جميل راتب:أدواري معظمها ثانوية وشهـرتي محدودة
استحق الممثل المصري جميل راتب تصفيق حضور المؤتمر الصحافي الخاص بتكريمه، لحصوله على جائزة إنجازات الفنانين من قبل مهرجان دبي السينمائي الدولي، حينما رفض مقارنته بالنجم العالمي عمر الشريف، لاسيما أن كليهما شاركا في أفلام عالمية عديدة، أو تصنيفه كنجم سينمائي بالأساس، مضيفاً «معظم الأعمال التي شاركت فيها هي ثانوية، وحتى عندما اشتركت في أعمال للسينما الفرنسية، كانت أدواري ثانوية، في حين أن عمر الشريف أُسندت له أدوار كبرى».
وأصر راتب بشدة على التعامل معه كفنان عادي، لكنه رفض في الوقت ذاته تحديد نجومية الفنان بمساحة الدور الذي يقوم به في الفيلم، أو المسلسل، مضيفاً «تحديد قرار المشاركة في العمل من عدمه، ثم أهمية الدور، ومن قبله أهمية العمل، هي ما تحدد موقع الفنان على الخريطة الفنية التي ينتمي إليها، مع تراكم أعماله وخبرته».
ورداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم» حول العلاقة التي يمكن أن يتماس فيها الفنان مع السلطة، أو السياسة، وما يمكن أن يستتبعها من تصنيفات على غرار ما تم في ثورة بلاده، وإعداد قائمتين: سوداء وبيضاء، قال راتب :
«على الفنان أن يدلي برأيه بصراحة في الحياة السياسية، ليس باعتباره فناناً، بل على أساس مبدأ المواطنة، لكنه في السياق نفسه عليه أن يكون مثقفاً وملماً بالأحداث الجارية سواء في محيطه الضيق أو المحيط العالمي الأوسع».
جميل يا جميل استثمرت كثير من الصحافيات صفة اسم الفنان جميل راتب الذي بدا بصحة متدهورة جداً أثناء المؤتمر الصحافي، ورحن يصفه باسمه، وقالت إحداهن : «أنت جميل يا جميل»، فيما قالت له مراسلة قناة النيل سينما المصرية إنجي علي: «أنت جميل جداً وبحبك أوي»، وهو السياق الذي شجع عليه التواضع الجم الذي بدا عليه الممثل القدير، وإصراره على حضور الحدث رغم حالته الصحية، واحتياجه لجهود مدير الندوة عرفان رشيد لإيصال معاني الأسئلة التي يطرحها الصحافيون. وكشف جميل أنه كان سيقوم بدور رجل سريلانكي في فيلمه الفرنسي الجديد «غيمة في كأس ماء»، وهو الأمر الذي كان شديد الحماسة له، قبل أن يغير المخرج فكرته تأثراً بوجود راتب، ويحور في السيناريو ليجعل منه شخصية مواطن مصري.
|
وأهدى راتب الجائزة لضحايا الثورات العربية عموماً، وثورة 25 يناير المصرية خصوصاً، قائلا: «ما يحدث مكسب كبير للديمقراطية، والتضحيات في سبيلها كانت عظيمة، لاسيما بالنسبة لأولئك الذين ضحوا بأرواحهم، وهي أحداث سيصنفها التاريخ بأنها دعوة للديمقراطية».
وأجاب راتب باختزال شديد على سؤال آخر لـ«الإمارات اليوم»، يتعلق بعلاقته المتواضعة مع الإعلام، وتجنيبه بشكل واضح الحضور في دائرة الضوء، قائلاً: «الإعلام منحني أكثر مما أستحق».
ورفض جميل الإقرار بفكرة أن السينما المصرية القديمة المعروفة بسينما الأبيض والأسود لاتزال تقصي حضور الأفلام الحديثة لدى الجمهور، مضيفاً «لا يمكن التصنيف على أساس الفصل التقني بمعنى وجود أفلام بالأبيض والأسود، وأخرى ملونة، بل التصنيف مبني على الزمان، واختلاف حاجات المجتمع، وتطور رؤية المخرجين، وأيضاً التطور التقني، وهي أمور ثرية، ولا يمكن أن تكون السينما بمعزل عن مشهد التطوير».
من هذا المنطلق أيضاً رفض راتب أيضاً الفكرة التي تروج بأن زمن العمالقة في الدراما مرتبط بأسماء معينة، خصوصاً في ما يتعلق بتصدير أسماء تحظى بنجومية كبيرة في الغرب مثل عمر الشريف وآخرين كانوا يمتلكون إمكانات مشابهة مثل رشدي أباظة، وآخرين، مضيفاً «الممثلون الشباب أيضاً يمتلكون الحظوظ نفسها وربما أقوى، وإذا كان الفنانان خالد النبوي وعمرو واكد يمتلكان مشاركات محدودة في هذا الإطار، فذلك لأنهما لايزالان في طور الشباب، ومن المؤكد أن الزمن يحمل لهما الكثير من المشاركات العالمية المهمة، والتي ستنعكس على نجوميتهما العربية أيضاً».
مرة أخرى حصد راتب تصفيقاً حاراً من الحضور عندما قال في معرض إجابته عن سؤال صحافي: «أعمالي العربية أهم بالنسبة لي من مشاركاتي في السينما الفرنسية أو غيرها»، رغم وجود عدد كبير من وسائل الإعلام الغربية عموماً، مشيراً إلى أن سبب اختيار عرض فيلم فرنسي له في المهرجان وليس فيلما مصريا، أو عربيا ضمن مشاركاته في أعمال مغربية، يعود إلى المخرج والمنتج أولاً، فضلاً عن أن فيلم «غيمة في كأس ماء» هو أحدث الأفلام التي يشارك فيها.
وأبدى راتب تشجيعه لتعدد المهرجانات العربية عموماً، معتبراً إياها منابر متلونة للفن السابع، معلناً عن أمنياته بأن يعود مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للانعقاد بعد إلغاء انعقاده هذا العام للظروف التي فرضتها الأحداث السياسية في بلاده.
وشكك راتب في صحة الأفكار التي تروج بأن السينما المصرية أصبحت مريضة، مضيفاً «السينما المصرية تطورت على أيدي مخرجين ومخرجات شباب يمتلكون رؤى فنية معاصرة، وأعتقد أن المراهنة عليهم في المستقبل ستكون صائبة لمجمل السينما العربية».
وفي مقارنة بين اهتمامه بالأفلام السينمائية والدراما التلفزيونية، أبدى راتب انحيازه للثانية، مفسراً «الدراما التلفزيونية تقتحم حدود وأسوار كل الدول العربية، وتصل لجمهورها بشكل أسهل، في حين تجابه الأفلام السينمائية إشكالية سوء التوزيع، وربما لا تصل للكثير من الجمهور، بل إن هناك الكثير من الأعمال السينمائية التي فقدت فرصة عرضها بالأساس».