الفيلم يصوّر البشر أشراراً يتفوقون على الشخصيات الخيالية في الجرائم. أرشيفية

«فندق ترانسلفانيا».. «دراكــولا» يعود طيب القلب

فاجأ فيلم «فندق ترانسلفانيا»، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، مشاهديه بخطاب جديد يقدمه الفيلم الذي أخرجه جيندي تارتاكوفسكي، فـ«دراكولا» الشخصية المرتبطة بالرعب لا تساوي جرائمها شيئاً أمام جرائم البشر، ليس هذا فحسب، بل يظهر أيضاً «فرانكشتاين والمومياء» بقلوب فيها من الرحمة والسلام الكثير.

خطاب يراد منه توعية الطفل قبل البالغ، للتفريق بين الخيال والواقع، لأن الواقع أشد فتكاً ودموية، حسب رؤية «فندق ترانسلفانيا» الذي يأتي في إطار مغامرات تشويقية لا تخلو من الضحك والدعابة، إذ أكد مشاهدون أن الفيلم يحمل رسالة نبيلة، لذا ينبغي على الكبار أن يوضحوا ماهيته لأبنائهم، فلم يعد «دراكولا» مخيفاً كما السابق. بينما رأى مشاهدون آخرون أن هناك مبالغة في المقارنة بين هذه الشخصيات المرعبة وبين البشر، فيما ذهب فريق ثالث إلى أن ما يحدث حول العالم من تغييرات لن تسمح إلا بقول الحقيقة كما هي، فـ«فرانكشتاين» شخصية خيالية، لكن دكتاتوريات عربية في موقع الحكم شخصيات واقعية أثبتت دمويتها، معتبرين أن الشر في البشر وليس في الشخصيات المتخيلة، مانحين الفيلم علامة راوحت بين ست و10 درجات.

وقام بأداء الأصوات في الفيلم الكرتوني الثلاثي الأبعاد كل من آدم ساندلر وسيلينا جوميز وكيفن جيمس.

الحب في زمن الرعب

تدور أحداث الفيلم حول ابنة دراكولا (مفيس) التي تقع في غرام واين، ويحاول رداكولا أن يحقق أمنية ابنته الوحيدة في عيد ميلادها الـ(118) بأن يبارك هذا الحب، ويعي أن ابنته يجب أن تستقل عنه.

وقالت نور حاج قاسم (30 عاماً) من تونس التي اصطحبت ابنها فادي لمشاهدة الفيلم «إن الفيلم يعيد النظر في كيفية مشاهدتنا للأمور، فأنا بعد أن اطلعت على معلومات الفيلم قررت اصطحاب ابني الى فيلم لم تعد هذه الشخصيات تشكل رعباً، فالرعب الحقيقي هو الذي نعيشه اليوم في ظل بعض الأنظمة، كالسورية مثلاً، التي تفتك بشعوبها كل لحظة»، مانحة الفيلم 10 درجات.

في المقابل، قالت شيرين وهاب (38 عاماً) التي جاءت بصحبة ابنها محمد (13 عاما)، إن «الفيلم جميل، وفكرته جديدة، فالتركيز على الشر الحقيقي وليس الخيالي»، مانحة إياه ثماني درجات. وقال ابنها محمد إنه أحب الفيلم كثيراً، وتعاطف مع دراكولا الذي أثبت طيبة قلبه، مانحاً الفيلم 10 درجات.

وتساءل بيدر أيوب (44 عاما) الذي منح الفيلم ست درجات «هل يعقل أن نشوش تفكير الأطفال في هذا الزمن، ونخيفهم من الخارج الحقيقي، أم نجعلهم يكتشفون الشر من الخير لوحدهم؟فأنا أعتبر الفيلم خطراً على الأطفال».

الشر في البشر

قصة الفيلم وأحداثه لم تركز فقط على علاقة الحب، بل أرادت أن تحكي أن البشر هم الأشرار، وليست الشخصيات الخيالية التي لا تؤذي أحداً، إلا إذا هاجمها أو أزعجها مثل الحيوانات المفترسة ، وان هؤلاء الشبح أصبحوا اشراراً في نظر العالم، بسبب ظلم البشر لهم.

من جانبه، قال طارق بلبيس(26 عاماً): «يجب على الأطفال أن يعرفوا الحقيقة، فنحن في زمن سالت فيه دماء كثيرة، يجب أن يعرفوا أن مجرماً حقيقياً يعيش بيننا يفتك بالأطفال والنساء والرضع، هو أكثر شراً من دراكولا وفرانكشتاين»، رابطاً بين ذلك وما يحدث في سورية أيضاً. وأعطى الفيلم 10 درجات.

في المقابل، ذكر اياد البغدادي(30عاما): «يجب أن يشاهد الفيلم كل أطفال العالم، كي يعوا أن الشر في البشر، وكي يكونوا بوصلة مستقبل خال من العنف»، مانحا اياه 10 درجات.

