15 فيلماً حائزاً جوائز عالمية في مسابقته للأفلام القصيـــــــرة

«الخـلـيـج السيـنــمائـــي».. حب وعنف وأبطال خارقون

من الفيلم البرازيلي «المصنع» للمخرج أليسون موريتيبا. أرشيفية

تتنوع موضوعات الأفلام المشاركة في المسابقة الدولية للأفلام القصيرة المشاركة في مهرجان الخليج السينمائي، بقصص مميزة عن الحب ونكران الذات والأبطال الخارقين. ويُشارك في المسابقة 15 فيلماً قصيراً من 14 دولة حول العالم، يعرض منها اثنان للمرة الأولى عالمياً، وفيلمان آخران للمرة الأولى على المستوى الدولي، وثمانية أفلام على المستوى الخليجي، وتُعرض جميع هذه الأفلام مجاناً أمام زوار المهرجان الذي يقام تحت رعاية سموّ الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، خلال الفترة الممتدة بين 10 - 16 أبريل ،2012 في عدد من صالات العرض في «دبي فستيفال سيتي». وتم اختيار الأعمال من بين ما يزيد على 700 فيلم تقدمت للمشاركة من مختلف أنحاء العالم، بدءاً من الأرجنتين، ووصولاً إلى أوغندا؛ وقد فاز العديد منها بجوائز مهمة في مهرجاناتٍ سينمائية دولية، وتغطي قضايا مختلفة، بدءاً من الدفاع عن البيئة، وصولاً إلى القصص الفريدة لنكران الذات.

 من بين هذه الأفلام يعرض فيلم «المنارة» للمخرج الأذري فريز أحمدوف، للمرة الأولى عالمياً، ويروي قصة الشاب عاكف المدمن على المخدرات، والذي أسس لنفسه حياة مريحة، إلى أن يتعرض وجوده للخطر بعد الظهور المُفاجئ لوالده الذي غاب عنه منذ كان صبياً في الثالثة من عمره. ويعرض أيضا الفيلم الفرنسي «النور يا نور» للمخرجة هدى كرباج، وتروي أحداث هذا الفيلم المعاناة التي تعيشها نور في باريس، ورغبتها اليائسة في الاتصال بلبنان عبر الهاتف، وتتجول نور في أرجاء المدينة بحثاً عن هاتف دون أن تشعر بالرجل الذي يلحق بها، والذي يحمل لغزاً قد يغير كلّ شيء. أما الفيلم السويسري «التحليق» للمخرجة نعيمة بشيري، فهو يعرض للمرة الأولى دولياً، ويروي قصة زوجين يمضيان آخر يوم لهما مع ابنهما المصاب بمرض التوحد، قبل إرساله إلى مؤسسة للرعاية الخاصة، وتدور أحداث هذا الفيلم القصير وسط أجواء مفعمة بالعواطف الجياشة مع معاناة الفراق، والوعود بظروف عناية أفضل للطفل

تحد مدروس

قال مستشار مهرجان الخليج السينمائي، صلاح سرميني: «كان التحدي مدروساً بعناية احترافية عندما أدخلنا «مسابقة دولية» إلى دورة مهرجان الخليج السينمائيّ العام الماضي، وها هي في دورتها الثانية تصبح قسماً أساسياً من المهرجان، تمنحه زخماً، ثقلاً، وعالميةً، وتتحول إلى نافذةٍ يُطلّ منها المُشاركون، والجمهور المحليّ على المشهد السينمائي العالمي للأفلام القصيرة. الجديد، أن في دورة هذا العام سنحت فرصة التسابق للأفلام العربية».

