الفيلم قدم رواية قديمة بتقنيــــــــــــــــــــــــــــــــــــات حديثة لم تقلل من جاذبية القصة. آوت ناو

«الجميلة والوحش».. ملحمة عاطــفية بتقنية ثلاثية الأبعاد

في هذا الفيلم تعود «ديزني» الى أوروبا منبع القصص الخيالية، وتحديداً في فرنسا، لإعادة احياء حكاية «الجميلة والوحش»، الملحمة التي تحكي الحب بعيداً عن شكلياته، حب الإنسان للإنسان من دون شروط أو قيود، ولتعطي فرصة للمتلقي أن يبحث في داخله عن جماله الذي لا علاقة له بالشكل الخارجي، هذه المرة عمدت «ديزني» الى احياء الحكاية بالتقنية الثلاثية الأبعاد كي تتماشى مع متطلبات الصورة الحديثة، قصة أعادت للمشاهد تاريخاً كاملاً من الذكريات منذ كانت الحكاية عبارة عن مسلسل للأطفال في الثمانينات وفيلماً كرتونياً في التسعينات، الذكريات المرتبطة بالحكاية هي التي دفعت مشاهدي الفيلم إلى الاصطفاف أمام شباك التذاكر للحصول على تذكرة الأيام الجميلة، حسب وصفهم، لم يعنهم تأثير التقنية الحديثة في كلاسيكية الصورة، مادامت راسخة في عقولهم ووجدانهم، لم يقدروا على منح الفيلم الا العلامة التامة متحدين أي شكل جديد يهدد حميميتهم تجاه طفولتهم وتجاه ذكرياتهم الجميلة التي تشبه الوحش الطيب القلب.

قالو عن الفيلم

القصص والشخصيات العظيمة تصبح خالدة وشركة ديزني محظوظة بأنها تمتلك كنزاً من الاثنين، ونحن سعداء بأن نعطي الفرصة للجمهور من كل الأعمار أن يختبروا الأفلام التي أحبوها بطريقة أكثر إثارة وهي البعد الثالث، خصوصاً الجيل الجديد الذي لم يشاهدها على شاشة السينما من قبل.

مدير استوديوهات «والت ديزني»

آلان بيرجمان.

شعور غريب، إعادة إحياء فيلم دخل قلوبنا بتقنية تتلاءم مع متطلبات العصر هي حالة درامية بامتياز.

ديفيد إيدليستين

من «نيويورك ماغازين»

أحببته كثيراً لكن الأصل يظل أهم بكثير.

ساندي أنجيلو شين

من «سينز ميديا»

هو مبهر لكنه لا يرتقي لقصته المثيرة والعميقة.

جوزيف بروميكس

من «أون لاين فيلم»

الحكاية

الفيلم، وهو من اخراج دايفدد ليستر، وقام بأداء الأصوات فيه كل من استلا وارن، ريت جايلز، وفيكتور باراسوس، يبدأ بمتسولة عجوز وجهها مخيف، تقصد باب قصر أمير فرنسي شديد الوسامة، وهي تعاني الجوع والبرد، فيستقبلها الأمير بطريقة قاسية ويعبر عن مشاعره تجاه وجهها القبيح، فتقوم العجوز التي كانت يوماً جميلة جداً وهي بالأساس ساحرة، بإلقاء لعنة عليه تحوله الى وجه يشبه قسوة قلبه، وألقت سحرها أيضاً على خَدَمِه فحولتهم إلى مجموعة من الأواني المنزلية، لأنها أرادت أن تلقن الناس درساً أن الجمال الحقيقي ينبع من القلب ومن الروح وليس من الشكل، فوجد الأمير الوسيم نفسه أسير قصره لسنين عديدة، لأنه على قناعة بأن أي مخلوق على هذه الأرض لن يقبل النظر الى وجهه الذي أصبح مخيفاً.

في المشهد التالي يتم التركيز على شخصية بيل، الشابة الجميلة التي تنتقل الى قرية بروفينكال الفرنسية، ويعتبرها أهل القرية غريبة لأنها تقضي معظم وقتها في قراءة الكتب، وتزداد غرابة القرية عندما ترفض بيل طلب أكثر الرجال وسامة لأنه مغرور واسمه جاستين، تنتمي بيل الى عائلة متواضعة ووالدها يعمل مخترعاً، وكان منهمكاً في اختراعه الجديد لآلة تقطيع الخشب، فسافر يقصد المعارض التي تسهل عليه مهمته فأضاع طريقه، وأضاع حصانه، ووصل الى قصر الوحش، وعندما يكتشف الوحش وجود موريس يستريح في قلعته من عناء السفر، يجُره إلى زنزانة رطبة، ويسجنه، تتنبه ابنته بيل الى تأخره فتقرر البحث عنه، وتجد حصانه الذي يدلها على طريقه، وتلتقي وجهاً لوجه مع الوحش لتطلب منه أن يحرر والدها، فيشترط عليها أن تأتي اليه، لأنه يعلم ان خلاصه في يدها وتوافق بيل، ويشترط الوحش على بيل أن تتصرف بحرية كاملة على ألا تقترب من الجناح الغربي من القصر الذي فيه الوردة الحمراء المسحورة.

