جوائز «المُهر» تغازل نجوماً وصـــنّاع أفلام
تحتفي منصة مهرجان دبي السينمائي الدولي، الليلة، بالفائزين بجوائز «المهر» في فئات المهرجان المختلفة، والتي تتنافس عليها مجموعة كبيرة من الأفلام والنجوم الذين أضاءوا أيام المهرجان الثمانية.
وحسب صناع أفلام ونقاد مشاركين في «دبي السينمائي»، الذي يسدل الستار على دورته التاسعة اليوم، يصعب التوقع بمن سيحظون بجوائز المهرجان و«اصطياد المهر»، إذ يرفض نقاد ربما لأسباب ترتبط بألا تعكس آراؤهم ضغوطاً على زملائهم في لجان التحكيم المختلفة، الإشارة لأعمال بعينها على أنها الأقرب لجوائز المهرجان، وهو ما يؤكده الناقد المصري عصام زكريا، مضيفاً «هناك صعوبة كبيرة تصادفها لجان التحكيم في معظم المهرجانات الدولية، التي تشهد إقبالاً كثيفاً على المشاركة بها، لكن تلك الصعوبة من دون شك تتفاقم حينما ترتفع السوية الفنية لمعظم الأفلام المشاركة بحيث تبدو منح الدرجات التحكيمية مهمة شديدة الدقة بين الأفلام المتنافسة، وهو أمر ينطبق على معظم جوائز مهرجان دبي السينمائي»، وهو الاتجاه ذاته الذي يفضله المخرج المخضرم محمد خان، والناقد السينمائي اللبناني محمد حجازي.
تفاؤل
«ليلة واحدة» تحت عنوان «ليلة واحدة تغير حياة كثيرين»، حظي حفل أوكسفام ودبي العطاء الخيري الذي أقيم في فندق أرماني تحت مظلة المهرجان بحضور عدد كبير من نجوم الفن السابع، قبيل 48 ساعة فقط من اختتام المهرجان. وجمع المزاد الخيري الذي تخلل الحفل أكثر من 500 ألف دولار، بحضور عشرات من النجوم منهم الممثل العالمي كولين فيرث، الحائز جائزة الأوسكار وزوجته سيدة الأعمال ليفيا فيرث، وكريستين ديفيز وروني مارا وفريدا بنتو، وغيرهم من الممثلين العرب والخليجيين، منهم عبدالعزيز الجاسم وصلاح الملا وعمرو واكد ومحمود عبدالعزيز وخالد النبوي وأحمد راتب وغيرهم. وشملت موجودات المزاد فستاناً قامت بتصميمه دار فالنتينو للأزياء صديقاً للبيئة، على حد وصف الجهة المنظمة، وارتدته ليفيا فيرث، خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار الأخيرة. واستخدم في إعداد الفستان، المصنوع يدوياً بصورة خاصة تتماشى مع مبادرة بعنوان «تحدي السجادة الخضراء»، حيث تم إعداد الفستان من ألياف البوليستر المعاد تدويرها من العبوات البلاستيكية. أمطار أجبرت الأمطار التي فاجأت حضور حفل أوكسفام ودبي للعطاء الخيري مساء أول من أمس النجوم على الاحتماء في جنبات القاعة المكشوفة في فندق أرماني ببرج خليفة، وعجلت بإنهاء مراسم السجادة الحمراء سريعاً، وبدت النجمات خصوصاً قلقات من أن تتأثر تسريحات شعرهن بزخات المطر، رغم أنها كانت خفيفة للغاية. الثلاثي المصري رجاء الجداوي ونرمين الفقي وشيرين، أتين مبكرات جداً، وجرى حديث بينهن عن ما إذا كان من الأفضل أن يتأخرن قليلاً حسب ما رأت الجداوي، فيما سارعت المذيعة بوسي شلبي مع زوجها محمود عبدالعزيز أثناء المرور على السجادة الحمراء، للوصول سريعـا إلى جانب آمن من المطـر. |
في المقابل، يبقى المشاركون، خصوصاً الشباب، أكثر تفاؤلاً حول مساء «الجوائز»، فبعد أن حصلت على إحدى الجوائز التقديرية العام الماضي، تأمل المخرجة أمل العقروبي في الذهاب بعيداً هذا العام من خـلال فيـلم «نصـف إماراتي»، مضيفة رغم أن مجرد القبول ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان يبقى بمثابة إشادة مهمة بجودة الفيلم، فإن للجائزة حينما تمنح من مهرجان دولي بقامة دبي السينمائي حتماً مذاقا خاصا، وهو ما أطمح إلى تذوقه هذا العام.
