منحه مشاهدون 4 إلى 8 درجات
«المراجحة».. نهاية مفتوحة لقـصة مكررة
فيلم «المراجحة» أو (أربيتراج) يأتي بقصة مكررة، وسيناريو يشبه سيناريوهات سابقة، مع صورة تحاول أن تكون مختلفة، في وجود كوكبة من فناني هوليوود من الصف الأول، على رأسهم ريتشارد غير وسوزان سارندون، والنتيجة تتوافق مع كون العمل يعد الفيلم الأول الطويل لمخرجه نيكولاس جاريكي.
الفيلم الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، بعد عرضه في افتتاح الدورة السادسة من مهرجان أبوظبي السينمائي، يوم الخميس الماضي، حصل على نسبة من أربع إلى ثماني درجات حسب مشاهدين، وهو يدور حول رجل أعمال ثري، يعتقد أنه قادر على حل جميع أزماته من خلال المال، في ظل فساد في أروقة الشرطة والسلطة، لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن عندما يتعلق الأمر بالعائلة والعاطفة، إذ لا يمكن للمال أن يشتري العائلة.
«المراجحة» جعل النساء من المشاهدين يكرهن شخصية «غير» في الفيلم، بينما وجده الرجال حالة حقيقية تعيش بيننا، متفقين على أن النجم غير قدم أفضل دور له في هذا الفيلم، وفق مشاهدين.
بداية خادعة
يظهر «روبرت ميلر» الذي يؤدي دوره ريتشارد غير في بداية الفيلم بوصفه شخصية مرموقة في برنامج تلفزيوني، وعلى الصفحات الاولى من المجلات الاقتصادية العالمية مثل «فوربس». وفي نقلة نوعية تجده في طائرة عائداً إلى موطنه، ويحاول بيع شركته نتيجة تسيب مالي كان هو السبب فيه، وبعد دقائق يتحول الى زوج مخلص ومحب لعائلته واحفاده، حين يقرر أن يعلمهم أنه سيبيع الشركة لأنه تأكد أن العائلة هي الأهم.
كل هذه المشاهد العاطفية تخطف الانفاس لوهلة، خصوصاً أن اليوم الذي قرر فيه هذا هو يوم عيد ميلاده الـ،60 وفجأة ومن دون أي مقدمات تراه يعتذر من زوجته متحججاً بأوراق يريد توقيعها في مكتبه مع أن الوقت تجاوز منتصف الليل، لتظهر الشخصية الجديدة لميلر الخائن العاشق لفتاة بعمر أبنائه.
كوثر حكيري (30 عاماً) التي منحت الفيلم أربع درجات قالت «بما أنه الفيلم الأول للمخرج، فلنا واجب إعطائه فرصة في هذا المجال كوننا متابعين ومهتمين». وأضافت أن «قصة الفيلم مكررة جداً، ولم ار فيه اي جديد».
في المقابل، قالت بريهان المحمدي (36 عاماً) إن «بداية الفيلم ونهايته كانتا صدمة بالنسبة لي، وجميل أن يترك الفيلم تساؤلات لدى المشاهد»، مانحة اياه سبع درجات. اما بالنسبة لعبدالله الشامي (33 عاماً) فقد «ترك الفيلم في نفسه قناعة تامة بأن عالم المال يعج بالمؤامرات غير البريئة»، لكنه قال ان «الفيلم مشوق بلا شك»، مانحا إياه سبع درجات.
خيوط
«ميلر» قادر على حل جميع مشكلاته المالية والعاطفية، فهو يتمتع بشخصية جذابة من الصعب مقاومتها، لكنه في مرحلة من المراحل يشعر بأن الخيوط بدأت تهرب من بين يديه، من شدة الكذب الذي يختلقه للدخول والخروج لحل مشكلاته، فهو متورط فعلياً في كل شيء في حياته، ويريد أن يحل كل شيء في أقل من أسبوع إلى أن تدعوه عشيقته، وهي من أصول فرنسية، الى عرضها الفني الأول، ويتأخر عن الحضور بسبب موعد مع من سيشتري شركته الذي لا يأتي، لنكتشف بعد ذلك أنه يريد مساومة «ميلر» في السعر المطروح.