بعد أن تحرر بيل والدها موريس يعود الى قريته ويقصد المقهى طالباً النجدة من رجال القرية لإنقاذ ابنته من براثن الوحش، فلا يصدقه أحد، ويقرر جاستين المكلوم من رفض بيل له، أن يهدد موريس في المصحة العقلية كي يجبر بيل على الزواج منه، لكن موريس يفرُ بحثاً عن بيل، قبل حدوث هذا الأمر. في الوقت ذاته تتعايش بيل مع مكونات القصر من فناجين وأباريق ناطقة، لكن الفضول يجعلها تتسلل الى الجناح الغربي الذي منعها منه الوحش، فتلتقي بالوحش الذي يستشيط غضباً منها ويطردها خارج القصر فتجري مذعورة والذئاب تلاحقها، ليحن قلب الوحش عليها ويذهب اليها وينقذها من الموت الذي كان محققاً لها، وتبدأ علاقة الألفة بينهما بعد أن تقترب منه.

تشتاق بيل الى والدها وتطلب من الوحش أن يريه اياها من خلال مرآته السحرية، فتجده تائهاً في الغابات يبحث عنها بعد أن هرب من جاستين خوف أن يضعه في مصحة عقلية، ويقوم الوحش، بعد أن وقع في غرام بيل، بمنحها حريتها لتذهب وتنقذ والدها. تجدُ بيل موريس وتعيده إلى القرية الصغيرة، لتفاجأ بوصول عربة لأخذه إلى المصحة العقلية، فيعرضُ جاستين على بيل إنقاذ والدها إذا وافقت على الاقتران به، لكنها ترفض بقوة، لتثبت أن ادعاءات والدها عن وجود الوحش حقيقية، تستعمل بيل المرآة السحرية لتُري القرويين صورة للوحش. يعتري القرويين الذعر والخوف، ويتهم جاستين بيل بـ«حب هذا الوحش»، فترد عليه قائلة «إنه ليس وحشاً، أنت الوحش!» فيقوم جاستين بتحريض القرويين لقتل الوحش.

النهاية

يهرب موريس وبيل من الزنزانة متوجهين الى القلعة، وهنا يأتي دور أدوات المطبخ والضيافة، وتشكل صمام دفاع للقلعة وللحب الذي فيه خلاصهم كلهم، يقوم جاستين بمهاجمة الوحش، ولا يدافع الوحش عن نفسه، فهو يريد أن يموت بعد أن شعر بأن بيل تركته، فترك نفسه صاغراً لضربات جاستين، لتظهر بيل فجأة تشجع الوحش على قتال جاستين، فينتصر عليه ويقرر القضاء على حياته، لكنه يتعاطف مع توسلاته لأن قلبه أصبح مليئاً بالحب.

تذكارات الماضي

باسل خلف (30 عاماً) الذي اصطحب عائلته لمشاهدة الفيلم قال «منذ بداية الفيلم وأنا أشعر باستمتاع له علاقة بالماضي، وكيفية تأثير مثل هذه القصص فينا سابقاً»، مؤكداً «سعيد جداً أنني أصطحب ابنتي معنا».

وقالت زوجته الآء (28 عاماً) «سعيدة جداً، فهذه القصص والفيلم القديم ومسلسل الكرتون أثرت في كثيراً منذ الصغر، وتعلمت منها دروساً كثيرة»، واستدركت «مع أن التقنية أساءت قليلاً إلى كلاسيكية الأحداث الراسخة في عقولنا».

وعبرت شيرين المتولي (35 عاماً) عن سعادتها الغامرة لمشاهدة الفيلم بهذا الشكل «أنا عاشقة لهذه القصة منذ كنت طفلة، ولا أبالغ أنني بسببها اكتشفت ان الجمال الخارجي ليس كل شيء».

أحمد الزعابي (21 عاماً) «جئت مصطحباً شقيقتي، وهي أم لأطفال، كي تشاهد الفيلم الذي شكّل منعطفا في حياتها» كما قالت له، وأضاف «أنا أيضاً استمتعت بالفيلم وربما أكثر منها، ففيه من العبر الكثير».

في المقابل قال طارق المهندي (30 عاماً) «الفيلم بهذا الشكل استطاع أن يحاكي مجتمع الديجيتال، ولكن بقصة جميلة في أن الجمال الخارجي ليس كل شيء».

