«جيم أوفر».. استنساخ رديء لــ «الحماة المتــــوحشة»
اعتبر مشاهدون لفيلم «جيم أوفر» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، أن الفيلم تعدى حدود الاقتباس الى الاستنساخ التام لفيلم «الحماة المتوحشة» الذي لعبت دور البطولة فيه جنيفر لوبيز وجين فوندا، مشيرين إلى أن هذا الاستنساخ جعل «جيم اوفر» نسخة رديئة ومصطنعة لا تتناسب مع مسيرة الفنانة يسرا التي تؤدي دور البطولة في «جيم أوفر» الى جانب مي عز الدين.
وأضاف المشاهدون الذين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم، أن «صناعة الفيلم رديئة سينمائياً، وأداء ممثليه يستخف بعقل الجمهور»، ورأى البعض أن المنتج محمد السبكي يعد السبب وراء هذا الهبوط الفني الذي لا يتناسب وطبيعة الجيل الجديد من المشاهدين الملتصقين بالتكنولوجيا والمنفتحين على أعمال السينما العالمية. وتساءل مشاهدون عن السبب وراء قبول يسرا العمل في مثل هذه النوعية من الأفلام، ولم تتجاوز العلامة التي منحها جمهور الفيلم أربعاً من 10 علامات.
قصة الفيلم تدور حول المذيعة المتسلطة لقاء، والفتاة التي ارتآها ابنها الوحيد أن تكون زوجة له، فلا تتحمل لقاء هذه الفتاة المنتمية الى طبقة فقيرة، إذ تعمل خادمة في أحد الفنادق، فتحاول لقاء أن تفشل هذا المخطط من خلال ألاعيب ومواقف تندرج تحت صنف الكوميديا، وتبادلها المواقف أيضاً ندى حبيبة ابنها، ضمن مجريات تدخل فيها الموسيقى والغناء عنصرين بسبب وجود المطرب محمد نور في العمل.
خيبة أمل
علامات استفهام - ما سر موافقة فنانة بحجم يسرا على قبول المشاركة في مثل هذا الفيلم؟ - الفنانة مي عزالدين، متى ستقتنع بأنها ليست ممثلة كوميدية؟ - عزت أبوعوف، ظهرتَ في مشاهد متواضعة في الفيلم لم تؤثر في مجريات الأحداث، لكنها ستؤثر في تاريخك الفني. - الفنانة إيمان السيد، أنت كوميديانة درجة أولى وننصحك بالتأني في قبول الأدوار. - المطرب محمد نور، لا تمثل وكن مطرباً فحسب. |
تظهر لقاء، المذيعة التلفزيونية الناجحة والمتسلطة في الوقت نفسه، المكروهة لدى الجميع بسبب غطرستها، وهي تواجه أكبر مخاوفها بعد أن تلقت قرار فصلها من العمل، وهي التي أفنت عمرها في مهنتها حتى إنها أهملت ابنها الوحيد.
في بداية الفيلم شعر محمد الحسيني (30 عاماً) بأنه أمام قصة جميلة تشبه قصة فيلم الحماة المتوحشة في معاييرها الفنية المميزة، موضحاً «ظهرت يسرا في طلة مناسبة لتاريخها السينمائي الطويل، لكن مع مرور الوقت والمشاهد قلت في نفسي يجب على كل محب للسينما وغيور عليها أن يطالب بإسقاط محمد السبكي، إذ أعتبره السبب الرئيس لتفشي كل الأفلام الهابطة التي تستخف بعقل المتلقي، فأنا توقعت أن يحترم ثورة بلده، وجئت على أمل أن أشهد التغيير لكن الأسلوب هو نفسه».
من جهته، قال طارق محمود (36 عاماً) «لقد ترددت كثيرا قبيل مشاهدتي الفيلم، خصوصاً أنه بتوقيع المخرج أحمد البدري، وإنتاج السبكي، لكن وجود يسرا التي أحبها وأحترمها جعلني أشعر بأنني أمام فيلم سيكون معقولاً، لكنني صدمت، بل وتألمت ليسرا التي قبلت أن تقرن مسيرتها الفنية مع هذا الفيلم الهابط بمعنى الكلمة»، مشيراً الى أنه شاهد فيلم (الحماة المتوحشة) والفـرق بينه وبين «جيم أوفر» كالفرق بين الثرى والثريا، على حد وصفه.
بدورها، قالت منارة نمر (26 عاماً): «أنا احب يسرا ومي عزالدين جداً، لكن شعرت بأن مي لا تنوع في طريقة تمثيلها، فردود فعلها هي نفسها في فيلم عمر وسلمى وتعابير وجهها هي ذاتها، لذا لم أشعر بأنها تقدم جديدا. وبصراحة لم أحب (جيم أوفر) ولم يضحكني ايضاً».
