«مذكرات فراشة».. المدرسة التي كانت فنــدقاً
يجب على الدوام تجديد صلاحية الرعب، والبحث عن السبل الكفيلة بتوفير وجبة تشويقية ترفع من نسبة الأدرينالين في دماء المشاهدين الأعزاء. هذه الحقيقة الصارخة في وجوهنا هي بالذات ما يمكن من خلاله مقاربة ما تحمله لنا دور العرض المحلية من أفلام عليها أن تحتوي في كل أسبوع على فيلم واحد على الأقل يستوفي الشروط سابقة الذكر. فيلم هذه الأسبوع هو The Moth Diaries (مذكرات فراشة)، وهو يجمع إضافة لكونه يسعى إلى تقديم عوالم التشويق، تمركزه حول فئة عمرية تتمثل في الفتيات المراهقات، كون أحداثه تجري في مدرسة داخلية للبنات، وجميع شخصياته هن فتيات في الـ16 من أعمارهن.
يحتوي الفيلم المأخوذ عن رواية لرايشل كلين، وقد أخرجته ماري هارون على مساحة مثالية وأثيرة لأفلام الرعب، إنها المدرسة الداخلية ذات البناء القوطي، وعلى شيء يجعل من الأحداث التي نشهدها مساندة بقوة لموقع التصوير، ونحن نتعرف إلى ربيكا (سارا بولغر)، وهي تعود إلى مدرستها، لكن برفقتها سر متعلق بوالدها المتوفى.
كل ما في الفيلم مبني وفق كليشهات جاهزة، لكن إيقاع الفيلم يبقى هادئا على الدوام، دون أن تكون المؤثرات مفرطة المبالغة، كما هي الحال في أفلام الرعب التي تدفع للضحك أكثر من إثارة مشاعر الخوف، أما «الفامبيرز» أو مصاصو الدماء، فسيجري ذكرهم في معرض أحاديث ربيكا مع استاذ الأدب، الذي يكون معجباً بوالد ربيكا الشاعر وقصائده.
أعود إلى أهمية كون أحداث الفيلم تجري بين مراهقات، ذلك أن علاقة ربيكا مع صديقتها لوسي (سارا غودان)، ستكون مفصلية ومحملة بذلك التعلق المسكون بالغيرة حين تمسي على صداقة مع فتاة أخرى، والفيلم سيتحول إلى الغموض والرهان على اللغز مع مجيء أرنزا (ليلي كول) ذات الهيئة الصالحة تماما، لأن تكون مصاصة دماء وهي تحول لوسي إلى تابعة لها، بينما نسمع مناقشة بين ربيكا وأستاذها عن رواية على اتصال بمصاصي الدماء، يقول فيها الاستاذ إن مصاصي الدماء يصادقون الضحية، ولا يقبلون الإقدام على قتلها ومص دمها إلا برضا تلك الضحية التي تصبح مأثورة بشخصية «الفامبير».
ما تقدم هو الاحتمال الأول، الذي نضعه جانباً، حين نعرف ماضي ربيكا المتمثل في أن والدها أقدم على الانتحار بقطع شرايين يديه، وقد وقعت عليه ربيكا وهو في الحمام وقد نزف كل دمائه، أرنزا تقول لها إنها ابنة عازف موسيقى أقدم على الانتحار، لكن لا تنسوا أن المدرسة قد كانت فندقاً في ما مضى، وأن أفلام الرعب تجعل من الشبح شخصية حقيقية، وكل ما يجري في الفيلم يكون في اتجاه جعل ربيكا وحيدة في المدرسة وهي تفقد صديقاتها واحدة تلو الأخرى، ولك ذلك من خلال ما تمارسه أرنزا من تأثير فيهن، وليس من هدف لدى أرنزا سوى ربيكا، ولعل أفضل ما في الفيلم أن أرنزا تقوم بذلك دون أفعال خارقة أو ما شابه، بل بالتدريج، لكن هيهات أن تنال من بطلتنا ربيكا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news