«عالم ليس لنا» ينال جائزة «الإسماعيلية للأفلام»
فاز فيلم «عالم ليس لنا»، للمخرج الفلسطيني المقيم في الإمارات، مهدي فليفل، بالجائزة الكبرى في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، الذي اختتم دورته الـ16 في مسرح قصر الثقافة في مدينة الإسماعيلية، أول من أمس. ويتناول الفيلم الوثائقي معاناة المهجرين الفلسطيينين، من خلال رصد ذاكرة أجيال في عائلة واحدة، هي عائلة المخرج نفسه، من خلال أرشيف صور يوثّق حياة العائلة في مخيّم عين الحلوة والإمارات والدنمارك.
وأعلن رئيس المهرجان كمال عبدالعزيز تغيير شكل جائزة المهرجان لتصبح الآلة الموسيقية «السمسمية» تحية لمحافظة الإسماعيلية. كما أكد مدير المهرجان محمد حفظي، أهمية منتدى الإنتاج العربي المشترك، الذي عقد للمرة الأول في المهرجان.
وكان المهرجان افتتح بتظاهرة سينمائيين ونشطاء سياسيين ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين، مطالبة بإقالة وزير الثقافة المصري. وبعد ذلك عرض فيلم الافتتاح «المحتال»، للمخرج البريطاني بارت لايتون. وتغيب محافظ الاسماعيلية جمال إمبابي عن الافتتاح، لكنه حضر اختتام المهرجان بجانب رئيس المهرجان كمال عبدالعزيز، ومديره محمد حفظي، في حفل أداره الفنان خالد أبوالنجا، الذي أكد أهمية الثقافة والفنون في حياة الشعوب ووعيها، وقال رداً على مطالبة وزير الثقافة بإلغاء رقص الباليه وتحجيم دور الأدب والفن، إن «السينما والفنون والباليه مستمرة في مصر تماماً مثل الثورة المستمرة، وإن السينما أكبر من أي كرسي في أي حكومة».
مشروعات أفلام أعلن مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة جوائز منتدى الإنتاج المشترك، ونال مشروع فيلم «سينما وهبي»، للمخرج السوري نضال الدبس، جائزة منتدى الإنتاج العربي المشترك. وحاز مشروع فيلم «أنا شفت تحرش»، للمخرجة الفلسطينية سماهر القاضي جائزة «المكساج»، التي يقدمها استديو مصر. كما فاز مشروع فيلم «ساكن» للمخرجة الأردنية ساندرا ماضي، بجائزة «تصحيح الألوان». |
تكريم
اختتمت فعاليات الدورة الـ16 من مهرجان الاسماعيلية، وأعلنت نتائج المسابقة في ظل تحد لكل الظروف التي احاطت به، خصوصاً في ظل التوتر السياسي الذي تشهده مصر، علاوة على ما شهدته الدورة الـ16 من انقطاع للتيار الكهربائي خلال العروض السينمائية، في الوقت الذي تشهد فيه مصر انتفاضة ثقافية كانت مدار احاديث ضيوف المهرجان، الذين عبروا عن تضامنهم مع الشعب المصري ورغبته في الحياة التي لابد أن يكون فيها موسيقى وشعر وفن وسينما.
بدأ حفل الاختتام بالوقوف دقيقة حداداً على روح الصحافي والناقد أشرف نهاد البيومي الذي توفي، الجمعة الماضي، أثناء تغطيته مهرجاناً في المغرب. وتم تكريم المخرج الإيطالي جان فيتوريو بالدي، الذي لم يتمكن من الحضور، وأرسل للجمهور رسالة تحية مسجلة بالإيطالية، وترجمها لجمهور الحفل المخرج الإيطالي مانو جيروسا. كما كرمت المخرجة المصرية تهاني راشد، صاحبة فيلمي «أربع سيدات من مصر» و«البنات دول».
جوائز
جوائز مسابقتي الأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة أعلنتها رئيسة لجنة التحكيم، المخرجة المصرية تهاني راشد، حيث حصل على جائزة أفضل فيلم في فئة الأفلام الطويلة الفيلم الفلسطيني «عالم ليس لنا»، للمخرج مهدي فليفل.
