الشباب يطالبون باحتكار المهرجان
تعدت حالة الدهشة بغياب الممثل الخليجي عن فعاليات مهرجان الخليج السينمائي في دورته الخامسة التي تستضيفها دبي حتى الـ16 من فبراير الجاري الإعلاميين والنقاد والمتابعين، لتصل إلى الشباب الخليجي المشارك بأفلامه في الحدث، مؤكدين أن اتخاذ إدارة المهرجان في الدورات المقبلة قراراً باقتصاره على الشباب، سيكون متوافقاً بشكل أكبر مع واقعه من جهة، وواقع المرحلة التي تمر بها السينما الخليجية من جهة أخرى.
ورغم أن المهرجان أكد على لسان مديره مسعود أمر الله، أنه يسعى من خلال هذه المظلة إلى دعم الحراك السينمائي الناشئ في المنطقة، إلا أن خلطاً واضحاً يبدو بين متطلبات مهرجان دولي مثل دبي السينمائي الذي يتولى إدارته الأشخاص أنفسهم، وبين مهرجان يؤشر عنوانه إلى أنه جتذب وجوه الدراما الخليجية في اعمال روائية، في حين أن محتواه الأعظم هو محاولات لشباب وطلبة، معظم أعمالهم هي مشروعات أنجزوها في إطار دراستهم الإعلام في جامعات مختلفة.
«الكبار يمتنعون»
وسائل إعلام عربية وأجنبية لم تشكك في أنها ستصادف نجوماً خليجيين في أروقته، أو حتى على سجادته الحمراء التي لم يحضرها سوى قليل منهم، ولم يكن الكبار المارين على سجادتها سوى موظفين إداريين في المسارح المحلية المنتشرة في الدولة، ما يعني أن دعوات حضور تلك الليلة قد وصلت، لكن كثيرين، حتى من نجوم الدراما المحلية، فضلاً عن الخليجية، لم يصلوا. |
رغم ذلك تحمل القراءة الأولية للأفلام، وجدة أفكارها، وإصرار الشباب على إنجازها، رغم معوقات الإنتاج وغياب جهات تحتضن معظمها، جودة في المحتوى، وتؤكد فكرة أن تحول «الخليج السينمائي» إلى مهرجان للشباب لن يكون مؤشراً إلى غياب سينما خليجية حاضرة في دور العرض، بقدر ما سيكون بمثابة توافق مهم مع محتواه، وتأكيداً على أن مراهنة المهرجان على الشباب ليس مجرد مرحلة عابرة في استراتيجيته.
المخرج السعودي الشاب عبدالرحمن عايل، الذي يشارك في مسابقة الأفلام الخليجية القصيرة بفيلم «نكرة»، يؤكد ذات الفكرة، مضيفاً: «لولا وجود مهرجان الخليج السينمائي لما كان لمعظم تلك الأفلام بالأساس وجود، فقد أصبح المخرجون الشباب يبتكرون أعمالهم على مدار العام من أجل الوجود في تلك المنصة التي يتعامل معها الجميع بأنها شبابية بامتياز، وعليك أن تكتفي فقط بالالتفات حولك لتتأكد من أن الخليج السينمائي هو عملياً مظلة للمخرجين الخليجيين الشباب».
المخرجة البحرينية الشابة عائشة المقلة التي تشارك للمرة الثانية في المهرجان وافقت عايل فيما ذهب إليه، مضيفة «من المغالطة أن نعتبر الخليج السينمائي مجرد دعم للسينمائيين الشباب، لأن واقع الحال يؤكد أن اللاعبين الأساسيين هنا فقط هم السينمائيون الخليجيون، وهذه حقيقة تحسب لإدارة المهرجان الذي يعتبر من وجهة نظري النافذة الأهم لإبداعهم، وبالنسبة للسينمائيين البحرينيين على الأقل، فإن هذا المهرجان هو إطلالتهم الأهم، ويتعامل معه الجميع على أنه مظلة شبابية، حتى لو لم يؤشر في عنوانه إلى تلك الحقيقة».
صاحب الفيلم السعودي القصير «فاتن تقودني إلى الجنون» المشارك في مسابقة الأفلام الخليجية محمد سندي، لا يخفي حلمه بأن يصبح عنوان المهرجان شبابياً في دورته السادسة المقبلة، مشيراً إلى أنه بعد ليلته الافتتاحية لم يصادف في كواليسه سوى وجوه زملائه الشباب، مؤكداً أن المشاركين والعشرات من نظرائهم قادرون على إثراء المهرجان سنوياً، بدليل الإشادة التي تحملها الجلسات النقدية التي تتواتر يومياً، ويعبر خلالها نقاد مهمون عن تقديرهم وانبهارهم بالتجارب السينمائية الخليجية الشابة.
البحرينية نورة كمال جاءت من المنامة بفيلم «تحريك»، بعد أن أقنعتها شريكتها في إخراج العمل نفسه بأنه ليس هناك فرصة لإيصال رسالة الفيلم بالنسبة للشباب عموماً أفضل من (الخليج السينمائي)، مضيفة «لذلك لم يخالجني شك بأن المهرجان يحتفي أساساً بإبداعات السينمائيين الخليجيين، ولم ألتفت بالأساس إلى عمومية عنوانه، لكن من دون شك تخصيصه بشكل مباشر لإبداعات الشباب سيكون رسالة وتأكيداً على الثقة في من يمثلون مستقبل صناعة السينما الخليجية وهم فئة الشباب».
المخرجون الشباب ليسوا هم فقط من لديهم الثقة بأن ينهضوا بكامل مسؤولية إمداد المهرجان بأعمال مميزة في حال احتكرت نتاجاتهم تحولت بشكل رسمي مظلته، بل إن طلاباً وطالبات من مختلف دول مجلس التعاون، ومن داخل الدولة أيضاً يشيرون إلى الاقتراح ذاته، رغم أن بعضهم يقدم على صناعة فيلم ضمن مساق دراسي للمرة الأولى، إذ تشير الطالبة بكلية التقنية العليا بجامعة الشارقة غيمان السويدي، المشاركة بفيلم قصير بعنوان «النخلة العجوز» إلى أنها وزميلاتها أصبح لديهن هاجس صناعة أفلام شديدة التميز تشارك باسم الإمارات في هذه الاحتفالية الخاصة بالسينما الخليجية، وهي الرغبة التي يعبر عنها أيضاً طلاب وطالبات أتوا خصيصاً مع زملائهم الشباب من أجل طرح رؤى تكتسي خصوصيتها من أنها تحمل تصورات شبابية خالصة، سواء لقضايا شبابية، او حول رؤى هذه الشريحة العمرية المهمة في أحداث وتطورات تدور حولهم.