وأضاف «لقد وصل إلى المهرجان عدد كبير من الأفلام من جميع أنحاء العالم، أكثر بكثير من الأرقام المعلنة والمسجلة رسمياً، وهي في مجملها تُظهر حالةً مُزدهرة جداً للأفلام القصيرة في البلدان التي تُدرك قيمتها، وتعتبرها وسيلة تعبير سينمائية أصيلة، وليست تدريباتٍ أولية، أو جسراً للعبور إلى الأفلام الطويلة. وكانت عملية فرزها مثيرةً بحدّ ذاتها، ولكن، الأكثر فرحةً (وحزناً في بعض المرات) حتمية اختيار البعض منها فيلماً في المُسابقة الدولية هي حصيلة مشاهدة مكثفة، ومتواصلة، أفلامٌ مختلفة في موضوعاتها، وأساليب معالجاتها الدرامية، والجمالية، ولكنها تتشارك في نوعيّتها العالية. نعثر فيها على ملامح موضوعاتية مُشتركة، نتوقع أن تدخل قلوب المتفرجين، لأنها، ببساطة، تمسّ جوانب إنسانية عامة».

وللمرة الأولى على المستوى الدولي، يعرض الفيلم الأميركي القصير «لا أعرف سوى البحر» للمخرجة جوردان باين، وتروي أحداثه قصة صراع غير اعتيادية بين الحب والموت، حين يجتمع زوجان منفصلان للعناية بابنتهما على فراش الموت، وتتصاعد الأحداث، ويصل الزوجان إلى أزمة روحية قاسية، وفي نهاية المطاف، يتطلب الأمر منهما شيئاً من التضحية ونكران الذات، حتى تتجدد حياتهما. وتشارك في المهرجان ثمانية أفلام تعرض للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، منها الفيلم النمساوي القصير «الحاضنة» للمخرج كريستوف كوشنيج، والفيلم البولندي القصير «قصص مُجمّدة» للمخرج جريجور ياروسوك، فهو يروي قصة شاب وفتاة، هما من أسوأ الموظفين في سوبرماركت؛ وقد طُلب منهما إيجاد هدف في الحياة خلال مهلة يومين فقط. كما يشارك في المهرجان فيلمان من رومانيا فازا بالعديد من الجوائز المهمة، هما «كلنا سنصير نفطاً» للمخرج ميهاي جريكو، وفيلم «الرجل الخارق، الرجل العنكبوت، أم الرجل الوطواط» للمخرج تودور جيورجيو. ويدور الفيلم الإيراني القصير «صوت المطر» للمخرج جلال ساعد بناه، حول صانع أقفاص يعيش وحيداً في كوخ فوق سطح بناية، ويعمل على تدريب عدد من الطيور التي تلقى اهتماماً كبيراً من أحد الأطفال المتخلفين عقلياً، إلا أن صانع الأقفاص يرفض السماح للصبي بالاقتراب من الطيور، لتتحول لعبة القط والفأر بينهما إلى تحد حقيقي في نهاية المطاف.

ويروي الفيلم البرازيلي القصير «المصنع» للمخرج أليسون موريتيبا، قصة سجين يقنع أمه بتهريب هاتف نقال إلى داخل السجن، ليجري مكالمة هاتفية ضرورية، ويروي الإنتاج الفرنسي- الإيطالي المشترك «ألعاب نارية» للمخرج جياكومو أبروتسو، المغامرات التي تخوضها مجموعة من حماة البيئة الملتزمين، ويعرض الفيلم الأستوني «ذاكرة جسد» للمخرج أولو بيكوف، للمرة الأولى في منطقة الخليج العربي ضمن المهرجان. ومن الأفلام الأخرى التي تعرض للمرة الأولى على الساحة الخليجية الفيلم الفرنسي «ضفدع الشتاء» من إخراج سلوني سو؛ ويروي قصة «بنيامين» (جيرارد ديبارديو) الذي يراقب زوجته، وهي تحتضر بين يديه في نوبة مرض طويلة. ويشارك في المسابقة أيضاً الفيلم المصري القصير «الحساب» من إخراج عمر خالد، والذي يعرض شخصيات مختلفة تصادفها البطلة الرئيسة لتكشف كل شخصية منها عن عالم من الاضطهاد، والعنف، والظلم الاجتماعي.

تويتر