أما (أم زاهر - 44 عاما) فاعترفت بأن «الفيلم أبكاني وأفرح ابني وابنتي.. نعم نحن نعيش واقعاً مخيفاً أكثر من رعب الشخصيات الخيالية، نحن نعيش الدم في سورية وفلسطين والعراق وغيرها من الأقطار العربية التي تموت وتجز أعناقها لأنها تريد أن تعيش بكرامة»، مانحة الفيلم 10 درجات.

أداء صوتي مميز

الفيلم يستمر في إظهار الخير في تلك الشخصيات الخيالية المرعبة، وكأن صناع العمل يريدون أن يتصالح الناس مع هذه الفكرة، ويمدون يد السلام لبعضهم بعضاً، لينتهي نهاية تستحق المشاهدة من قبل من لم ير الفيلم بعد. ولفت انتباه سعد الياسي (18 عاماً) أصوات شخصيات الفيلم «حيث اضافت قيمة فنية كبيرة للأداء الكرتوني، والصوت المحبب له جمهوره أيضاً»، مانحاً الفيلم سبع درجات.

من جهتها، قالت زينة النوخذة (20 عاماً): «أحببت صوت آدم ساندلر لأني أحبه ممثلاً، فالفيلم جميل جداً، وفيه الكثير من العبر». ورأت سمية عقاد (33 عاماً) أن المساحة الكوميدية في الفيلم لم تكن كبيرة مقارنة بأفلام الكرتون، باستثناء الاصوات التي أدت الشخصيات وردات فعلها على المشاهد. وقالت إن «الفيلم يستحق المشاهدة لأنه يحكي الواقع الذي نعيشه المملوء بالدم»، مانحة إياه 10 درجات.

حول الفيلم

- تصدر الفيلم إيرادات السينما الأميركية في الاسبوع الأول من عرضه، محققاً 43 مليون دولار.

- من إنتاج سوني بيكتشرز وتوزيع شركة كولومبيا بيكشرز.

- يتوقع النقاد أن تحصل الموسيقى في الفيلم، وهي لمارك مذرزبو، على جائزة عالمية.

- بلغت ميزانيته 85 مليون دولار.

- حصل الفيلم على نسبة 43٪ من استحسان النقاد في موقع «الطماطم الفاسدة».

كليك

انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات حول الفيلم، كان معظمها ساخراً، وتتمحور حول أن جرائم الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه هي السبب وراء وحي صانعي الفيلم.

عن قرب

قال صاحب الصوت الرئيس في الفيلم آدم ساندلر، إن الشخصية التي تعتبر شريرة بالنسبة له ومخيفة أكثر من دراكولا هي شخصية النازي هتلر، لما فعله مع أجداده من اليهود الألمان في الهولوكوست، لتقطع حديثه صحافية قائلة : «لكن هناك هولوكوست جديدة في بلد اسمه فلسطين»، فما كان من ساندلر إلا أن يجيب بأنه ضد أي نوع من الظلم في العالم.

أبطال الفيلم

كيفن جيمس

ولد كيفن جيمس عام ،1965 وهو ممثل كوميدي أميركي، اشتهر بدوره الرئيس في مسلسل «ملك كوينز»، وشارك مشاركات متواضعة في العديد من الأفلام مثل «هيتش والبالغون».

تخرج في جامعة كورتلاند، التي كان يمارس بها لعبته المفضلة كرة القدم بدور المدافع، تخصص في مجال الإدارة الرياضية، لكنه بعد الدراسة أدرك أنه لا يريد أن يستكمل حياته في الرياضة، ولذلك قرر الاتجاه الى المسرح، وقدم العديد من الأعمال المسرحية على مسرح المقاطعة، وكان معظمها أدواراً كوميدية.

آدم ساندلر

ولد آدم ساندلر عام 1966 في بروكلين، والدته مدرسة ووالده مهندس كهربائي، اضطر للانتقال معهما الى مانشستر لدواعي عمل والده، كانت بداية انطلاقته الفنية في أواخر الثمانينات من القرن الماضي في فيلم «جوينج اوفر بورد» عام ،1989 إذ ترك بصمته كممثل كوميدي خاص، تجاوزت معظم إيرادات الافلام التي شارك فيها 100 مليون دولار في أميركا ، ومن أكثر أفلامه الناجحة «ذه ووتر بوي» الذي انتج عام .1998 تزوج سانلدر بجاكلين ثامنتا، ولديهما ولد اسمه سادي.

سيلينا ماري غوميز

ولدت سيلينا ماري غوميز عام ،1992 وهي ممثلة ومغنية ومؤلفة أغانٍ أميركية، من أب مكسيكي الأصل وام إيطالية، أطلق والدها اسم سيلينا عليها لإعجابه بالمطربة المكسيكية سيلينا بيرز. انفصل والداها وهي في الخامسة من عمرها، وعاشت مع والدتها التي كانت تؤدي أدواراً مختلفة على المسرح، كان أول ظهور لسيلينا وهي في السابعة من العمر في مسلسل «بارني وأصدقائه»، الذي تعتبره البوابة التي تعلمت فيها كل شيء، بداية من الجرأة في الوقوف أمام الكاميرا، وانتهاء بالقدرة على التمثيل، فدخلت بعد بارني عالم التمثيل، خصوصاً في أفلام ومسلسلات الأطفال.

الأكثر مشاركة