تكريم رواد الفيلم الوثائقي العربي في أبوظبي

فيلم عمر أميرالاي يقدم شهادة للراحل سعد الله ونوس. أرشيفية

تحت شعار «تكريم أعمال رواد الفيلم الوثائقي العربي» انطلقت، أخيراً، فعاليات السلسلة الوثائقية التي تحمل هذا العام عنوان «انطباعات واستعدادات»، والتي استضافها المجلس الثقافي البريطاني في أبوظبي، وتستعرض سلسلة من الأفلام الوثائقية القديمة التي صنعت شكل الفيلم الوثائقي في الوطن العربي، ولأول مرة في الدولة تم تكريم أعمال رواد الفيلم الوثائقي العربي، من خلال عرض مجموعة من أعمالهم، وهم المؤلف والمخرج السوري الراحل عمر أميرالاي، والفلسطيني مصطفى أبوعلي، والبحريني خليفة شاهين.

وتميزت الفعالية بالاحتفاء بأفلام وثائقية من الخليج العربي، بعرض أول أعمال المخرج البحريني خليفة شاهين، وعرض الفيلم الوثائقي للمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، و«الصقر» و«مسرح الأمل» للمخرج الكويتي خالد الصديق الملقب بالأب الروحي للسينما الخليجية. وشهد اليوم الثاني تكريم المخرج السوري الراحل عمر أميرلاي، وعرض مجموعة من أفلامه «الدجاج» و«طبق سردين»، كما عرض فيلم «أنا أتنفس» للمخرجين البريطانيين إيما دايقي وموراج ماكينون.

وترك فيلم «هناك الكثير من الأشياء يمكن للمرء الحديث عنها» للمخرج عمر اميرالاي صدى كبيراً لدى الحضور، ويقدم الفيلم شهادة الكاتب السوري الراحل سعدالله ونوس، وهو في فراش المرض يصارع السرطان الذي أودى بحياته، وكان ونوس حريصاً في الفيلم على الكشف عن حقائق لم تعلن من قبل، لأنه حسب تعبيره، اقترب من الموت ويجب عليه الإدلاء بشهادته التي تضمنت رؤيته من زمن النكسة إلى حرب العراق، ومن العبارات التي اثارت الحضور عندما قول ونوس «الكيان الصهيوني لم يعد كياناً بل واقعاً، والخلاص منه يكون من التغيير الداخلي في الشعوب، على الشعوب أن تعي أن التغيير في الداخل ورفض القمع والفساد هو الذي سينهي هذا الكيان الذي سبب وجوده خنوع أنظمة حكمتنا على مر التاريخ ويجب الخلاص منها أولا»، وكان ونوس قال هذا الكلام عام ‬1997 حين لم تكن هناك أي إشارة على تفجر الثورات العربية الحديثة التي بدأت من (بوعزيزي)، حتى أن أحد الحضور انفعل وقال «مت قرير العين يا ونوس فقد تحققت رغبتك». كما شملت العروض فيلم «الطلاق على الطريقة الإيرانية» للمخرجين كيم لونجينوتو وزيبار ميرحسيني، واستعادة الأعمال الوثائقية الفلسطينية الأولى عبر أعمال عدة، منها: «مشاهد من الاحتلال في غزة»، و«ليس لهم وجود»، و«فلسطين في العين» للمخرج الفلسطيني الراحل مصطفى أبوعلي، وفيلم «أطفال ولكن» للمخرجة خديجة حباشنة.

تويتر