الفكرة نفسها يؤكدها مخرج يشارك للمرة الأولى في «دبي السينمائي»، ويمتلك مشاركة وحيدة في نظيره «الخليج السينمائي»، وهو منصور الظاهري، صاحب فيلم «سراب دوت نت»، الذي قال «أشارك بفيلم ضمن ستة أفلام فقط تعرض عالمياً للمرة الأولى، ضمن المسابقة التي تضم أصلاً 10 أفلام انتقتها بعناية لجنة الاختيار من بين عشرات الأعمال المقدمة، والأصداء النقدية والجماهيرية يمكن أن تكون مؤشراً صادقاً إلى اقتراب العمل بالفعل من منصة التتويج في الليلة الختامية».
مفاجآت
على الرغم من أنها تشارك للمرة الأولى في المهرجان بفيلم هو الأول لها أيضاً، فإن المخرجة العراقية الكردية ليلى البياتي تأمل أن تجد فيلمها «برلين تلغرام» على منصة التتويج، مشيرة إلى أن العمل قدم في 20 مهرجاناً دوليا، ويحمل تيمات إخراجية غير تقليدية، لاسيما في ما يتعلق بإسقاط رؤى فلسفية ووجودية على محتوى رومانسي، مستدركة «أعتقد أنه في حال حظي الفيلم بقراءة عميقة ومتأنية، فمن الممكن أن يتم الالتفات إلى جمالياته بشكل عملي في ختام المهرجان».
ورغم تحفظها على عبارة «ابن الوز عوام»، تؤكد المخرجة المصرية الشابة نادين خان، ابنة المخرج المعروف محمد خان أنها لا تستبعد أي مفاجآت سارة بأن تكون على منصة التتويج اليوم، رغم أن «هرج ومرج» هو فيلمها الروائي الأول، مستدركة «في المقام الأول أنا سعيدة لوجودي هنا، في هذا المحفل السينمائي، وأياً كانت النتيجة التي تقررها لجنة التحكيم، فإنني أعد نفسي فائزة بوجودي ضمن المسابقة الرسمية لمهر الأفلام العربية الطويلة، بعد أن أنجزت سابقا أربعة أفلام جميعها قصيرة».
من جهته، ينظر المخرج المغربي حكيم بلعباس إلى أمر الجوائز بشكل مختلف، رغم أن أحد أفلامه وهو «شي غادي شي جاي»، فاز بجائزة أفضل سيناريو في مهر الأفلام العربية العام الماضي، ويرى بلعباس أن منصة دبي السينمائي أتاحت له فرصة مهمة لعرض رؤية إخراجية مبتكرة، يمتزج فيها التمثيل بالحقيقة، عبر فيلمه المشارك «محاولة فاشلة للتعريف بالحب»، مضيفاً «أرجو ألا أكون غريباً حينما أؤكد أنني أطمح إلى الفوز بجائزة مهمة ليلة الختام، لكنني غير منشغل بما إذا كان المطمح سيتحقق أم لا، كما أنني لن أنزعج بالضرورة في حال عدم تحقق ذلك».
المسلم: 10 ملايين دولار لإنتاج 3 أفلام خليجية
يختتم «دبي السينمائي» دورته التاسعة الليلة بحفل تسليم الدروع وشهادات التقدير في مسرح أرينا بمدينة جميرا، قبل أن يتوجه الجميع إلى حفل ساهر يستضيفه منتجع باب الشمس الصحراوي.
وقبيل الحفل الختامي تواصل حضور النجوم إلى مقر استضافة ضيوف المهرجان، خصوصاً فندق القصر، إذ وصل مساء أمس عدد من نجوم الدراما الخليجية ومنهم الفنان عبدالعزيز المسلم الذي كشف لـ«الإمارات اليوم» عن استثماره 10 ملايين دولار لإنتاج ثلاثة أفلام خليجية مختلفة.
