مخرج سوداني حياته في الإمارات «فتحت له أفــــقاً عالمياً»

أمجد أبوالعلاء: السـينما الإفريقية تجاوزت العرب بـ «ســنوات ضوئية»

صورة

أقر المخرج السوداني أمجد ابوالعلاء بأن السينما الإفريقية تجاوزت نظيرتها العربية بـ«مئات السنوات الضوئية»، حسب تعبيره، وأكد ان السينما السودانية ستملك مستقبلاً واعداً اذا تجاوزت عقبات سياسية وبيروقراطية واجتماعية موجودة، ونوه ابوالعلاء بضرورة احتضان جيل من السينمائيين الشبان في المنطقة العربية برزوا حالياً بفضل التقدم التقني والمناخات الجديدة على مستوى انتاج الافلام التسجيلية والروائية القصيرة، كما شدد على تثمينه كمخرج سوداني لتجربته في العيش على ارض الإمارات وأثرها في انفتاحه وتفاعله السينمائي مع العالم.

وقال ابوالعلاء لـ«الإمارات اليوم» على هامش مشاركته في «مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية»، إن «السينما الافريقية تجاوزت مصر والسودان وتونس بل وكل السينما العربية بمئات السنوات الضوئية، وتشهد بذلك تصدر دول مثل جنوب افريقيا، وتشاد التي حصلت على اوسكار بفيلم (رجل جائع) منذ سنتين، وكينيا التي تستعد لعرض فيلم (نيروبي نصف حياة) في ‬41 دار سينما اميركية، علاوة على ما حققته مالي واثيوبيا، بهذه الطفرة».

وعزا ابوالعلاء التعثر السينمائي العربي لأسباب ثقافية واجتماعية وسياسية، مضيفاً في ما يخص السودان أن «واقع السودان الحالي تعيس وفي الحضيض، خصوصاً اذا عرفنا أن آخر فيلم روائي طويل انتجته السودان وهو (بركة الشيخ) كان عام ‬1998، وايضاً اذا ما قارناه بمحاولات البدايات الكبرى على يد شيخ المخرجين الافارقة جاد الله جبارة في الخمسينات، وايضاً بما تملكه هذه السينما من امكانية خاصة لعكس التنوع الثقافي الغني في السودان على شاشاتها».

وأرجع ابوالعلاء التعثر السينمائي السوداني الى سيادة توجه سياسي متشدد دينيا، ومعاد للفن، وفرض هواجس الخوف من العالم ومن الآخر، وغياب جيل من محترفي السينما من ممثلين ومصورين نتيجة لهذه الاجواء، لكنه تفاءل بالسينما السودانية بسبب «هبوب رياح العولمة، وظهور التقنيات الحديثة التي تسمح بإنتاج الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة بامكانات متواضعة، وولادة الربيع العربي، وهو متغير لن يؤثر فقط سودانياً بل عربياً».

وثمن ابوالعلاء «ولادة جيل جديد من السينمائيين السودانيين ممن انخرطوا في تجارب ورشات تجريبية لافتة ومبهرة، وفي مقدمتهم جماعة (سودان فيلم فاكتوري)، باشراف طلال عفيفي والتي شاركت في مهرجان روتردام بخمسة افلام وحصلت على جوائز».

وقال إن «الأمل معقود بانتقال هذه التجارب من حقل الافلام التسجيلية والروائية القصيرة الى الأفلام الروائية الطويلة».

وحول مشاركته في «مهرجان الأقصر للسينما الافريقية»، قال ابوالعلاء انه شارك بفيلم «ستوديو» الروائي القصير، الذي انتجه في دبي عن قصة سودانية وكتابة اماراتية، ومشاركة من ممثلين سودانيين ومصريين، وأخرجه في ورشة تحت اشراف المخرج الايراني الكبير عباس كريسماني، وأن الفيلم تم عرضه في مهرجان الخليج في ابريل الماضي ومهرجان ماتمر بالسويد ومهرجان روتردام، ومهرجان السينما المستقلة في بنغازي.

ونوه ابوالعلاء بأن وجوده بالامارات التي ولد وعاش فيها ويعتبرها بلده الثاني، لعب دورا مهماً في فتح مداركه السينمائية على العالم ومسيرته في التطور. وأشار ابوالعلاء إلى انه اخرج من قبل فيلم «على رصيف الروح» في ‬2003، وحصل به على جائزة افضل فيلم روائي في «افلام الإمارات وأبوظبي»، و«قهوة وبرتقال» الحاصل على جائزة نقاد السينما البحرينية، و«ريش الطيور» الحاصل على جائزة اسبانية، والفيلم الإماراتي (تينة) للكاتب الاماراتي يوسف ابراهيم وبطولة هاني الشيباني الذي شارك به في مهرجان دبي السينمائي ‬2009 والخليج ‬2010.

وختم ابوالعلاء بأنه يحضر حاليا لفيلم روائي طويل هو «فانتازيا الخرطوم»، كما يستعد للمشاركة بفيلم «آخر ايام العسكر» عن الثورة المصرية وتداعياتها على الحراك في السودان عبر معالجة قصة حب تجمع بين ناشط سوداني وفتاة مصرية في ميدان التحرير.

تويتر