المحظورات تتجــاوز الأفلام إلى كواليس المـهرجان

غياب أي توضيح لاسباب اختيار فيلم «واحد صحيح». تصوير: باتريك كاستيلو

شدد مدير برنامج «الليالي العربية» في المهرجان، عرفان رشيد، في مستهل تقديمه لمؤتمر صحافي حول فيلم «واحد صحيح» المصري، أمس، على أن الأسئلة يجب ألا تتطرق إلى أسباب اختيار هذا الفيلم تحديداً ليكون الفيلم المصري الوحيد المشارك في الحدث، مضيفاً «تلقينا الكثير من الاستفسارات المتعلقة بهذا الأمر أمس وصباح اليوم».

رانيا يوسف

لم تكمل المؤتمر حادثة غريبة على المؤتمرات الصحافية تخللت المؤتمر، فقد فاجأت الممثلة الشابة رانيا يوسف الإعلاميين والمراسلين بقولها «أعتذر عن استكمال المؤتمر، لأني سأكون ضيفة على (إم بي سي) بعد قليل، هل هناك من يريد أن يوجه لي سؤالاً قبل أن أرحل؟».


كندة: لا حوارات

 

متأثرة بالأحداث السياسية الجارية في بلدها سورية، قالت الفنانة كندة علوش لـ«الإمارات اليوم»: «أنا متوقفة عن إجراء حوارات خاصة منذ مدة طويلة، أستطيع أن أتحدث عن الفيلم بكل أريحية، ولكني ملتزمة بقرار اتخذته بعدم التطرق إلى أي آراء أخرى في أحاديث صحافية».

هذه الصيغة شكلت معلماً واضحاً من معالم هذه الدورة، التي للمفارقة عالج عدد من ندواتها إشكالية الوصاية والرقابة وفرض المحاذير المختلفة على العمل السينمائي، وهو الهم الذي اعتبره سينمائيون عرب مثل المخرج المصري محمد خان، أحد أبرز معوقات السينما العربية، فيما أشار منتمون إلى السينما الإماراتية منهم الشاعرة والمخرجة نجوم الغانم، والسيناريست محمد حسن أحمد، والمذيع صاحب التجارب السينمائية المتنوعة سعود الكعبي، إلى أن تلك المحاذير التي امتدت لتصبح ذاتية وليست مؤسساتية أو حتى اجتماعية فقط، أحد أبرز معوقات السينما الإماراتية، وذلك عبر مداخلاتهم في ندوة أدارها الناقد السينمائي محمد رضا، نظمتها مجلة «فاريتي» بعنوان «5 تجارب إماراتية في دائرة الضوء».

وبعد تخلفهم، أول من أمس، عن حضور مؤتمر صحافي حضره الصحافيون ولم يحضره المتحدثون الرئيسون، تحدث سينمائيون لبنانيون، أمس، في ندوة بعنوان «لبنان في دائرة الضوء»، لكن الضوء الإعلامي الأكبر أحيط أمس بالمؤتمر الصباحي لأسرة الفيلم المصري الوحيد المشارك في مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة «واحد صحيح»، وهو العمل الذي افتتحت به برنامج الليالي العربية، منتج الفيلم الذي يعد أحد أباطرة الإنتاج السينمائي أحمد السبكي الذي فضل الدفع بابنه كريم بدلاً منه في منصة المتحدثين الرئيسين كنوع من أنواع التدريب ربما، وبممثلين ومنتج خارج المنصة، هما بالإضافة إلى السبكي، كل من ياسمين الريس وعمرو يوسف، والمخرج هادي الباجوري والسيناريست تامر حبيب، والممثلون هاني سلامة وكندة علوش ورانيا يوسف، دار المؤتمر الصحافي مع عدد محدود من الصحافيين قام أحدهم بتوجيه 13 سؤالاً دون إعمال مبدأ توزيع الأسئلة المتعارف عليه، لينتهي المؤتمر بسبب انشغال قاعة المؤتمرات بحدث آخر، وتنبيه على الصحافيين بسرعة مغادرة القاعة وعدم توجيه أسئلة للفنانين بداخلها.

وبمزيج بين الإنجليزية والعربية أجاب مخرج «واحد صحيح»، الذي جاء من عالم الأغنية المصورة ليقدم أول تجربة سينمائية له، عن بعض الأسئلة، إلى الدرجة الذي أصبح فيها مضطراً لتقديم اعتذار للمترجمة عن تعديه على نطاق عملها، مؤكداً أنه لم يكن منحازاً لاختيار زوجته للقيام بدور في العمل بعد أن اسند لها دوراً اكتشف فيه موهبتها، على حد تعبيره، في المسلسل الوحيد الذي قام بإخراجه أيضاً، مؤكداً أنها تمتلك الكثير من الطاقات التي ستكشف عنها أعمال لاحقة.

وأشار المخرج إلى أنه رغم حداثة تجربته السينمائية كان مشغولاً بتوصيل رؤيته الفنية للممثلين، مضيفاً «الفيلم مبني على علاقة المخرج بالممثلين، وكان كل همي باعتبارها تجربتي الأولى شكل علاقتي بالممثلين، والأهم هو الحصول على ممثلين يجيدون مذاكرة أدوارهم جيداً ، أو بمعنى آخر ممثلين محترفين».

ونفى الباجوري أن تكون بعض اختياراته مبنية على أسسس غير ذاتية، كتألق ذكي فطين عبدالوهاب في دور مشابه مع رانيا يوسف، نافياً ايضاً أن يكون ظلم الممثل عمرو يوسف بتقلص مساحة دوره، داعياً الأخير إلى الإجابة عن هذا التساؤل تحديداً من المقعد الذي كان يشغله وسط حضور المؤتمر.

من جانبه، قال عمرو يوسف «اخترت هذا الفيلم تحديداً رغم مساحة الدور، وفضلته على فيل آخر أقوم بدورٍ رئيسٍ فيه لأنني لم أكن أميل إلى دوري في الأخير، فشخصية فادي في العمل جمالها أنني لا أستطيع أن أتحدث عنها، بل لابد أن تُشاهد من أجل الوقوف على تفاصيلها الفنية».

انصراف الممثلة الشابة رانيا يوسف ومغادرتها قاعة المؤتمر كان بمثابة إشارة لصعود عمرو يوسف وياسمين الريس للمنصة الرئيسة، ونظراً لعدم وجود مساحة أخرى اضطر مدير الندوة عرفان رشيد للتنازل عن مقعده، وإدارتها واقفاً.

من جانبه، اعتبر الفنان هاني سلامة أن دوره في «واحد صحيح» يعد مغايراً تماماً عما سبق أن قدمه، مؤكداً أنه رغم حداثة تجربة المخرج، إلا أنه استطاع أن يخرج معه عن المألوف بسبب ما أسماه «قدرته الاستثنائية على إراحة من يعملون معه، فأنا ارتحت في هذا العمل أكثر، ومن ثم أبدعت أكثر»، نافياً أن تكون قناعته الشخصية مواكبة لقناعة دوره في الفيلم في ما يتعلق بتعدد العلاقات النسائية للرجل، مضيفاً بأسلوب داعب به الحضور «ربما كان ذلك قبل زواجي وإنجابي طفلتين».

تويتر