الثورات.. أفلام وندوات

 

أوروبا متعطشة لمعرفة ما الحاصل في العالم العربي، وفي الوقت نفسه لا يمكن لشيء أن يوضح ذلك مثل الكاميرا، التي احتلت في النهاية البطولة إن تعلق الأمر بتوثيق ما بات يعرف بـ«الربيع العربي»، ولعل التأرجح بين أن يتحول هذا الربيع إلى خريف هو من الأسئلة التي ما زالت مطروحة واقعياً وثقافياً، وليكون الأمر مفتوحاً في الدورة الـ62 للكلام أكثر من الصورة بمجرد مقارنة الندوات المقامة بعدد الأفلام المعروضة.

يستخدم الخبر الصحافي الذي وزعه مهرجان برلين السينمائي على الصحافة ووكالات الأنباء بخصوص برنامجه المخصص للعالم العربي، مصطلح «المشرق والمغرب» ويكتبهما كما يلفظان بالعربية، للتدليل على تنقلات الانتفاضات العربية، ويدرج ذلك تحت عنوان مفاده «من وعن العالم العربي»، وفي ذلك ما يشير إلى أن الأفلام القليلة التي سيحملها برنامج «العالم العربي تحت دائرة الضوء» ستكون لمخرجين عرب أو غير عرب قاموا بتصوير ومواكبة الثورات في مصر وتونس بشكل رئيس، وبدرجة أقل في سورية كون الأخيرة لن تكون ثورتها حاضرة من خلال فيلم، بل من خلال ندوة تقام لكل من المخرجة السورية هالة العبدالله، والصحافيين محمد علي الأتاسي، وعلاء كركوتي، بعنوان «سورية في دائرة الضوء».

طبعاً هناك ندوات كثيرة أخرى، مثل الندوة المعنونة بـ«العالم العربي يعرّف مستقبله»، التي سيقدمها الروائي الجزائري الفرنسي الطاهر بن جلون، والمخرجة التونسية الفرنسية ناديا الفاني، والمخرجة المصرية الألمانية فيولا شفيق، إضافة إلى ملتقى مخصص للفيدو آرت في لبنان، وآخر عن توثيق الثورات بمشاركة المبرمجة هانيا مروة، وغير ذلك من ندوات كثيرة أخرى.

بينما تعرض أفلام مثل «ظل رجل» للمصرية حنان عبدالله، حيث تقدم وثيقة عن الثورة المصرية من منظور أربع نساء ودورهن ومشاركتهن فيها، إضافة إلى تطلعاتهن، كما يعرض فيلم «الثورة المترددة» للبريطاني شين ماكليستر، وفيلم «كلمات الشاهدة» لمايا اسكندر التي تتبع صحافية مصرية هي هبة عفيفي، وعودتها إلى القاهرة، مسلطة الضوء على الصراعات التي تخوضها في سبيل مجتمع حر ومتنوع، وأفلام أخرى ليست على اتصال بالثورات العربية، كفيديو آرت أو أفلام قصيرة، وأخرى موجودة في «سوق برلين السينمائي».

 

الأكثر مشاركة