مشاجرات
بعد أن تفقد لقاء عملها تشعر فجاة بأنها يجب أن توطد علاقتها مع ابنها الوحيد، فتغمره بالحب وتتعامل معه كأنه طفل كبير، لتكتشف في غمرة محاولاتها تعويض كل ما فاتها أنه على علاقة بفتاة تعمل خادمة في فندق، فيجن جنونها، وتحاول أن تبعد هذه الفتاة (ندى) عن حياة ابنها عن طريق ألاعيب ومخططات لا تتناسب، حسب المشاهدين، مع طبيعتها الإعلامية وثقافتها المرجوة.
شهد محمد (17 عاماً)، قالت «جئت مع والدتي لمشاهدة الفيلم لحبي الشديد لمي عزالدين وتابعت لها (عمر وسلمى) بأجزائه الثلاثة، لأنها موجودة فيه، لكنني لم أحب (جيم اوفر) وشعرت بأنه غير منطقي، خصوصاً أن الحماة إعلامية، ويفترض بها ان تكون واعية ومثقفة، والألفاظ التي استخدمتها سوقية جداً لا تتناسب ونظرتنا للإعلاميين».
في المقابل، قالت والدة شهد (40 عاماً)، إن «الفيلم لطيف، لكنه لا يتناسب وقامة يسرا التي قدمت أفلاماً مهمة في مسيرتها الفنية، وأتعجب من الأغاني الهابطة التي قدمتها والألفاط السوقية التي استخدمتها في الفيلم».
ووجد إيهاب السلطان (28 عاماً) أن المشاجرات بين لقاء وندى لم تكن مقنعة، والأداء فيها كان ضعيفا جدا.
بينما قالت صابرين محمد (22 عاما) «كنت ذاهبة للضحك، فخرجت أبكي على حال يسرا».
لدينا قصص
تفشل كل المقالب التي تدور بين الحماة وحبيبة ابنها، وهذا الفشل يجعل الحماة تجلس الى نفسها لتكتشف أنها أنانية، وانها تقف أمام رغبـــة ابنها الوحيد في الارتباط بالفتاة التي يحبها، فتبتعد لتفسح المجال للحب أن ينتـــصر، وفي الوقت نفسه يظهر المخرج أن لقاء لديها علاقة عاطفية مع طبيبها النفــسي، وأنها تتناول حبوباً مهدئة، كمخرج لها عن كل الشر الذي ارتكبــته في حق الفتاة الفقيرة، وكي يحافظ المخرج على ما يبدو على صورة يسرا الممثلة في ذهن معجبيها.
النهاية حسب أحمد شعبان (30 عاماً) لأجل تحسين صورة يسرا، ففي بداية الفيلم ظهرت بالشخصية التي نحبها قوية وجميلة، وفي نهاية الفيلم ظهرت بالمحبة والمظلومة لأن شرها كان بسبب الحبوب التي تتناولها «لكن هذه النهاية لم تتناسب مع سخافة الفيلم بالمرة».
تقليد واقتباس الأعمال العالمية بالنسبة الى أحمد الساعي (34 عاماً) مرفوض «خصوصاً أننا نعيش في عالم مفتوح، ونحن العرب لدينا الكثير من القصص التي لم ترو بعد، ولدينا الكثير من الشخصيات التي يجب أن نذكرها، فلماذا التقليد؟ ولماذا اللجوء دائماً للغرب في قصصه؟».
ورأت نورة المعطي (41 عاماً) أن «يسرا ظلمت نفسها ومعجبيها، ويجب عليها ان تبحث عن أداء دور في فيلم يجعلنا ننسى أداءها السخيف في جيم اوفر».
حول الفيلم
- تشارك الفنانة يسرا بالتمثيل والغناء والاستعراضات.
- اعتذر الممثل أحمد السعدني عن المشاركة في فيلم «جيم اوفر» لمشاركته مع الفنان عادل إمام في مسلسل فرقة ناجي عطا الله.
يعتبر فيلم «جيم أوفر» التعاون الأول بين الممثلة يسرا والمخرج أحمد البدري.
- شعر كثير من النقاد بالدهشة والقلق من قبول يسرا القيام ببطولة فيلم «جيم أوفر» الكوميدي أمام مي عزالدين ومن إنتاج محمد السبكي الذي عرف عنه تقديمه لتوليفات تجارية شعبية لا تهتم كثيراً بالجماليات ولا القيم الفنية، وما زاد من هذا التخوف الإعلان التلفزيوني عن الفيلم.
- كان من المفترض عرض الفيلم قبل أشهر، خصوصاً أنه تم الانتهاء منه كاملاً منذ فترة طويلة، فيما حالت الظروف السياسية دون طرحه، إذ تأجل أكثر من مرة إلى أن قرر المنتج طرحه في هذا التوقيت.