المسلم الذي أكد أن قراره ليس تاثراً بأجواء المهرجانات السينمائية عموماً ودبي السينمائي خصوصأ، قال إنه على يقين بمساندة المؤسسات الخليجية، فضلاً عن وعي الجمهور وذائقته التي باتت تنحاز لدراما سينمائية واقعية تحتفي بالرؤى الشبابية، وتستفيد في الوقت نفسه من نجوم باتوا بأمس الحاجة إلى تجاوز الشاشة الصغيرة، إلى شاشة سينمائية أرحب، لايزال الناتج لها خليجياً دون ما تتيحه الإمكانات.
محمد خان و«هرج ومرج»
كشف المخرج المصري محمد خان أنه لم يشاهد فيلم ابنته نادين خان، المشارك في مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة «هرج ومرج» مكتملاً إلا خلال عرضه في مهرجان دبي السينمائي منذ أيام قليلة.
وأضاف خان «لنادين شخصيتها الفنية المستقلة، ورغم أنني من الممكن أن أكون سبباً لدخولها عالم الإخراج إلا أنها تمتلك أدواتها ورؤاها الخاصة بها، ولا يمكن لمخرج جيد أن يدور في فلك مخرج آخر، بغض النظر عن طبيعة ارتباطه به سواء كان أستاذه أو ملهمه، أو حتى أباه».
وأشار خان إلى أنه أتى خصوصاً لهذه الدورة من أجل متابعة أحدث إبداعات صديقه المخرج خيري بشارة، مضيفاً «حينما يعود بشارة بعد سنوات طويلة علينا بكل تأكيد أن نتابع جديده الذي يختزل عبره قطعاً سنوات الغياب».
عمرو واكد.. شاعري
في الوقت الذي كان يهم فيه بعض حضور حفل أوكسفام الخيري، الذي استضافه فندق أرماني، مساء أول من أمس بالانصراف، سمعوا حديثاً شاعرياً لمتحدث في المنصة الرسمية، فتبينوا أنه عمرو واكد، الذي كان يتحدث عن ضرورة الالتفات للمهمشين والمعوزين في كل منطقة بالعالم، بغض النظر عن أي حواجز أو قيود، مستعيداً تغير نظرته إلى العالم من الإحباط إلى التفاؤل، بعدما أضحى شديد الارتباط بمنظمات العمل الخيري والإنساني.
من جهة أخرى، صرح واكد لـ«الإمارات اليوم» عن قناعته بأن دور الفنان الجوهري ليس في العمل الخيري فقط، بل في كل ما يخص مجتمعه، مشيراً إلى أنه موجود الآن في دبي، لكن قلبه معلق بكل تطورات الأوضاع على الساحة السياسية في بلده مصر.
حضور كردي
باتت ظاهرة مشاركة مخرجين أكراد في مسابقة المهر العربي لافتة، بشكل كبير في مختلف فروع مسابقاتها، والأكثرية مخرجات ولدن وعشن في بلاد المهجر خصوصاً فرنسا وأميركا.
من هؤلاء المخرجات ليلى البياتي مخرجة فيلم «برلين تلغرام»، وشقيقتها التي مثلت الدور الرئيس في الفيلم هناء، وفي حين أن المخرجة لا تستطيع الحديث باللغة العربية، فإن إقامة شقيقتها سنوات خمساً في القاهرة، جعلتها تتمكن من التواصل مع ممثلي وسائل الإعلام العربية بلغة الضاد، لكن بشرط الحديث بمفردات بسيطة، وجمل غير معقدة التركيب.
هذا الأمر انطبق أيضاً على مخرجة عراقية كردية، عرفت نفسها بأنها أميركية الجنسية هي نادين شهاب مخرجة فيلم «حديقة الأمل»، مشيرة إلى أنها عرفت دبي السينمائي من خلال بحثها عن مهرجان تشارك فيه بفيلمها عبر الانترنت.
وأشارت شهاب التي تنتمي إلى أم من كركوك وأب يمني، إلى أنها لم تزر كركوك سوى خمسة أيام فقط لتصوير الفيلم، مشيرة إلى أن أمها التي تهوى الفن التشكيلي كانت تساعدها في ذلك، وتخلصها من مطاردات الشرطة هناك التي كانت تعيق اتمام عملية التصوير بحجة عدم وجود تصريح.