«أوز العظيم» يجدد قصة عمرها 100 عام
20 دقيقة من بداية فيلم «أوز العظيم القوي» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، خصصها المخرج سام ريمي تحية الى فيلم «ساحر أوز» الذي انتج عام 1939 بتوقيع فيكتور فلمينغ، يتعرف خلالها الجمهور الى قصة «الساحر أوز» بالابيض والاسود وهو يمارس ألاعيبه في سيرك المدينة لكسب قلب حبيبته. وفي تلك التحية أراد المخرج أن يعود بالمشاهدين الى الماضي ليعيشوا قصة «الساحر أوز» التي كتبت منذ 100 عام، لكن هذه المرة في شكل جديد تميز بتقنية الصورة والحوار الموسيقي.
وعبر مشاهدون عن اعجابهم في الفيلم الذي كان حضوره من فئات عمرية مختلفة، مؤكدين أن القصة شيقة وخفيفة ومسلية، فيما ذهب آخرون الى أنهم ضد إحياء قصص قديمة أخذت طابعا كلاسيكيا وتحويلها الى شكل حداثي، فالحفاظ على القديم مسؤولية حسب رأيهم، فيما كانت للموسيقى والأغنيات اثرهما في الأطفال والشباب الذين كانوا من ضمن الحضور.
وحصل الفيلم وهو من بطولة جيمس فرانكو وميلا كونيس وراشيل وايز على علامة من أربع الى تسع درجات، وفق تصويت مشاهدين.
من الماضي إلى الحاضر
يحاول الساحر «أوز» جاهداً نيل اعجاب حبيبته، فيظهر فجأة رجل ضخم البنية، يتميز بقدرته على قطع السلاسل الحديدية، يقوم بمهاجمته، فيهرب «أوز» ليجد منطاداً يركبه فتهب عاصفة قوية، تحط به في أرض غريبة عنه. في تلك اللحظة يتحول الفيلم فجأة الى الألوان ويكبر حجم الصورة لتنتقل الى الأبعاد الثلاثية، لتبدأ معها رحلة الخدع والمؤثرات البصرية والسمعية الحديثة.
لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط. |
يقول زياد حسين (40 عاماً) الذي اصطحب ابنه المصاب بمرض التوحد ايهاب (تسع سنوات) الى الفيلم، إن «الفيلم مؤثر جدا حتى أن ابني المريض بمرض التوحد تفاعل معه جداً، وشعرت أنه أحبه، لأنه كاد يرقص مع أغانيه وموسيقاه»، مؤكداً « أنا لم أشاهد الجزء القديم من الفيلم، لكنني شعرت بالفرح لأنني شاهدت الحديث منه»، مانحاً إياه تسع درجات. وعبر ابنه بكلمات بسيطة عن سعادته «أنا فرحان».
في المقابل، يقول جمال ناصر (17 عاما): «أحببت الفيلم بشكل عام، لكن المؤثرات البصرية فيه كانت اقوى من القصة نفسها التي اعرفها منذ الصغر، حيث كانت أمي ترويها لنا، فحزنت على أن القصة لم تأخذ حقها في الفيلم»، مانحاً اياه سبع درجات.
لكن هادي عبدالله (24 عاما) لديه رأي آخر، إذ يرى ان « الفيلم ممل جداً، ولم يترك فيّ أي اثر»، مانحاً اياه أربع درجات.
وعارضته الرأي شقيقته هبة (19 عاما) التي تقول إن «الفيلم جميل ويحاكي جيل الحاضر المرتبط بالتكنولوجيا»، مانحة اياه سبع درجات.
في المقابل، يؤكد اشرف عبدالرحمن (37 عاما) «أنه من الجميل استحداث روايات وقصص مر عليها زمن بعيد، لكن من السيئ تحويلها الى مسخ كالذي حدث في الفيلم الذي لم يراعِ قيمة القصة لدى كثير من الناس»، مانحاً اياه خمس درجات.
الوفاء بالوعد
أثناء وجود «أوز» في العاصفة وهو فوق المنطاد كان يدعو الله أن ينجيه، وانه سيفعل الخير لكل الناس، ويقبل أن يدافع عن شعب ضعيف في المكان الغريب الذي أخذه المنطاد اليه ليفي بوعده الى الله. لكنه وبما أنه من زمن ماضٍ فهو لا يعي التعامل مع الحياة الحديثة التي تحركها الكمبيوترات ومخلوقات لم تمر عليه من قبل، اضافة الى ظهور الساحرة الشريرة التي تفرق بين أختين للحصول على مملكتهما.
بدورها، أحبت سجاء عيسى (20 عاما) حركة الربط بين الماضي والحاضر بشكل انتقل فيه كل شيء، وتوضح ان «الفيلم نقل الصورة التي كانت في الماضي، والتحول الذي اصبح صدمة ثقافية وحضارية على وجه (أوز)، من خلال طريقة التعاطي مع الأمور المستحدثة وهو ابن القرن الماضي. كل هذه أمور اضافت الى الفيلم قيمة جميلة ومهمة»، مانحة اياه تسع درجات.
وتبين هدى متولي (33 عاما) أن الفيلم لم يرتقِ الى الرواية مع أنها قديمة، «شعرت أنه دمرها ودمر كل شيء ثابت فيها، وحزنت حزناً عميقاً على القصة التي تناقلها جيلان على الأقل»، مانحة الفيلم أربع درجات.
ويعبر راني موسى (30 عاماً) عن اعجابه بالفيلم، واصفاً اياه بأنه «مدهش». ويضيف «استخدم الفيلم فكرة جميلة ربطت بين الماضي والحاضر، حيث دغدغ مشاعر المشاهدين الذين عايشوا أفلام الأبيض والأسود، وواكب لغة العصر الجديدة المتمثلة بالتقنيات والتكنولوجيا» مانحا اياه تسع درجات.
وبرأي مختلف يشعر صقر الشياب (27 عاما) أن المخرج، ومع أنه حقق نجاحاً كبيرا في سلسلة أفلام سبايدرمان، «لكنه استغل حب الناس الى قصة «الساحر أوز»، وأراد أن يبني عليها رؤيته التي لم تتلاءم مع بساطة وخفة القصة وتعلق الأطفال بها، فقام بتشويهها، ولا يستحق أي علامة».
المعضلة
يتظاهر «أوز» بأنه ساحر يستطيع القضاء على الشر دون حرب ودماء، لكن مجريات الفيلم تكشف الكثير عن هذا الساحر صاحب النوايا الطيبة في فيلم «أوز العظيم القوي».
فاتن مصطفى (55 عاماً) أعجبت بالبداية والنهاية التي كتبت كتابة كالأفلام القديمة. وتقول: «كلمة النهاية كانت تستخدم في الأفلام الأبيض والأسود جعلتني اليوم اشعر بالسعادة لعودتها وعودة الزمن الجميل معها»، مانحة الفيلم ثماني درجات.