يتأخر «ميلر» عن موعد افتتاح معرض عشيقته التي بدأت تفقد أعصابها من هذا التجاهل، ويستطيع في لحظة عاطفية أن يقنعها بالهروب الى مكان آخر وترك كل شيء خلفهما، وهنا صدق «ميلر»، لكن خلال رحلتهما يصيبه النعاس فيتسبب في حادث سيارة يودي بحياة عشيقته.
في هذا المشهد تحديداً المملوء بالعاطفة تغلب لغة المصلحة والمال على لغة القلب، فبعد أن حاول «ميلر» مرة واحدة الاتصال بالطوارئ، لكن عدم وجود التغطية حال دون اتمام الاتصال، يغادر السيارة ويتركها تحترق، ويقرر الاتصال بابن سائقه كي يأتي ويقله من مكان الحادث.
شهد غالب (30 عاماً) ترى أن الفيلم يظهر حقيقة المجتمع الأميركي، «هذا الفساد الذي يوفر لرؤوس الأموال أن تشتري حتى عناصر في الشرطة والقضاء، نراه في أقطار عربية ونعيبه، لكن أن نراه في أميركا مدعية الديمقراطية والإنسانية، فيجب الوقوف عند هذا الفيلم كي نعرف حقيقة الولايات المتحدة التي تعج بالمشكلات الأخلاقية»، مانحة الفيلم ثماني درجات.
عبرت كوثر بارودي (40 عاماً) عن الاشمئزاز من شخصية «ميلر». وقالت «شعرت بالغضب من زوجته التي وضح أنها تعلم كل شيء، لكنها بقيت صامتة على كل هذا الانتهاك»، مضيفة أن «نموذج المرأة الغربية مبني على اساس الحقوق، لكن من الواضح أن المرأة هي المنقوصة الحقوق والقدرة على الدفاع عن كرامتها في كل المجتمعات»، مانحة الفيلم أربع درجات.
ووافقتها الرأي والشعور بالغضب أيضاً ميرلين داوود (29 عاماً) التي قالت «لم استوعب فكرة زوجة (ميلر) التي يجب أن تكون قوية لتدافع عن كرمتها، لكن قوتها ظهرت فقط عندما وصلت المشكلة الى ابنتها، فكيف لهذه الابنة أن تصدق كليهما وهما كذبا عليها طوال سنوات»، مانحة الفيلم ست درجات.
ألاعيب
يخرج «ميلر» من التورط في قضية قتل عشيقته، حتى إن عدم وجودها لم يؤثر في مسيرة حياته، ويستطيع أيضاً ان يكتشف حيلة الراغب في شراء شركته، ويقبل التفاوض معه على السعر، فهو لن يخسر أبداً ابنته التي تكشف ألاعيب في الحسابات، وتعرض الأمر على والدها الذي يحاول أن يغير قناعاتها، لتكتشف أن والدها شخصياً متورط في تلك الحسابات المملوءة بالاحتيال.
يعترف الوالد لابنته، ويسبب لها جرحا عميقا، تدركه الأم التي وجدت أن تلك اللحظة هي فرصتها الوحيدة لتنتقم من كل انتهاك تعرضت له من قبل زوجها المزيف بأخلاقه الحميدة.
قال علي بن مطر (24 عاماً) الذي منح الفيلم ثماني درجات «على الرغم من قصة الفيلم المكررة، إلا أنه يستحق المشاهدة ويضع يدنا على حقيقة وول ستريت وكواليسها في ظل كل هذا التمتع بالسلطة الفردية لدى صاحب المال»، مؤكداً أن «نهاية الفيلم المفتوحة أشعرتني بأن جزءاً ثانيا يلوح في الأفق».
في المقابل، قال فادي قبلان (28 عاماً) إن «نهاية الفيلم شكلت صدمة بالنسبة لي لم أجد لها أي تفسير».
حول الفيلم
--جرى عرض الفيلم، للمرّة الأولى، في مهرجان صندانس (يناير 2012)، خارج المسابقة.
--بدأ عرضه الجماهيري في الصالات الأميركية في 14 سبتمبر .2012
--توقع نقاد سينمائيون ترشيحه لأوسكار، مطلع العام المقبل.
--أكد مهرجان أبوظبي السينمائي أن أصل اختياره لهذا الفيلم في افتتاح دورته السادسة، إنما لمشاركة المنتج السعودي محمد التركي في إنتاجه، ولموافقة بطل الفيلم ريتشارد غير على الحضور إلى أبوظبي للمشاركة في فعاليات افتتاح المهرجان.
