«على مد البصـر».. خيارات الحيــاة مطروحة
على الإنسان أن يتحمل تبعات خياراته مهما كانت.. رسالة يود المخرج الأردني الفلسطيني أصيل منصور، في فيلمه الروائي الأول «على مد البصر»، ايصالها الى المشاهد، ضمن قصة لا تخلو من المغامرة والتشويق والبعد عن العيش في دور الضحية، وهي عوامل توضع للمرة الأولى في فيلم سينمائي أردني.
على «مد البصر» الذي عرض ضمن مسابقة المهر في مهرجان دبي السينمائي الذي اختتمت فعالياته أخيراً، وأدى دور البطولة فيه كل من خالد الغويري ونادية عودة، تكمن أهميته في خلق شعور الترقب، ومحاولة لربط التفاصيل المتداخلة مع بعضها بعضا، كي تصل الى نهاية على الأغلب لم تكن متوقعة لكثيرين، وتجاوز أخطاء من البديهي أن يقع فيها مخرجون في تجربتهم الأولى لصناعة فيلم طويل.
بداية
يبدأ الفيلم مع (ليلى) التي تقود سيارتها متجهة الى منطقة شبه معزولة، تصل الى منزلها الفخم الساكن من كل شيء، سوى صوت معاتبة من ليلى عبر الهاتف الى زوجها الذي لم ينتظرها كي تودعه قبل سفره، وهي العروس الجديدة، فجأة ينطلق صوت انذار السيارة، تخرج ليلى الى الشرفة لتجد لصين أحدهما هرب بالسيارة، والآخر ظل ساكناً (سامي) اذ وجد نفسه أمام سيدة تحمل مسدساً وتصوّبه نحوه، لكن يبدو على معالمها ضعفاً، رغم إصرارها على استعادة سيارتـها.
تبدأ المواجهة بين ليلى وسامي تأخذ مجرى آخر، في كل هذا الهدوء، كي تتفجر كل الحكايات التي أدت الى ايصالهما الى هذه النقطة تحديداً، نقطة البوح غير المتفق عليه، بين امرأة عشرينية متزوجة حديثاً زواجاً عقلانياً، على الرغم من وجود علاقة حب في حياتها عاشت كل تفاصيلها في الجامعة، لكنها حيّدت قلبها مقابل عقلها، وبين لص دفعته ظروف موت ابنه وضرورة اخراجه من المستشفى ودفنه، التي تتطلب أموالاً لا يملكها، إلى السرقة. هكذا تبدو قصته، يبدآ بالحديث معاً، تحكي له ويحكي لها، عبر مشاهد اعتمدت على عناصر الفلاش باك والتنقل بين الفترات الزمنية المتباينة، يقنعها بعد مهاتفتها لزوجها ان صوت رنة هاتفه داخلية، ولا تنم على أنه خارج البلاد، زوجها الذي اكتفى بقوله «سأشتري لك سيارة جديدة لا تقلقي» لكنها تريد سيارتها، ليس تمسكا بها بل لما تركته داخلها، يصل ليلى وسامي الى نقطـة اتفاق بعد كم كبير مـن الحكايات، كل يحاول تبرير تصرفه الذي أدى الى قرار فيه خيارات عدة، هنا تبدأ مشاعر التعاطف تختفي، بالفعل لكل واحد منهم خيار، فهي كان بمقدورها، خصوصاً بعد تشجيـع والدتها على عدم التسرع، وأن تظل مع حبيبها الذي لم يفارق تفكيرها، وهو كان بمقدوره انقاذ ابنه من الموت لو أنه لم يستجب لمديره في «ورشة تصليح السيارات» بالبقاء مقابل 100 دينار اذا انهى عملاً مستعجلاً، هكذا يصلان الى نقطة اتفاق، أن يعيد لها سيارتها، وتعطيه ما يكفي لدفن ابنه.
لمشاهدة تفاصيل أوفر عن الموضوع يرجي، الضغط علي هذا الرابط.