وفاز بجائزة لجنة التحكيم الفيلم الإسباني «أرواح الأسد»، للمخرج مانو جيروسا. أما جائزتا الأفلام التسجيلية القصيرة، فذهبت الجائزة الأولى للفيلم الإيراني «مشتى اسماعيل» للمخرج زمانبور كيازاري، وجائزة لجنة التحكيم للفيلم المصري «بورتريه شخصي» للمخرجة عليا أيمن.
أما جوائز مسابقتي الأفلام الروائية القصيرة والتحريك فأعلنتها رئيسة لجنة التحكيم المخرجة الفرنسية ميشيل دريجيز، حيث حصل الفيلم الروماني «وحدة»، للمخرج ليوفا جدليكي على جائزة أفضل فيلم. وذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم الإيراني «وميض» للمخرج أوميد عبداللهي، وتنويه خاص من لجنة التحكيم للفيلم الإستوني «الوقت لن يتوقف» للمخرجة مونيكا سيميتز.
وحصل الفيلم البولندي «توتو» للمخرج زبيجنيو سيبالا على جائزة أفضل فيلم في مسابقة أفلام التحريك. وذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم البولندي «رقص مرعب» للمخرجة مالجورزاتا رزانيك، وتنويه خاص للفيلم المصري «اتنين» للمخرج مختار طلعت، الذي حصل أيضاً على جائزة الجمعية المصرية للرسوم المتحركة.
ذهبت جائزة جمعية «ايه سي تي» لأفضل فيلم يتناول قضايا وهموم المرأة للفيلم التركي «اختفى إلى الأزرق» ،للمخرج عبدالرحمن أونير، وجائزة قناة الجزيرة الوثائقية للفيلم المصري «محمد ينجو من الماء» للمخرجة المصرية صفاء فتحي، وجائزة جمعية النقاد المصريين للفيلم اللبناني «ليال بلا نوم» للمخرجة اليانا راهب.
غياب فنانين
من اللافت للانتباه غياب عدد كبير من الفنانين المصريين عن المهرجان، واقتصر الحضور على عمرو واكد وناهد السبيعي وخالد أبوالنجا، ما خلق حالة من التساؤل بسبب هذا الغياب، الذي برره البعض بأن الفنانين بهذا الوقت مشغولون بتصوير المشاهد الأخيرة من أعمالهم الرمضانية أو بسبب مشاركتهم اليومية في تظاهرات ضد وزير الثقافة المصرية.
وأكد عمرو واكد أن «مهرجان هذا العام تكمن أهميته في شقين، الشق الأول هو مواكبته الحدث السياسي المتمثل في تظاهرات منددة ضد وزير الثقافة المصر على إلغاء الجمال من حياتنا، والشق الثاني بطبيعة الأفلام المشاركة»، مضيفا ان «مشاركتي في الدورة الـ16 كانت في عملين، الأول دوري في فيلم (18 يوم)، والثاني انني منتج فيلم (اسكنديريلا) الوثائقي»، الذي اعتبره واكد «عملا يستحق المشاهدة لما فيه من حكاية مصرية متعلقة بنوع الفن الراقي الذي كان النظام السابق يحاربه بطرق مختلفة».
في المقابل، قالت ناهد السباعي، التي تشارك في فيلم (18 يوم) ان «وجودي في المهرجان هو رسالة الى كل من يحاول أن يلغي حياتنا الثقافية والفنية في هذا الوطن القائم على الفن والجمال».
فرح
لم تكن الجوائز فقط هي السبب وراء فرح الفائزين، فالمخرجة اللبنانية اليان راهب التي فاز فيلمها الوثائقي «ليال بلا نوم» أكدت أنها سعيدة لوجودها في هذا الوقت تحديدا لتشارك المهرجان تحديه لكل من يقف ضد الثقافة.
في المقابل، قال صاحب الفيلم الإسباني «أرواح الأسد» المخرج مانو جيروسا «جئت متأخراً الى المهرجان، لكنني سمعت بما حدث ليلة الافتتاح، وتمنيت لو كنت موجوداً لأشاهد هذا الحراك الجميل الذي يدافع عن الجمال»، مشيراً الى أنه سعيد بحصوله على الجائزة وعلى العلاقات الثقافية التي بناها مع ضيوف المهرجان.