«أبوظبي السينمائي» يحتفي بنجيب محفوظ

«نجيب محفوظ سينمائيا» تحت هذا العنوان جاءت بداية احتفالية العالم العربي بالذكرى المئوية لميلاد الكاتب المصري، حائز جائزة نوبل، نجيب محفوظ، التي انطلقت من العاصمة أبوظبي لتتواصل على مدى عام كامل في مختلف الدول العربية. وأصدر مهرجان ابوظبي السينمائي الدولي الذي يختتم فعالياته مساء غد، كتاباً عن علاقة نجيب محفوظ بالسينما، تضمن مجموعة من الأبحاث والمقالات التي قدمها مجموعة من الكتاب والنقاد هم: سمير فريد، وإبراهيم العريس، وكمال رمزي، ووائل عبدالفتاح، إضافة إلى الكاتبة المكسيكية باث أليثيا غارثيا دييغو. وحول محفوظ ومحتوى الكتاب، نظّم المهرجان، أول من أمس، جلسة حوارية أدارها مبرمج المهرجان انتشال التميمي.

في مداخلته أوضح الناقد سمير فريد، أن هناك 10 محاور للعلاقة بين نجيب محفوظ والسينما كما صنفها في البحث الذي قام به ونشر في الكتاب، هي: الافلام التي كتبها أو شارك في كتابتها للسينما، ولم تنشر كأعمال أدبية والتي تبلغ 29 فيلما مصريا روائيا طويلا في الفترة من 1947 إلى ،1978 وكتاباته وحواراته المنشورة عن السينما، وتأثير اللغة السينمائية في أسلوبه الأدبي، وأيضا السينما في عالمه الأدبي، فكثيرا ما كان يشير إلى اسماء فنانين في رواياته. هناك أيضاً الافلام الطويلة التي أعدت عن أعماله الأدبية، والأفلام القصيرة وأفلام طلبة معهد السينما، والأفلام التسجيلية والبرامج التلفزيونية التي انتجت عنه، أو اشترك فيها، إلى جانب عمله في إدارة العلاقة بين الدولة والسينما، وعمله رقيباً على الأفلام.

وأشار فريد إلى أن هناك نقصاً كبيراً في المعلومات الموثقة التي ترتبط بموضوع البحث، وبمجال السينما المصرية والعربية عموماً. مضيفاً «من خلال البحث الذي قمت به اكتشفت انه ليس لدينا سينماتيك أو أرشيف أو متحف للسينما، كل ما لدينا أوهام».

وأوضح أن الوظيفة الحكومية بالنسبة لمحفوظ كالمنفى الذي يعيش فيه حتى انتهاء موعد الدوام الرسمي، بعدها يتحول إلى شخص آخر يمتلك حرية مطلقة وعبقرية في استخدام الدهاء للتحايل على مجتمع قديم وعريق، ومن هذا المنطلق يمكن تفــسير العلاقة بين محفوظ والدولة وعمله رقيباً على الأفلام الذي استمر لأقل من عام.

من جانبه، تحدث الناقد المصري كمال رمزي، عن «نجوم السينما في سفينة نجيب محفوظ»، مشيراً إلى أن محفوظ اعتاد ان يترك في كتاباته «مفتاحاً» للشخصية يجعل الفنان يلم بها ويضع لها تصوراً يتجسد في ادائه. لافتا إلى ان محفوظ كان يفصل تماماً بين العمل الأدبي والعمل السينمائي، باعتبار ان كل منهما يمثل صاحبه فقط.

وتوقف رمزي أمام فيلم «زقاق المدق» الذي قدم في السينما المصرية وقامت ببطولته الفنانة شادية، كما قدم في السينما المكسيكية باسم «حارة المعجزات» وقامت ببطولته الفنانة سلمى حايك، معتبرا أن حايك استطاعت ان تمسك بروح الشخصية، فنجحت في تجسيدها نجاحاً يفوق ما قدمته شادية في الفيلم المصري، وهو ما يشير إلى ان محفوظ استطاع ان يصنع لغة مشتركة ليس فقط بين العرب، لكن بين مختلف الجنسيات في العالم.

بينما تناول الناقد وائل عبدالفتاح العلاقة بين محفوظ والمخرج صلاح أبوسيف، وتلك الشـــراكة الناعمة التي قامت بينهما، التي انتجت لغة تعـــبيرية خاصة ظهرت في العديد من الأعمال.

تويتر