دبي السينمائي.. رحلة الـ 158 فيــــــــلماً تبدأ بـ «حيـاة باي»
افتتحت في مدينة جميرا بدبي، مساء أمس، بحضور سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، بحضور عدد كبير من نجوم السينما العالمية والعربية والخليجية، الذين توافدوا على سجادة المهرجان الحمراء بداية من السادسة مساء وحتى قبيل بداية مراسم الحفل الذي شهد أيضاً تكريم الشخصيتين الفائزتين بجائزة «إنجاز العمر» الفنان المصري محمود عبدالعزيز، والمخرج البريطاني مايكل أبتد.
وامتد احتفال الليلة الافتتاحية للمهرجان كعادته لوقت مبكر من صباح ليلته الثانية، لاسيما أن الفيلم الذي تم اختياره لافتتاح عروض المهرجان، وهو «حياة باي» للمخرج «آنج لي» الحائز جائزة الأوسكار، وعن رواية الكاتب الكبير «يان مارتيل»، يتجاوز زمن عرضه الساعتين، قبل أن يتوجه الضيوف من قاعة مسرح أرينا، إلى مينا السلام لبداية حفل، يعني ختامه أن رواد المهرجان بالفعل أضحوا بين عشية وضحاها في سياق ليلته الثانية. وكعادة لياليه الافتتاحية اكتظ على جانبي سجادته الحمراء العشرات من المصورين التابعين لوسائل الإعلام ووكالات الأنباء والفضائيات المختلفة لالتقاط الصور في أجواء صاخبة، يرصد من يتابعها أحاديث بلغات متعددة تعكس ميزة تعدد الثقافات التي يصهرها هذا المهرجان سنوياً وفق لغة واحدة هنا، هي لغة الفن السابع.
«الحكاية حكاية جسر لثقافات العالم، وليست مجرد سجادة حمراء يتوافد عليها نجوم»، تصريح لرئيس مهرجان دبي السينمائي، عبدالحميد جمعة، سعى من خلاله إلى عكس جانب جوهري في الليلة الافتتاحية لمهرجان دبي السينمائي الدولي، الذي تمتد فعاليات دورته التاسعة على مدار ثمانية أيام تختتم في 16 من ديسمبر الجاري.
واشار جمعة إلى أنه يأمل في أن تأتي الدورة الحالية بمثابة نقلة نوعية في مسيرة المهرجان الذي يقترب من إتمام عقده الأول، مضيفاً «أعتقد أن المهرجان خلال دوراته الماضية استطاع أن يحقق الكثير من الطموحات سواء للمخرجين الشباب أو صناع الأفلام والمنتجين، لكن في المقابل لايزال لدينا الكثير من الطموحات التي نسعى إلى تحقيقها، خصوصاً في ما يتعلق بصناعة الأفلام الإماراتية والخليجية».
وفي الوقت الذي يوجد فيه أبطال «حياة باي» الفنانون سوراج شارما، وعادل حسين، وشارافانتي سينات نهارا، في ردهات فندق القصر، خصوصاً من أجل التقاط الصور، فإن الثلاثي نفسه تقدم المارين مساء على سجادة المهرجان الحمراء، التي بدت شديدة التنظيم، على الرغم من زحام النجوم ووصولهم المتوالي إليها.
ومن ضمن نجوم السينما العالمية التي حرصت على الوجود في ليلة المهرجان الافتتاحية الممثلة كيت بلانشيت؛ الحائزة جائزة الأوسكار، ورئيسة لجنة تحكيم جائزة IWC للمخرجين الخليجيين، وفريدة بينتو، والمخرج البريطاني القدير مايكل أبتيد.
وعلى الصعيد العربي كان حضور رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الذي اختتم قبل أيام قليلة في القاهرة، بمثابة رسالة عملية لمدى وجود تنسيق وتفاهم بين المهرجانين العربيين، على الرغم من حضور التنافس بينهما، كما حضر أيضاً إلى جانب الفنان المصري محمود عبدالعزيز، صاحب جائزة «انجازات العمر» كل من نيللي، شيرين، أمير كرارة، كارولين خليل، غادة عادل، مجدي الهواري، بوسي شلبي، هاني رمزي، حسن حسني، خالد النبوي، محمد سعد، نرمين الفقي، صلاح السعدني، شيرين عادل، وكذلك رمزي لينر، ومحمد فرج، والمخرج خيري بشارة، والمخرج الصاعد إبراهيم البطوط. وعربياً أيضاً يحضر النجم اللبناني وليد توفيق، والنجم السوري سامر إسماعيل، والممثل الليبي إسماعيل العجيلي.
النجوم الإماراتيون والخليجيون كانوا ذوي حضور بارز ايضاً على سجادة المهرجان الحمراء، ومنهم ريم ارحمة، جابر نغموش، حبيب غلوم، هيفاء حسين، منصور الفيلي، فيما كان الكويتيون بشكل خاص الأوفر عدداً على الصعيد الخليجي، حيث لبى دعوة المهرجان عدد كبير من الفنانين الكويتيين، مثل هيا عبدالسلام، محمود بوشهري، فاطمة الصفي، بسام عبدالأمير، حمد العُماني، إبراهيم الحربي، عبدالله بوشهري، فؤاد علي، شيماء علي، أصيل عمران، عبدالعزيز جاسم.
وحول فيلم الافتتاح وسبب اختياره من سائر أفلام المهرجان المشاركة، لفت جمعة إلى أن «حياة باي» يتلاقى في جانب منه مع رسالة جوهرية من رسائل دبي السينمائي، وهي التواصل، حتى بين أبناء الثقافات المختلفة، والإصرار دائماً على إقامة جسور، بدلاً من صناعة الفجوات، مضيفاً «الفيلم يحمل قيمة إنسانية عالية»، واعداً أيضاً بأن يلمس رواد المهرجان انسجاماً بين تقاليد الليالي الختامية، وفيلم الختام.
يذكر أن عدد أفلام المهرجان الذي كان قد تم الإعلان أنه يضم 161 فيلماً، قد تقلص بعد قرار إدارة المهرجان باستبعاد ثلاثة أفلام سورية، مشيرة في بيان مقتضب إلى أن عدم اتساق الموقف الذي تتبناه لجهة محتواها ومضمونها مع الموقف الذي سبق أن أعلنه القائمون على صناعتها على صعيد الرؤية للأحداث السياسية التي تمر بها سورية الآن.
وخلافاً لنجوم السجادة الحمراء في الليلة الافتتاحية، فقد كشفت إدارة المهرجان أن الممثل العالمي صاحب جائزة الأوسكار، كولين فيرث، وزوجته ليفيا، رائدة صناعة الأزياء العالمية، فضلاً عن العديد من نجوم السينما العالمية والعربية والخليجية، سيتوافدون على مدار ليالي المهرجان، حيث أكد جمعة أن «(دبي السينمائي) يتجاوز فكرة اختزال المهرجانات السينمائية في حفلي الافتتاح والختام، ليبقى مهرجاناً ممتداً بشكل حقيقي على مدار أيامه الثمانية».