أنجلينا جولي مخرجة وكاتبة في «برلين السينمائي»

أنجلينا جولي برفقة براد بيت ستستدعي الكثير من صرخات المعجبين على السجادة الحمراء في الدورة الـ62 من مهرجان برلين السينمائي، وكل يود أن توقع له/لها أو شريكها بيت «أتوغرافاً» أو صورة.

لكن أنجلينا جولي هذه المرة جاءت برلين ليست كممثلة «سوبر ستار» فقط، بل بوصفها مخرجة وكاتبة وهي تحضر العرض الدولي الأول للفيلم الذي كتبته وأخرجته بعنوان «في أرض الدم والعسل».

جولي في هذا الفيلم تتناول الحرب البوسنية وتقول عنه إنه «فيلم من الصعب على الناس مشاهدته، لكن ذلك مقصود»، موضحة بالقول «على الحرب أن تصور بهذه الطريقة، وقد تبدو على شيء من الصعب أن يشعر به المخرج، وأعتقد أن على الناس ألا يكونوا مرتاحين بمشاهدته».

تجري أحداث فيلم جولي في سراييفو خلال الحرب البوسنية عام ،1990 ويتمركز حول العلاقة التي تربط جندياً صربياً بامرأة بوسنية، وتحديداً حين يكتشف الجندي أنها أسيرة في مخيم اعتقال، ومسعاه لإنقاذها من الاغتصاب وغير ذلك من اضطهاد ووحشية تعرضت له النساء البوسنيات.

لم تكن جولي تعرف الكثير عن الحرب حسب قولها لكن عملها سفيرة للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة، دفعها لمقاربة عوالم لم تكن تعرفها من قبل، وبقي السؤال الذي يؤرقها متمثلاً في «كيف لصراع أن يندلع؟» فهي تجد كل ما يؤدي إلى قتل الإنسان للانسان أمرا غير منطقي، قائلة «في كل صراع أو حالة تتمثل في تحول الإنسان إلى كائن غير إنساني مع الإنسان هناك الكثير من الاشياء التي لا يفهمها أي شخص، وهناك ما هو مربك جداً أن يمسي الجار عدو جاره في بلد لا يبعد عن إيطاليا سوى 40 كيلومتراً عام 1990».

جولي زارت البوسنة مرتين أثناء عملها سفيرة، وقد سحرها جمال طبيعة البلد وثقافته، وحين بدأت كتابة سيناريو فيلم لم تتخيل يوماً أنه سيتحقق ويصير فيلماً.

انطلقت جولي في السيناريو الذي كتبته من حال البوسنة والصرب قبل الحرب الأهلية وتقسيم يوغسلافيا، وبكلمات اخرى حين كانوا شعباً واحداً، وفيه الكثير من الزيجات والعلاقات الإنسانية المختلطة بين البوسنيين والصرب، ومن ثم مضت في ما اقترفته الحرب بحق هؤلاء البشر محولة إياهم إلى مستعدين لأن يقتل بعضهم بعضا من دون رأفة أو رحمة.

أسست جولي بنية فيلمها الدرامية وفق شهادات كثيرة جمعتها من مخيمات اللاجئين البوسنية، كذلك الأمر إن تعلق الأمر بالرواية الصربية، كما أنها سعت لأن تكون متوازنة في السرد، بحيث لم يظهر الجنرال الصربي بشخصية السفاح بقدر ما كان جنرالاً يرتكب الفظائع لا لشيء إلا لأنه مقتنع بأن ما يقوم به هو الصواب.

ومن الجدير ذكره أن جميع ممثلي الفيلم هم من الممثلين الصرب والبوسنيين، وهو في نسختين: الأولى باللغتين البوسنية والصربية، والثانية باللغة الإنجليزية.

تويتر