--حصل على نسبة 85٪ من استحسان النقاد في موقع «الطماطم الفاسدة» المختص بالنقد السينمائي.
كليك
في المؤتمر الصحافي الذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي مع فريق عمل الفيلم، قال ريتشارد غير للصحافيين «لقد زدتم من نعاسي بسبب طبيعة الاسئلة التي تطرحونها».
عن قرب
أوضح منتج الفليم، السعودي محمد التركي، أنه في بداية العمل على الفيلم كان التفكير في فريق عمل وممثلين مختلفين عن الذين شاركوا فيه بالفعل، لافتاً إلى إعجابه بالقصة، لأنها شاملة، وتناسب المرحلة الزمنية الحالية، كما تعيد إلى الأذهان الأفلام الكلاسيكية.
وقال التركي إن «أربيتراج» هو ثاني فيلم له في السينما العالمية، وقد فتح له الأبواب للمزيد من الأعمال، فقدم بعده ثلاثة أفلام أخرى.
المخرج
نيكولاس جاريكي مخرج برنامج «شوتايم» الوثائقي المشهور «الدخيل» ومؤلف الكتاب عالي المبيعات «كيف كانت بداية 20 من مخرجي الأفلام»؛ ويأتي فيلمه «اربيتراج» تدشيناً لأعماله الروائية الطويلة، ليدخل معه إلى عالم هوليوود.
أبطال الفيلم
ريتشارد غير
ولد عام 1949 في ولاية فيلادلفيا الأميركية. والده كان يعمل في شركة تأمين، بينما والدته ربة منزل. بدأ غير حياته الفنية بالعزف على عدد من الآلات الموسيقية، ودرس الموسيقى، لكنه قرر التوجه الى التمثيل.
دخل غير السينما من خلال دور بسيط في فيلم «ريبورت تو ذا كوميسينور»، وكان ذلك في عام ،1978 ثم أكد نجوميته في عام 1980 عندما قام ببطولة فيلم «اميركان جيجولو» في دور جميل كان من المفترض أن يكون للممثل جون ترافولتا، لكن جون لم يقبل بهذا الدور، فأتى ريتشارد غير ليتألق من خلال هذا الدور. أما عام 1982 فكان يحمل في طياته الكثير ليقدمه لغير، حيث قام ببطولة فيلم «آن اوفيسير اند جنتلمان» الذي حصد فيه أول ترشيح لجائزة «غولدن غلوب».
سوزان سارندون
ولدت عام .1946 وجدت سوزان في القضايا الاجتماعية جنباً الى جنب مسيرتها الفنية. شاركت في حملة احتجاج في نيويورك ضد قتلة أمادو ديالو، المهاجر الذي أصيب بـ41 رصاصة.
شاركت في الاحتجاجات على حرب العراق في عام 2006 صارخة «دعونا نقاوم هذه الحرب»، إلا أن الحرب وقعت، فتحولت سوزان مع حليفتها النجمة جين فوندا إلى صوت مرتفع للنداء بسحب القوات الأميركية من العراق في عام .2007 حصلت على جائزة أوسكار في عام 1995 أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «رجل ميت يمشي»، كما حصلت بالدور نفسه على جائزة نقابة ممثلي الشاشة في عام 1995 لأفضل ممثلة، وحصلت على جائزة الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون في عام 1995 لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الزبون».
برايت مارلينغ
ولدت عام ،1983 وهي ممثلة ومؤلفة أميركية، درست الاقتصاد بجامعة جورج تاون، كانت بدايتها الفنية في عام ،2004 عندما كتبت وشاركت في إخراج الفيلم الوثائقي «بوكسر اند باليرنز»، وشاركت بعدها بالتمثيل في أفلام عدة، كما كتبت السيناريو الخاص بفيلم «أرض أخرى».
نيت باركر
واحد من أبرز الممثلين المجتهدين، صنفته «فاريتي» أخيراً ضمن الـ10 ممثلين الجديرين بالمشاهدة لعام .2012 عرف بأدواره في فيلم دينزل واشنطن «المناظرون العظيمون»، و«الحياة السرية للنحل»، والفيلم الذي انتجه جورج لوكاس «الذيول الحمراء».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news