«سكاي فول».. جيمس بوند أيضاً يضعف وييأس
يجسد دانيال كريج للمرة الثالثة دور جيمس بوند، ليلعب في «سكاي فول» (السقوط من السماء) دور «العميل 007» بصورة أشد إنسانية وضعفا، إذ يشعر باليأس أمام شرير «لم يسبق له مثيل» في السلسلة، هو خافيير بارديم.
مرة أخرى يقبل الممثل الإسباني بارديم بتجسيد شخصية مخيفة، هي (سيلفا)، حيث يمنحه (كما فعل في لا وطن للعجائز) شعراً أشقر يخلق إحساساً بعدم الراحة تجاه من ينظر إليه فحسب. ذلك كان تحديداً ما يريده المخرج حسبما يؤكد بارديم، مضيفاً «هذا الشرير ثمرة أشياء كثيرة، وليس نتاجاً لي».
وعقد المنتجان باربرا بروكولي ومايكل ويلسون والمخرج سام مينديز و«فتاة بوند» الجديدة ناعومي هاريس، إلى جانب بطلي الفيلم بارديم وكريج، أول من أمس، مؤتمراً صحافياً في مدريد لتقديم الفيلم الذي وصلت كلفته إلى أكثر من 200 مليون دولار، ويعرض في إسبانيا اعتباراً من اليوم.
ويشير بارديم «لكن ما كنت أشعر به كل يوم هو أننا كنا نصنع فيلماً ذا ميزانية محدودة، لأننا كنا نقوم بكل المشاهد، كل الحوارات، كل الشخصيات بحرية غير عادية».
وأظهر الممثلان خلال المؤتمر الصحافي أن الكيمياء التي جمعتهما على الشاشة الكبيرة، حقيقية وناتجة عن تقدير متبادل.
وقال كريج إن «بارديم واحد من أفضل الممثلين الذين أعرفهم، لكنه أيضاً سيد نبيل حقيقي»، وهو ما رد عليه شرير العمل مازحاً بأن الحصول على تلك الإطراءات كلفه «الكثير من لحم الخنزير الإسباني».
وأضاف بارديم «بعد 25 عاماً من العمل، ما يتذكره المرء عندما ينتهي من مشروع هو الأجواء الإنسانية، وذلك كان أحد الأعمال المبهجة على المستويين الإنساني والمهني».
الأمر المؤكد هو أن «سكاي فول» يتمتع بكل المقومات المطلوبة في مغامرات «العميل 007»، بمطاردات تحبس الأنفاس، بما في ذلك بين دراجات نارية تقفز فوق الأسقف، وقصص حب محتومة، وشرير يحاول تدمير العالم، ولابد من إيقافه، واعتراف للمرة الأولى بالجانب الضعيف لدى عميل المخابرات البريطانية.
ويوضح مينديز «عندما بدأنا العمل في سيناريو (سكاي فول) لجأنا إلى الكتب الأولى ليان فليمنـج (مبتكر الشخصية)، وحينها كان من الصعب تناول الأماكن الأكثر غموضاً في نفسيـة بوند، لكن العميل الموجود اليوم لديه مشكلات شخصية، إنه محبط من حياته، يعرف أنه قاتل، لكنه لا يعرف القيام بشيء آخر في الحياة ويشرب كثيراً».
ويتذكر كريج، الذي يعترف بضعفه أمام أفلام «العميل 007» التي مثلها شون كونري، كما يعلن عن عشقه لأفلام مينديز، أن أول فيلم يشاهده من السلسلة الشهيرة كان «عش ودعهم يموتون» (1973)، لكن قد يكون «على الأرجح» فيلماه المفضلان منها هما «أصبع الذهب» (1964) و«من روسيا مع الحب» (1963)، على الرغم من أن الجميع حاولوا إضافة لمسات خاصة لهم إلى الشخصية، لكن «شريره» المفضل هو بارديم.
وفي ما يتعلق بالأشرار، يقول بارديم إنهم «من ينقذون المصارف بدلاً مـن الأشخاص، ومن لا يفكرون بحق في ما يمكن أن يعنيه طرد من المسكن».
ولم يجب المنتجان عن سؤال حول احتمالية إنقاذ بارديم من أجل مشروعات مستقبلية، كما لم يؤكدا أو ينفيا أن سام مينديز، الحائز جائزة أوسكار ومخرج «الجمال الأميركي»، أو «الطريق الثوري»، سيعود لإخراج أعمال مقبلة من السلسلة، بعد أن وقع كريج عقد فيلمين مقبلين.
ويعترف الممثل البريطاني بأنه ينتبه بمرور الوقت إلى أن المجهود البدني «الذي هو أسوأ ما في هذا العمل»، منذ «كوانتوم أوف سولاس»، إلى «سكاي فول»، قد بدأ يدفع ثمنه، وإن كان يتحدى «لكنني دائما ما أبذل قصارى جهدي».
ويقدم كريج في «سكاي فول» جيمس بوند عصيا على النسيان، بالنظر إلى أنه لم يعد خارقاً، ويخطئ عندما يطلق النار، ويعاني تبعات جسدية خطيرة من مهمته السابقة التي فشل فيها، وتطلب منه «إم» (جودي دينش) أن يستحم.
وعلى مدار 50 عاماً منذ العرض الأول لباكورة السلسلة فيلم «دكتور نو»، اجتذب بوند أو تم إغواؤه من قبل أكثر من 40 امرأة، كثير منهن كن يردن قتله، إلا أن فتاته في «سكاي فول» متحضرة وحقيقية، لكن مع الحفاظ على عناصر كلاسيكية مثل الجاذبية والغموض والقدرة على خداعه، على حد قول هاريس.