«الخليج السينمائي» يطوي سجادة دورته الخامسة
فاز الفيلم العراقي «حلمي» للمخرج أكرم حيدو بجائزة أفضل فيلم روائي خليجي وحصل حيدو أيضا على جائزة أفضل مخرج، وجاء في المرتبة الثانية الفيلم الإماراتي «أمل» للمخرجة نجوم الغانم، ونال الفيلم الكويتي «تورا بورا» شهادة تقدير، وكذلك الممثل قيس ناشف عن دوره في الفيلم نفسه من لجنة تحكيم هذه الفئة من جوائز الدورة الخامسة من مهرجان الخليج السينمائي الذي اختتمت فعالياته أمس، وحضر حفل الختام سمو الشيخ منصور بن محمد بن رشد آل مكتوم.
ومنحت لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة جائزة أفضل فيلم للمخرج زقاز حسين عن فيلمه «بايسكل»، وحل في المرتبة الثانية المخرج اليمني ياسر النمزي عن فيلمه «أسوار خفية»، وجاء في المرتبة الثالثة الفيلم البحريني «هنا لندن» للمخرج محمد راشد. أما جائزة أفضل مخرج فذهبت للمخرجة الكويتية ديانا المعجب عن فيلمها «بلاد العجائب». وفي فئة أفلام الطلبة جاءت النتائج على الشكل التالي: رانيا توفيق عن فيلمها «نسمة هوا»، و«صبر الملح» للمخرج محمد إبراهيم، والمخرج عبدالرحمن المدي عن فيلمه «ظاهرة القبوعة». وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن هذه الفئة للعراقي هاشم العيساوي عن فيلمه «ابتسم مرة أخرى»، وحصلت فاطمة النايح على جائزة أفضل موهبة صاعدة، وأفضل مخرج صاعد لملاك علي عن فيلمها « مناحي».
وتحول حفل الختام إلى احتفالية بإبداعات الشباب السينمائية، مودعاً سبعة أيام لحضور الفن السابع، عبر ما يزيد على 150 فيلماً مثلت بانوراما سينمائية متنوعة، لم تقتصر على الأفلام الخليجية.
مناسبة المرور على السجادة الحمراء كانت كعادتها الأكثر جذباً للشباب، قبل أن يدخلوا في مرحلة كتم الأنفاس لترقب نتائج مسابقات المهرجان المختلفة، ما بين التوقع، والرجاء، وبدا المبدعون الشباب أكثر ألفة مع كاميرات المصورين على اختلافها ما بين التلفزيونية والفوتوغرافية، وتوقف عشرات منهم للوقوف بصيغة النجوم، من أجل الإدلاء بأحاديث صحافية لدى ممثلي وسائل الإعلام المختلفة.
وكعادته في لياليه الختامية، تحول الحفل الختامي إلى مناسبة لفرح الشباب بعرض أفلامهم على نطاق واسع من الجمهور، لتتجاوز الفرحة أولئك الذين اختصتهم لجنة التحكيم بجوائز المهرجان وشهاداته التقديرية، إلى مختلف المشاركين بإبداعاتهم. «عندما اتصلت بي صديقاتي ليخبرنني بأنهن شاهدنني وأنا أسير على السجادة الحمراء، فضلاً عن تقدم ممثلي وسائل الإعلام لاستضافتنا في لقاءات تلفزيونية، شعرت وزميلاتي بفخر شديد، وفرحة عارمة بأن هناك فعلاً من يحتفي بما ننجزه»، تعقيب للطالبة في كلية التقنية العليا في جامعة رأس الخيمة مريم الطنيجي، حول مشاعر الاحتفاء بفيلمها الأول «رذاذ الحياة»، ترى أنها لا تعبر فيها عن نفسها فقط، بقدر ما تعبر عن فرحة طالبات تعاهدن على مواصلة الإبداع السينمائي، تأثراً بما لمسنه من اهتمام بعرض نتاجهن، والمراهنة على استضافتهن في مهرجان يتجاوز إطار المحلية، ويشهد مشاركة أفلام من 40 دولة.
ضيوف المهرجان من الشباب الخليجي أيضاً أكدوا أن لحظات المرور على سجادة الخليج السينمائي، أضحت طقساً سنوياً محفزاً على مواصلة التجويد في رحلات إنجاز الأفلام، وهو ما يؤكده السعودي حمزة طرزان، مضيفاً «من المهم أن نحتفل بالسينما الخليجية الناشئة، وأن نفخر هنا بوجود مهرجان يحتضن إبداعات الشباب الخليجي، لاسيما أن مهرجان الخليج أضحى مظلة سنوية يستعد لها المخرجون الشباب بشكل جدي، في ظل ثبات واتضاح استراتيجيتها، سواء في ما يتعلق بقبول الترشيحات عموماً، أو آلية مسابقاتها المختلفة».
النقاد المشاركون في لجان تحكيم المسابقات المختلفة، الذين استعرضوا مختلف الأفلام المشاركة، أقروا أيضاً نضجاً نوعياً لأعمال هذه الدورة، وهو ما ذهب إليه الناقد المصري عصام زكريا، متوقعاً أن تزداد صعوبة المنافسة على جوائز المهرجان في فئاته المختلفة، في الدورة المقبلة، لاسيما في ظل الحصاد الذي يتم جنيه سنوياً بانتشار الثقافة السينمائية بتأثير المهرجانات المختلفة التي تستضيفها الإمارات، معرباً عن ثقته بأن طاقات الشباب قادرة على عكس خصوصية قضايا المجتمعات الخليجية، وإن بدرجات متفاوتة، حسب تطور المشهد السينمائي في كل دولة. من جهة أخرى، أعلنت مؤسسة «روبرت بوش شتيفتونج» أمس، عن إطلاقها مبادرة لدعم وتمويل السينمائيين في منطقة الخليج، والعالم العربي عموماً، حيث ستقدم المؤسسة جوائزها ضمن ثلاث فئات هي: أفلام التحريك، والأفلام الوثائقية، والأفلام القصيرة، على أن يتم اختيار فيلم واحد من إنتاج شبابي ألماني-عربي مُشترك في كل فئة لينال جائزة مالية تصل إلى 60 ألف يورو.