مشاهدون منحوا الفيلم علامة تامة

«عشق في باريس».. المدن تفتح القلـوب

الفيلم يروي قصة ليلة اضطرارية في العاصمة الفرنسية تتحول إلى قصة حب. أرشيفية

لا يكاد فيلم هندي يخلو من الرومانسية والرقصات والحب المستحيل، هكذا اعتاد مشاهد الأفلام الهندية، وهو يذهب خصيصاً للشعور بكل هذا الحب الذي يقدمه الفيلم، ومن الواضح، أخيراً، أن الأفلام الهندية تجاوزت ولايات الهند لتنتقل بقصصها العاطفية الى بلاد أخرى، وهذا ما حدث في فيلم «عشق في باريس» للمخرج بريم سوني، والذي يعرض حاليا في دور السينما المحلية، وهو من بطولة بريتني زينيتا وشاكير كابور ورهاهان مالك، والفرنسية من أصل جزائري إيزابيل أدجاني، وحضور خاطف ومميز لسلمان خان، الذي وصفه مشاهدون بأنه ملح الفيلم الذي اضاف نكهة خاصة لأحداثه التي تدور حول فكرة المدن التي تفرض نفسها على القلوب المغلقة أمام الحب، مع التقاء اثنين في محطة قطار متجهة من روما الى باريس عاصمة العشق، ما يجعلهما مضطرين الى قضاء ليلة كاملة في ربوع باريس، يشركان فيها مشاهدي الفيلم برحلة أشبه بالسياحية، ومع كل هذا الحب تم منح الفيلم العلامة التامة.

أحداث طويلة

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

على الرغم من أن الفيلم طويل، حيث تجاوز الساعة ونصف الساعة، إلا ان المخرج استطاع أن يملأ هذا الوقت بمشاهد خلابة من شوارع باريس ومطاعمها والأماكن الثقافية فيها، وغيرها من الأماكن الترفيهية والمعالم الشهيرة كبرج ايفل الذي يشهد تأجج الحب واعلانه. وقالت هبة الله مندول، ‬33 عاماً: «تربيت على الأفلام الهندية بسبب اقامتي في مناطق مختلفة من الخليج العربي الذي له علاقة وطيدة مع السينما البوليوودية، ومع انني مازلت من معجبي السينما القديمة، لكن هذا الفيلم حاول التمسك ببعض مكونات وعناصر الفيلم الهندي المتمثلة بالرومانسية عنواناً والرقصات بصمةً، الا أنه كان غريباً عن ثقافة الهند»، مستدركة «ومع ذلك فقد استمتعت به كثيراً».

في المقابل، قالت صديقتها ميرا محمد، ‬30 عاماً: «أحببت الفيلم كثيراً، ففيه من الرومانسية ما يجعلني أبكي صدقاً»، وأضافت «أنا من محبي مشاهدة الأفلام الهندية بالرغم من طولها، الا أنني اشعر بأنها صادقة أكثر من الأفلام الأميركية».

«كانت الأحداث طويلة، لكنها كانت غنية»، هذا ما قاله محمد العبدولي، ‬28 عاماً، موضحاً «شعرت نفسي في ربوع باريس، حتى إنني تحمست وقررت السفر الى هناك، فقد كانت الكاميرا ولقطاتها جذابة لكل تفصيل في هذه المدينة التي تستحق لقب عاصمة العشق».

الحب من أول نظرة

الفكرة الرئيسة في أحداث الفيلم هي أن يضطر الغريبان الى أن يقضيا ليلة كاملة في ربوع باريس بسبب تأخير في موعد الطائرة، فيقرران دون سابق انذار أن يظلا سوية، على أن يفترقا وينسيا كل شيء بعد ركوبهما الطائرة المتجهة الى الهند، فتبدأ المعضلات بالظهور، والتي تتمحور حول المعضلة الرئيسة أن ثمة انجذاباً بينهما لا يريدان الاعتراف به. الغريب بالنسبة الى بطي عبدالرحمن، ‬25 عاماً، أن «أحداث الفيلم الهندي، وهو المفضل الى قلبي، أن المشاهد يستطيع أن يتنبأ بالنهاية دائماً، لكنه على الرغم من ذلك يصر على حشر نفسه في قاعة مظلمة مع أحداث طويلة»، واضاف «وهذا ما يميز السينما الهندية، وما يميز هذا الفيلم المملوء بالمشاهد الخلابة التي لا توصف، فتتفوق عادة على سيناريو مضحك من شدة بساطته، لكنه قريب الى فئة كبيرة من الناس».

في المقابل، قال غالب المارين، ‬27 عاماً، إن «الفيلم جميل ويحكي عن تأثير المدن في خلق كيمياء بين شخصين لم يلتقيا من قبل، هو يحكي عن المدن الراسخة القادرة على تحويل الحب من نظرة أولى الى حقيقة وواقع»، مؤكداً «الفيلم جميل جداً، وفيه الكثير من المتعة المتعلقة بالرومانسية».

وأكدت هنادي محمد، ‬39 عاماً، أنها أحبت الفيلم، وشعرت أنها داخل باريس، و«جمالية الفيلم تكمن بطريقة التصوير».

ملح الفيلم

مع كل المشاهد التي تجول في باريس، يظهر سلمان خان ليؤدي أغنية راقصة مع البطلة العاشقة، هذا الظهور أعطى نكهة خاصة للفيلم، حسب معجبي خان الذين أكد معظمهم أن وجودهم في الفيلم لرؤيته ولو في مشهد واحد. وهذا ما أكدته ماريان زاهر، ‬26 عاماً، التي قالت إنها من معجبات الفنان سلمان خان «أعرف قبل مشاهدتي الفيلم أنه ليس بطلاً فيه، ووجوده يقتصر على مشهد يحتوي أغنية ورقصة، وهذا بالنسبة لي كافٍ مع عملاق مثله، يترك بصمة اينما ذهب».في المقابل، قالت زينب المهيري، ‬30 عاماً: «جئت لمشاهدة سلمان خان، وهو بالفعل ملح الفيلم الذي اضفى عليه جواً مرحاً، مع كمية الرومانسية التي وجدتها مبالغة جداً». «الجميل في الفيلم الكثير من الأمور التي تعلق في الذهن»، هذا ما قالته غيداء منير، ‬33 عاماً، موضحة «باريس ليست منطقة فرنسية فحسب، بل هي مجموعة من الثقافات المختلفة التي تضم الشرق والغرب»، مؤكدة «على الرغم من أن الشرق العربي ظهر على هيئة راقصة شرقية في الفيلم في مقابل علامات أخرى أهم لثقافات شعوب أخرى، الا أنها بالنسبة لي كانت افضل من ظهور إرهابي عربي أو شرقي»، مشيرة الى أن «وجود سلمان خان كان مميزاً جداً ايضاً في الفيلم، اضافة الى الأزياء التي ارتدتها البطلة والتي لم تنسَ أن تظهر في الزي الهندي الجميل ايضاً في أغنيتها مع خان». في نهاية الفيلم، وبعد انتهاء الليلة الوحيدة المملوءة بالمغامرات، يحين موعد المغادرة الى الوطن، ويحين معها استذكار كل لحظات الجنون والحب في المدينة، مع نهاية استطاعت أن تثلج قلوب جميع المشاهدين.

تويتر