«مغامرات تان تان».. سبيلبيرغ يسطو على عوالم هيرجيه
لم يكن ستيفن سبيلبيرغ راغباً في البداية أن يقدم تان تان كفيلم أنيماشن، كان يفكر بنقل تلك الشخصية الأثيرة من «الكوميك» إلى تجسيدها عبر ممثلين، لكن ومع ظهور الفيلم بعنوان The Adventures of Tintin «مغامرات تان تان» المعروض حالياً في دور العرض المحلية، يبدو أن سبيلبيرغ وجد ضالته في أول عمل «أنيماشن» له من خلال حل وسط، يتمثل بما يعرف بـ Motion Capture، أي أن الحركات تنفذ من قبل ممثلين ومن ثم تجرى مطابقتها مع الرسوم، والنتيجة ما شاهدناه على الشاشة الكبيرة وبتقنية ثلاثية الأبعاد، ويعود أول استخدام لهذه التقنية إلى نسخة «الأنيماشن» من «سيد الخواتم» عام ،1978 والتي كانت بالتأكيد ثنائية الأبعاد.
حضور هذا الفيلم سيكون مسبوقاً بتوقعات كثيرة، لا لشيء إلا للشعبية الكبيرة التي تتحلى بها شخصية تان تان وعوالمه وقصصه التي عاشتها أجيال كثيرة سواء عبر الكتب والمجلات أو من خلال مشاهدتها مجسدة في أكثر من مسلسل أو فيلم، لكن وكخلاصة أولية خرجت بها من مشاهدة هذا الفيلم فإنني سأجد نفسي مدفوعاً لتقديم نصيحة متعلقة بهذه التوقعات، أولها يتمثل بوضع عوالم تان تان جانباً كما قدمها هيرجيه الاسم الذي عرف به الرسام البلجيكي جورج ايمي مخترع شخصية تان تان وكل قصصة وعوالمه، بمعنى أننا سنكون حيال كل الشخصيات المعروفة بدءاً من تان تان مروراً بالكلب ميلو والمحققين، لكن كما يراهم مخرج الفيلم سبيلبيرغ، والذي سيأخذ تلك الشخصيات والعوالم إليه ولن يذهب هو إليها، وهذا متوقع! كما أن تان تان الذي يشكل روح «الكوميك الأوروبي» وحضوره الطاغي القادم في ملمح من ملامحه من كونه على النقيض من «السوبر هيرو» أو الأسلوب الأميركي في «الكوميك»، والرهان دائماً على اللغز الذي يكتشفه تان تان بخفة دم مع استثمار دائم للشخصيات المحيطة به، ستشكل ملامح من فيلم سبيلبيرغ، وستأتي وقد أعيد انتاجها، بمعنى أن مزايا سينما سبيلبيرغ وخصائصها الإبهارية ستكون طاغية على ما عداها، وان البداية التي تكون على شيء من التمهيد لذلك سرعان ما تصبح خلف المشاهد وهو يرى في ما يلي فتح الابهار على مصراعيه، مثلما هو الحال مع صراع سفينتين ليس له أن يبقى كما هو في هذا الفيلم بل سيشتبك صاري كل سفينة بأخرى، وتحمل واحدة الأخرى، بحيث يمسي التحام السفينتين مقترحاً بصرياً جديداً على الطريقة السبيلبيرغية، وصولاً إلى المطاردة العجيبة التي تحدث في المغرب، والتي يحدث فيها كل ما يخطر على المخيلة.
القصة التي اختار سبيلبيرغ تقديمها تمضي خلف لغز السفينة الغارقة لعائلة هادوك، والتي تقول لنا من البداية إن نموذج السفينة التي يشتريها تان تان من سوق شعبية بسعر بخس تحمل كل بوادر اللغز الذي سيتشكل من البداية، ومع عرض مبالغ طائلة لقائها من أشخاض سرعان ما يلاحقون تان تان في اللحظة التي يشتريها.
من هذه السفينة الصغيرة ستنطلق مغامرات تان تان ومعه كلبه ميلو الذي يظهر أكثر ذكاء من صاحبه، ومن ثم يبدأ بتجميع خيوط القصة كاملة ومعرفة أن هناك ثلاثة نماذج من هذه السفينة، وأن الصراع سيكون على كنز كانت تحمله، صراع بين الأجداد ينتقل إلى الأحفاد، وذلك بين هادوك الجد والقرصان ساخورين، حيث سيتولى تان تان استعادة هادوك الحفيد الذي نقع عليه غارقاً بالكحول غير مبال بشيء، بينما يكون القرصان الحفيد بكامل نشاطه وهو يمضي في إثر السفن المتبقية التي تحتوي شيفرات صغيرة تفضي إلى الكنز. لابد أن الإبهار سيفعل فعله بالمشاهدين، وسيكون الأمر مغامرة من مغامرات تان تان، لكن بما يجعل من هذا الأخير يخوض هو نفسه مغامرة جديدة على يد سبيلبيرغ.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news