«على جثتي».. فكرة «هوليووديـــة» مكررة
هل هي فكرة مكررة؟ هل الأداء فيه لم يتعد النمطية؟ هل التقليد الكامل لمشاهد هوليوودية حاضر؟ أسئلة فرضت نفسها بعد تجهم واضح على وجوه معجبي أحمد حلمي، بطل فيلم «على جثتي»، المعروض حالياً في دور السينما المحلية، والذي لم يكن موفقاً هذه المرة على حد تعبير مشاهدين، خصوصاً بعدما وجدوا الشماعة التي يعلقون عليها هذا التراجع، التي تكمن في أن الفيلم يعد التجربة السينمائية الأولى للمخرج محمد بكير، فحصل على علامة راوحت بين أربع وسبع درجات، رفقاً بـ«حلمي» الذي شاركته البطولة غادة عادل وإدوارد وحسن حسني. تدور الأحداث حول «رؤوف» مهندس الديكور الناجح المقتدر مادياً، لديه زوجة وطفل، وخلف كل هذه المظاهر يوجد ديكتاتور في داخله؛ فهو سيئ الطباع مع كل فرد يعيش في قصره، تحدث معه مفارقات لها علاقة بطريق بين الحياة والموت.
بداية مكررة
كليك يبدو أن حالة من الإحباط تسيطر على الفنان أحمد حلمي بعد فشل فيلمه الجديد «على جثتي» في نيل إعجاب الجمهور. حلمي نفسه قال عبر حسابه الشخصي بموقع «تويتر»، إنه راضٍ عن فيلمه الجديد بنسبه 30٪ في فقط، ما شجع متابعيه في التعليق على الفيلم بطريقتهم، حيث قال له أحد متابعيه «يا حلمي، نريد أفكارنا وليس أفكار الغرب»، ليرد عليه حلمي قائلاً «حاضر.. آخر مرة إن شاء الله».
|
يبدأ الفيلم كمعظم أعمال حلمي الفائتة، مثل فيلم «ألف مبروك»، بمقدمة تعرف المشاهد بشخصيات الفيلم، هم نائمون ويتعرف المشاهد الى أسمائهم، وما الذي يفعلونه في حياتهم، بطريقة قد تبعث على الملل قليلاً، تلحقها مشاهد سريعة تعرّف بشخصية «رؤوف».
منير السيد، (26 عاماً)، طالب حلمي بأن يتبرأ من الفيلم الذي لم يقدمه على حقيقته بسبب فشل المخرج، على حد تعبيره، مضيفاً أن «الفيلم لا يرتقي لمستويات أفلام سابقة لحلمي»، مانحاً إياه أربع درجات.
في المقابل، كانت عبير سمير (39 عاماً)، أشد غضباً، وطالبت حلمي بأن يقاضي المخرج الذي لم يستطع تقديمه بالشكل المطلوب، مؤكدة أن «فكرة الفيلم رغم أنها مكررة ومستنسخة من أفلام أجنبية، فإنه كان من الممكن أن تكون أجمل بكثير مما رأيناه»، مانحة إياه ست درجات «لأجل حلمي».
بدوره، قال جمال ديك، (16 عاما)، «أحببت الفيلم لكنني شعرت بأنه يشبه فيلم (ألف مبروك)».
يستيقظ رؤوف ليلاً على صوت إطلاق رصاصة، فيجد كلبه ينزف، فيحمله ويركب سيارته باحثاً عن طبيب الى أن نصل إلى مشهد سقوط سيارة البطل في النيل، لنجده راقداً على فراش في غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات مصاباً بغيبوبة. وتصر هالة سعادة، (29 عاماً)، على أن «حلمي سيعترف قريباً بأن الفشل بسبب المخرج وكاتب السيناريو»، مانحة إياه أربع درجات.
حسني ملح الفيلم
هناك الكثير من المشاهد التي تحمل إسقاطات سياسية مباشرة هذه المرة، وتظهر جلياً في شخصية «المستشار نوح» الذي أدى دوره بتميز الفنان حسن حسني، يظهر في حياة رؤوف في غيبوبته ويتجولان معاً، إذ لا وجود للقانون في هذه الجولات ولا المحاسبة. ألا
ظهور حسن حسني بشخصية نوح حسب حسن إبراهيم، (31 عاما)، «أعطى نكهة جميلة وخفيفة الظل، وهي الكيمياء الوحيدة التي لمستها، والتي تناسب حلمي بطل الفيلم»، مانحاً الفيلم سبع درجات.
في المقابل، قال خلف العدواني، (24 عاما)، «لم أشعر بالفيلم ولا بفكرته، فقد كان مكررا ومستنسخا من أفلام عدة»، مانحاً الفيلم أربع درجات.
وأبدى طارق ديب، (37 عاماً)، اعجابه بحسن حسني «هذا الفنان الذي اقترب من الـ70 من العمر، مازال يقدم أجمل ما فيه بإبداع يدرس في أهم جامعات الفن والتمثيل»، مؤكداً أن «حلمي أخفق في الفيلم، لأنه قبل المجازفة مع مخرج مسلسلات»، مانحاً الفيلم خمس درجات.
وقالت ميسون زعل، (30 عاماً)، «الفيلم جيد لكنه ليس رائعاً، وأحببت العلاقة التي جمعت حلمي وحسني، فكوميديتهما متناسقة جداً»، مانحة الفيلم سبع درجات.