لكن التكاتف بالنسبة لمنى الأميري (36 عاماً) كان السبب في الخلاص من المشكلات «هذا التنبه من قبل الأدوات المنزلية والإشارات المنبعثة من علاقة حب تنمو على الرغم من كل الاختلافات، زاد من طاقاتها ومن شعورها بضرورة تأدية واجبها لتقريب الحبيبين»، واضافت «هو الحب وحده القادر على صنع المعجزات».

زينب الرميثي (40 عاماً) التي اصطحبت أطفالها لمشاهدة الفيلم قالت «جئت بحجة الأطفال، لكن الحقيقة أنني أردت أن أشاهد الفيلم الذي يتناسب مع جميع الأعمار»، مؤكدة «الفيلم الذي انتج في التسعينات كان أجمل من حيث الإحساس بالتفاصيل، لكن هذه التقنية جعلت القصة ثانوية أمام الانبهار الذي تقدمه هذه التقنية»، أما سمية عوراني (42 عاماً) قالت «على كل أم وكل أب أن يصطحبوا ابناءهم لمشاهدة الفيلم كي يعلم أطفالهم معنى الحب الصادق الذي يجب أن يكون من الداخل وليس انبهاراً فقط بالشكل»، مؤكدة «كثيرات ينخدعن بالمناظر ويبحثن عن الشكل، متناسيات أن القلب والروح أهم بكثير». ووافقتها الرأي صديقتها نور الهدى (44 عاماً) «هي دعوة للبحث عن بواطن الأمور والتدقيق في الصدق الذي تبعثه اشارات من القلب، وليس الوجه الذي يخدع أحياناً».

حقائق

تَم تعديل الفيلم للعرض على الشاشة من قبل ليندا ولفيرتون، استناداً إلى نسخة الجميلة والوحش التي كتبتها جين ـ ماري أميرة بيومونت، وكان السبب وراء ذلك، حسب ما قاله تنفيذيو ديزني، إنهم شعروا في السنين الأخيرة، خصوصاً في السنتين 1990 و،1991 بأن الثقافة الأميركية قد تم اجتياحها بسطحية تامة، وأن معاملة المرأة صارت تتم شيئاً للعرض والمقارنة، والرسالة التي تصل للشباب بأنه بقدر جمال زوجاتهم أو النساء اللائي يرافقنهم، يكون نجاحهم، تقول ديزني إن فلسفة الفيلم تلخصها عبارة «في عالمنا المتطلب للجمال، الجمالُ ليس كل شيء».

فاز فيلم «الجميلة والوحش» الذي انتج في أوائل التسعينات بجائزة أوسكار لأفضل موسيقى أصلية، وأفضل أغنية لآلن مينكن وهاورد آشمان عن «الجميلة والوحش»، التي غنتها في الفيلم آنجيلا لوزبري الشهيرة، ونهاية الفيلم سيلين ديون وبيبو برايسون. كما رشحت أغنيتان أخريان لأفضل موسيقى، أغنية «كوني ضيفتنا» و «بيل»، جاعلاً منه أول فيلم رسومي يتسلم ثلاث جوائز أوسكار لأفضل أغنية، كما رشح الفيلم لجائزة أفضل صوت وأفضل فيلم، وهو الفيلم الرسومي الوحيد الذي رشح لجائزة أفضل فيلم.

ألهم الفيلم وقتها مسارح بردواي وويست إيند الموسيقية، التي حققت نجاحات باهرة وجائزة توني خاصة، كما أصبحت أولى خطط إنتاج ديزني.

نُشرت أيضاً نسخة ديزني من القصة وبيعت قصصاً وكتباً هزلية استناداً إلى الفيلم الهزلي الذي نشرته ديزني.

 

أكبر الأصوات سناً

أنجيلا نسبيري

ممثلة بريطانية من مواليد ،1925 ولدت في لندن لأم ممثلة وأب سياسي. درست بأكاديمية ويبر دوغلاس للفنون المسرحية لمدة عام، قبل ان تنتقل إلى نيويورك لتدرس هناك بمدرسة فيجان للفنون المسرحية. ظهرت لانسبيري لأول مرة على شاشة السينما عندما تم اختيارها لتقوم بدور الخادمة نانسي فى الفيلم الدرامي «غاز لايت» عام 1944 وقد رشحت لجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها فى هذا الفيلم، وحصلت على ترشيح آخر على الجائزة نفسها وعن الفئة نفسها في الفيلم الدرامي، بعد أن كانت قد قدمت أدواراً عدة مساعدة في أفلام أخرى عدة. استمرت في تقديم الأعمال الفنية المتميزة، وقد قدمت أول دور بطولة لها في الفيلم الكوميدي «شيء لكل شخص» عام .1970

معلومة

كان العرض الأول لـ«الجميلة والوحش» عام ،1991 الذي حصل في ذلك الوقت على جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم، وكان أول فيلم رسوم متحركة يترشح لجائزة الأوسكار ويحصل عليها.

الأكثر مشاركة