أبطــال الفيلم
يسرا
ولدت يسرا عام ،1955 اسمها الحقيقي سيفين محمد نسيم، أتمت دراستها الثانوية عام ،1973 اكتشفها عبدالحليم نصر فقدمها في أول فيلم من اخراجه، لتتجه بعدها الى العمل في السينما والسهرات التلفزيونية والمسلسلات، ومن بينها «عريس وعروسة»، «الشاهد الوحيد»، «حياة الجوهري»، «رأفت الهجان»، «سيدة الفندق»، «أوان الورد»، «أين قلبي»، «ملك روحي». كما عملت في مسلسلات إذاعية عدة. في المسرح قدمت «كعب عالي»، و«لما بابا ينام». كونت ثنائياً مع عادل امام، وعملت كثيراً مع احمد زكي، لكنها ذات شخصية مستقلة تنضج مع الزمن، خصوصاً في أعمالها مع المخرج الراحل يوسف شاهين، منها «المهاجر»، و«العاصفة»، ومن محطاتها المهمة أفلام «الجوع»، و«المنسي»، و«طيور الظلام».
مي عزالدين
ولدت مي عزالدين عام 1980 في مدينة الإسكندرية. وبعد أن درست الاجتماع بكلية الآداب. رشحها المخرج منير راضي للمخرج محمد النجار لبطولة فيلم «رحلة حب» مع الفنان محمد فؤاد الذي كان يبحث عن وجه جديد لفيلمه. توالت أعمالها الفنية من مسلسلات وأفلام، منها مسلسل «أين قلبي» مع يسرا، والمخرج مجدي أبوعميرة، ومسلسل محمود المصري، ومسلسل «الحقيقة والسراب». وبرزت في أفلام منها «عمر وسلمى» و«بوحة» و«8 جيجا» مع محمد سعد. تمت خطبتها للاعب الكرة محمد زيدان عام ،2009 لكنهما انفصلا بعدها.
عزت أبوعوف
ولد عزت أبوعوف عام ،1948 حصل على بكالوريوس الطب من جامعة القاهرة، كون مع شقيقاته الثلاث في أوائل الثمانينات فرقة عرفت باسم (الفور إم) التي انتشرت حول العالم العربي بطريقة غريبة على الثقافة الغنائية حينها. توجه أبوعوف الى التمثيل بعد أن تفككت الفرقة بعد زواج شقيقاته واتجاههن إلى مهن مختلفة، ومن الأعمال التي برز فيها ممثلاً وليس مغنياً «هوانم جاردن سيتي»، «نصف ربيع الآخر»، «زيزينيا». متزوج من خارج الوسط الفني ولديه كمال ومريم.
المخرج
أحمد البدري
ولد أحمد البدري عام ،1954 واستطاع أن يكون أشهر مساعد مخرج في مصر مع مخرجين لهم بصماتهم في صناعة الأفلام، منهم المخرج الراحل حسين كمال، وشريف عرفة وغيرهما. وكانت له تجارب أيضا في إخراج الإعلانات التجارية لـ14 عاماً. تخرج البدري في المعهد العالي للفنون المسرحية ـ قسم تمثيل وإخراج، ثم تخرج في المعهد العالي للسينما ــ قسم الإخراج، بدأ حياته مساعد مخرج، وكانت البداية في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكراً»، بطولة عبدالمنعم مدبولي. تتميز الأعمال التي شارك فيها بالكوميديا، حتى وصل الى أول مسرحية قام بإخراجها وحده وهي مسرحية ريا وسكينة، وأول عمل سينمائي له كان في فيلم «غاوي حب» بطولة محمد فؤاد.
صراع كوميدي
صرحت الفنانة يسرا، أن فيلم «جيم أوفر» الذي تقوم ببطولته مع الفنانة مي عزالدين، سيعيد الابتسامة لجمهور السينما بعد فترة طويلة من الأحداث الساخنة التي حرمت المصريين من البسمة. وقالت يسرا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن «الصراع مع مي عزالدين يدور في إطار كوميدي يميل إلى الفانتازيا في كثير من الأحيان»، مشيرة إلى أن الفيلم يعتبر عودة إلى الكوميديا التي افتقدها الجمهور منذ فترة طويلة، معربة عن ثقتهما بأن الفيلم سيحقق نجاحا كبيرا.
وقللت من مخاوف طرح الفيلم في هذا التوقيت في ظل انتخابات رئاسية، وجدل حول تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، قائلة إن «الجمهور يشعر بالملل من كثرة الجدل والخلافات السياسية، وبات في أشد الحاجة إلى التقاط الأنفاس واستعادة البسمة»، معربة عن أملها في أن يكون الفيلم بداية لاستعادة الكوميديا في السينما بعد أن غابت لفترة لمصلحة أفلام «الأكشن».
وأضافت «الجمهور المصري في هذا التوقيت متعطش للضحك؛ إذ إنه يرغب في الذهاب إلى السينما كي يضحك من قلبه وليس من أجل مشاهدة فيلم يبكيه ويؤلم قلبه».