الديكتاتور لا يتغير
حدث الفيلم المستند إلى الخيال وليس الواقع يكمن في قدرة رؤوف على مشاهدة كل شيء من دون أن يراه أحد، وتالياً يعرف كل ما يدور في خلدهم وما يقولونه من ورائه، فيعلم كم هو منبوذ وقاس وبلا ضمير، وبوجود «نوح» الذي ينبهه إلى كل الاخطاء التي ارتكبها بحق أقرب الناس اليه، بداية من تسلطه في طريقة أزياء زوجته وقصة شعرها، مروراً بمعاملته القاسية لابنه، وليس انتهاء بالخدم والموظفين، تستمر الأحداث الى الوصول الى نهاية متوقعة، فالديكتاتور يظل ديكتاتوراً حتى لو منح فرصة ثانية.
فكرة الفيلم بالنسبة لهيثم سامرائي، (40 عاماً)، «جيدة ومهمة، لكنها لم توظف جيداً»، مانحاً إياه خمس درجات.
أما شيرين طنوس، (31 عاماً)، فقالت «حلمي لم يكن إلا هو بعمقه وثقافته وكوميديته المدروسة والخاصة، لكن الفريق خذله قليلاً»، مانحة إياه سبع درجات.
حول الفيلم
«على جثتي» هو التجربة الإخراجية السينمائية الأولى للمخرج محمد بكير.
حقق إيرادات أربعة ملايين جنيه منذ طرحه بدور العرض السينمائي في مصر، كما حقق في أول يوم عرض مليون جنيه قبل أن يحقق الملايين الثلاثة الأخرى خلال الأيام التالية. تم تسريب نسخة من الفيلم بجودة عالية على موقع «يوتيوب».
عن قرب
جدد تسريب فيلم «على جثتي» للفنان أحمد حلمي، بعد مرور 24 ساعة فقط على طرحه بدور السينما، مخاوف السينمائيين من التعرض لخسائر فادحة جراء تعرض الأفلام للقرصنة المتتالية، ما يؤثر في حجم الإيرادات على نحو كبير. وبعد ساعات قليلة من بداية عرض الفيلم تم تسريب نسخة منه، وصفت بالجيدة، عبر تداول روابط تحميل الفيلم على «يوتيوب» والمنتديات، وأثارت الواقعة غضباً واسعاً في أوساط السينمائيين، خصوصاً أسرة الفيلم التي سارعت إلى التواصل مع موقع «يوتيوب» لحذف النسخة، كما طلبت مساعدة وزارة الاتصالات لحذف النسخ المسروقة من على المنتديات والمواقع، وهددت الشركة المنتجة برفع دعاوى قضائية ضد كل من يعرض الفيلم بشكل غير قانوني.
المخرج
من مواليد القاهرة، بدأ حياته الفنية بإخراج الفيديوهات المصورة لأغاني العديد من المطربين، فتعامل مع المطرب الشاب وليد سمارة في أغنية «أنساك»، ونجمة «ستار أكاديمي» مروى نصر في أغنيتي «الله يسامحني» و«حبيت الدنيا».
ويستعد بكير حالياً لتصوير مسلسله الجديد «دنيا قاسية»، الذي تقوم ببطولته منى زكي، وتعود به للدراما التلفزيونية بعد غياب طويل. ويعكف بكير على اختيار بقية أبطال العمل، والانتهاء من فترة التحضير للمسلسل، الذي قام بكتابته عباس أبوالحسن، ومن إنتاج شركة «شادوز»، التي يملكها أحمد حلمي زوج منى زكي.
فريق الفيلم
أحمد حلمي
ولد عام 1969، بدأ لتمثيل من خلال التلفزيون في مسلسل «ناس ولاد ناس» عام 1993، مع الفنان كرم مطاوع ونادية لطفي، ثم انقطع عن الوسط الفني بسبب تأديته الخدمة العسكرية، ليعمل بعد ذلك فترة مهندس ديكور، ثم مخرجاً لبرامج الأطفال في الفضائية المصرية، ليقدم بعد ذلك برنامج أطفال «لعب عيال»، الذي حقق نجاحاً لافتاً، ما دعا المخرج شريف عرفة ليختاره لفيلم «عبود على الحدود»، عام 1999، ليكون أول فيلم سينمائي له ونقطة التحول في حياته، حيث توالت المشاركات بعد ذلك، متزوج بالفنانة منى زكي، وله منها طفلة اسمها «لي لي».
غادة عادل
ولدت عام 1978 في بنغازي بليبيا، وظلت هناك حتى تخرجت في كلية التجارة والاقتصاد جامعة قاريونس، وهي ابنة أخت الفنانة المعتزلة شمس البارودي. ومن المعروف أن والدتها توفيت وهي في سن الرابعة، وعاشت حياتها كلها مع زوجة أبيها. متزوجة بالمنتج والمخرج مجدي الهواري، وهو من اكتشفها، وقدمها للسينما كوجه جديد، ولهما ابنتان، وصبيان. كانت البداية الفنية لها مع الاعلانات ثم بعد ذلك قامت بتصوير «فيديو كليب» مع المطرب هاني شاكر «تخسري»، حيث من هنا كانت بداية شهرتها، ومشاركتها في أعمال تنوعت بين مسرحية وسينمائية.
إدوارد
ولد عام 1972، بدأ حياته الفنية مطرباً، وعازف غيتار في فرقة غناء غربية اسمها «جيبسي»، ثم أنتج لنفسه عدداً من الأغنيات المصورة، قبل أن يلتقطه المخرج أسامة فوزي ويشركه في دور صغير بفيلمه «بحب السيما»، الذي حصد جوائز عدة عام 2004، وبعدها انطلق في عالم السينما ليشارك في العديد من الأفلام مثل «حريم كريم»، و«بحبك وبموت فيك»، و«كلام في الحب»، و«شيكامارا»، و«في محطة مصر»، وغيرها.