحب شعبي، وليس هناك شخص لا يخطئ، أيضا ليس عيباً ان يكون الانسان (مش فاهم) ما يدور حوله بوضوح، ففي النهاية هناك نعمة عظيمة أنعم بها الله على الانسان وهي قدرته على التسامح، ومن دونها من المستحيل ان تستمر الحياة». معبرة عن قناعتها بأن «الفنان لا يجب أن ينضم إلى حزب سياسي». وتابعت «لا أفهم في السياسة، لكنني أشعر ببلدي وبشعبها، وأتمنى ان نعيش جميعا في مجتمع يحكمه العدل والكرامة والديمقراطية، ويعم فيه الصفاء والسلام الداخلي، وأن يتمتع أفراده بالتعليم الذي يحمينا من التخلف والانسياق خلف أفكار وآراء دون ان نناقشها ونؤمن بها».
وحول تأثير الثورة المصرية في صناعة السينما؛ قالت: «من المؤكد ان صناعة السينما، مثل مختلف القطاعات في مصر، تأثرت بالثورة المصرية، فرغم أن الثورة كانت سلمية وعفوية وتلقائية، إلا انه من الطبيعي أن كل ثورة تحتاج إلى وقت ليحل الاستقرار، وأضافت علوي «أكون كاذبة إذا قلت إنني، أو أياً منا، يستطيع التنبؤ بما يمكن أن يحدث غدا، أو يحدد متى تستقر الأوضاع، ولكن نتمنى أن يتم ذلك بأقل الخسائر، ولتحقيق ذلك علينا أن نبدأ نعمل وننتج، ولهذا قررت العودة لاستكمال تصوير مسلسل (الشوارع الخلفية)، بعد أن كان قد توقف مع أغلبية الأعمال الدرامية التي توقفت عقب قيام الثورة». واعتبرت علوي في حوارها مع ممثلي وسائل إعلام عربية، أول من أمس، أن العامين الماضيين «شهدا نقلة نوعية في الاعمال الدرامية الرمضانية»، حيث برزت منها أعمال متميزة مثل «أيام وبنعيشها»، و«الجماعة». كما شهد هذا العام تقديم أعمال جيدة من بينها «دوران شبرا»، و«المواطن إكس» وغيرهما.
مبادئ لا تتغير
اعتبرت ليلى علوي أن تقديم أعمال درامية طويلة تتناول ثورة 25 يناير، «يحتاج إلى وقت لكي تتضح الرؤية، ليأتي الفيلم مكتملا ومتوازنا، وبمستوى جيد من حيث المضمون والنواحي الفنية»، وفي المقابل رأت أن «الوقت قد يكون مناسبا الآن لتقديم أفلام وثائقية تهتم بتسجيل وتوثيق الأحداث والحقائق، وتعرض وجهات النظر المختلفة الموجودة على الساحة حالياً».
وقالت علوي إن أعمالها وما تقدمه من مضامين وقضايا «لن تتغير بعد الثورة عمّا كانت تقدمه قبلها؛ فالمبادئ التي أؤمن بها لم تتغير، وعندما أشاهد الآن عملا من أعمال مخرجين عملت معهم، مثل عاطف الطيب ومحمد خان وشريف عرفة وأسامة فوزي وغيرهم، أجد أننا طرحنا كل القضايا التي قامت من أجلها الثورة، وعبرنا عن رفض المجتمع للكثير من الممارسات، ولكن الثورة كانت لحظة مجمعة وعفوية انطلق فيها الشعب المصري كله مرة واحدة للتعبير عن نفسه في تظاهرات تلقائية صادقة وغير مصطنعة، وهذا سر جمالها». لافتة إلى أنها لا تقدم عملاً «إلا إذا اقتنعت به، ووجدت أنه يهدف الى فائدة المجتمع والإنسانية».
سينما صادقة
وعن مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام؛ أشارت علوي ـ التي شاركت في، وترأست، منذ 1996 وحتى الآن، العديد من لجان التحكيم في مهرجانات عربية وعالمية ـ الى أنها خلال العمل في لجان التحكيم تعتمد على احساسها إلى جانب المنطق والخبرة. مضيفة «يهمني أن أصدق الفيلم الذي أشاهده، وأشعر انني أشاهد عملاً له هدف ومضمون، تم تنفيذه برؤية سينمائية جديدة ومختلفة، فالعمل الفني لابد ان يكون صادقا وممتعا في الوقت نفسه».
ورفضت علوي وصف السينما المصرية بـ«سينما النجم»، والذي يعني أن النجم هو الذي يفرض رؤيته ورأيه في العمل على المنتج والمخرج. مؤكدة أن هذه السينما ليست هي السينما التي أحبتها وعملت بها، والتي يمتد عمرها لـ107 أعوام، «فالسينما التي عملت بها هي التي تعتمد على قواعد، وفيها يكون المخرج هو قائد العمل، وخلاف ذلك يعد حالات فردية لا يمكن تعميمها».
وعن أفلام المهرجانات؛ قالت «لا أشعر ان وصف (فيلم مهرجانات) يمثل اتهاما يجب أن يخجل منه صناع الفيلم، بالعكس هو مدعاة للفخر». معبرة عن إيمانها بأن «مهرجانات السينما لها تأثير كبير في المجتمع الذي تقام فيه، وفي تشكيل ثقافة أفراد هذا المجتمع. فالسينما من الوسائل الثقافية التي يسهل أن تدخل في كل بيت، ولكن يجب ان يهتم كل مهرجان بإنتاج أهل البلد ودعمهم بدلاً من تركيز كل اهتمامه على الأجانب».