«تهريب».. تخطي المستحيل برمشة عين
لا يتوقف البحث عن طرق جديدة لبناء التشويق، وضخ دماء توحي بأنها جديدة في أوردة لها أن تكون مستهلكة ومرغوبة إلى ما لا نهاية، ولعل فيلم Contraband «تهريب» المعروض حالياً في دور العرض المحلية يأتي استجابة لهذا البحث، وتصوير فيلم يسعى السيناريو فيه إلى أخذ الأحداث المشوقة والمتوالية إلى أبعد ما يمكن من مفاجآت، وربط المستحيلات بما يمكن انجازه بما في ذلك النجاح في إيقاف سفينة في قناة بنما، بعد إخراجها عن مسارها والتحكم بها لدرجة تتمكن فيها تلك السفينة الضخمة المحملة بالحاويات من الوقوف على رصيف الميناء كما لو أنها سيارة تتخذ موقفاً لها على رصيف شارع، ثم سقوط بضع حاويات منها على الرصيف، حتى ينشغل طاقهما بإعادة تحميلها، ويتمكن بطل الفيلم الخارق من تنفيذ مهمته المستحيلة.
يدخل فيلم «تهريب» إخراج بلتاسار كورماكور وكتابة آرون كوزيكوفسكي في لعبته التشويقية من البداية، ونحن نرى شابين تحاصر سفينة تقلهما فيقومان برمي ما يحملانه في عرض البحر، لكن كيف يقنعا العصابة التي تنتظرهما بأنهما تعرضا لذلك حقاً؟ فتلك العصابة لا تريد شيئا إلا بضاعتها من المخدرات، وليست جمعية خيرية لتفهم ما تعرضا له.
وإلى جانب ذلك نكون قد تعرفنا إلى كريس (مارك ويلبرك)، المهرب السابق، صاحب الماضي الذي لا يريد العودة إليه بعد أن تزوج وأنجب وأصبح رب أسرة مثالياً يعمل في تركيب أجهزة المراقبة وأدوات أمنية، لكن أحد الشابين سالفي الذكر هو أخو زوجته، وقد أصبح في ورطة كبيرة، إذ إن عليه إما أن يعيد البضاعة إلى العصابة أو قيمتها المالية.
لن يكون أمام كريس سوى العودة إلى ماضيه لإنقاذ أخي زوجته، وبالتالي فإنه يقرر الذهاب إلى بنما ليقوم بتهريب الأموال، من خلال عودته إلى سفينة ليعمل فيها بحاراً، لكن ما سيحدث أثناء رحلته وحين يصل إلى بنما سيكون حافلاً بالمفاجآت، وسننتقل من مفاجأة إلى أخرى، بما في ذلك خيانة صديقه سباستيان (بن فوستر) له، إذ يكون الأخير هو المؤتمن على أسرته في غياب كريس، ولعل إطلاق العنان لأقصى درجات المخيلة سيكون أمراً ضرورياً لتتبع ما سنشاهده، وسيكون الفيلم وفياً له حتى اللحظات الأخيرة، وبالتأكيد بما يضمن نهايات سعيدة.
سيكون كريس «سوبرمان» التهريب والمطاردات والدقة، وسيوقع الجميع في النهاية، وسيكون آخر رجل يقف على أرض المعركة، دون أن يتطلب الأمر منه استخدام العنف والقتل، بل باستخدام عقله الذي سيكشف عن قدرات خارقة، تنجح في الإيقاع بالعصابة التي تترصد بأخي زوجته ومعه القبطان الفاسد الذي يبلغ عنه، وصولاً إلى صديقه الذي يتحول إلى عدو يخون الأمانة في غيابه وأكثر من ذلك، ولنشاهد كل ذلك ونغادر الصالة ولدينا أمل كبير بأن المستحيل شيء تافه، وأن الحياة تعدنا بتخطيه برمشة عين. «تهريب» يدخل في لعبته التشويقية من البداية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news