الفنان الأردني اعتبر فيلم «الكابتن أبورائد» فورة سينمائية
نديم صوالحة: الخليج مؤهــل ليصبح «أندلس» العصر الحديث

صوالحة: كلنا بدو لكننا لم نعد بالصورة التي تظهر في المسلسلات. تصوير: إريك أرازاس
توقّع الفنان الأردني نديم صوالحة، أن تشهد منطقة الخليج حالة من الازدهار الثقافي والفني في الفترة المقبلة لتستعيد من خلالها أمجاد الأندلس وقت أن كانت قرطبة جوهرة الدنيا وحلية العالم، معللاً ذلك إلى بأن الخليج يملك من المقومات ما يمكنه من القيام بمثل هذا الدور، وإعادة الازدهار للمسرح وغيره من الفنون في ظل انشغال العواصم العربية الأخرى في مشكلاتها السياسية، من خلال ما تقوم به منطقة الخليج من مشروعات ثقافية وفنية ضخمة، خصوصاً أن المنطقة بحاجة لمثل هذه المشروعات لخلق أجواء ثقافية وفنية ذات مستوى عال تحقق التوازن مع التفوق المادي في المنطقة.
نجاح |
وحول الأوضاع في المنطقة العربية وما يمكن أن تلقيه من ظلال على المشهدين الثقافي والفني؛ أعرب صوالحة في حواره مع «الإمارات اليوم» عن امله بأن تحل الأوضاع بالعقل لا بالقتال والصراع، واحترام التنوع في المجتمعات، وهو ما لمسه خلال إقامته في أوروبا سنين طويلة، إذ يحرصون على التنوع، و«يستوردون» الناس عندما يشعرون بأنهم في حاجة لأشخاص يغنون المجتمع ويفيدونه بثقافاتهم المختلفة. وقال «في ما يخص الفن؛ أعتقد ان العرب تعلموا ان يديروا أمورهم الشخصية بعيدا عن الأمور السياسية، وصار الفنان ينأى بنفسه عنها ويتجه إلى صناعة شيء لنفسه ولمجتمعه، وأعتقد ان هناك جهوداً جيدة في هذا الاتجاه».
السينما الأردنية
واعتبر الفنان الأردني الذي يقيم في بريطانيا وله مشاركات عدة في المسرح البريطاني؛ أن فيلم «كابتن أبورائد» الذي قام ببطولته وكتبه وأخرجه أمين مطالقة «إنتاج 2007» كان بمثابة انطلاقة جديدة للسينما في الأردن التي كانت تشهد انتاجاً قليلاً، وغير واثق بنفسه «ويقال ان أول فيلم روائي صور في الأردن تم إنتاجه قبل 50 سنة، وهذه الفجوة الزمنية سببها التلفزيون الذي جاء واحتل أذهان الناس قبل ان تقوى السينما وتثبت أقدامها، فماتت صناعة السينما في الأردن قبل ان تبدأ بشكل جدي».
وأرجع صوالحة نجاح «الكابتن أبورائد» الذي عرض في «نادي الأفلام» في ابوظبي في واقت سابق، في الداخل والخارج إلى ارتباطه بالواقع الأردني، فالعالمية تبدأ من المحلية، وهو ما انعكس في تصويت المشاهد الأميركي والغربي له في مهرجان «صندانس»، صوتوا كأفضل فيلم أجنبي يعرض في المهرجان، بما يشير إلى انتقال الفيلم من المحلية للعالمية دون ان تكون المحاولة مجهدة أو مفتعلة، بل الانتقال طبيعي تماماً، مشيراً إلى توقعه لنجاح الفيلم بسبب ما يتمتع به من واقعية وصدقية.
تحديات
نديم صوالحة الذي شارك في العديد من الأعمال المسرحية في بريطانيا أشار إلى أن العمل خارج العالم العربي حافل بالصعوبات والعقبات، لكنه يؤمن بمقولة «اطلبوا العلم ولو في الصين»، معتبراً أن من يعتقد أن النجاح في الخارج سهل يجب ألا يجرب، وأرجع ذلك إلى اتساع الفجوة بين الثقافتين العربية والغربية، على عكس الشق الانساني.
وأضاف ضاحكاً «يمكنني ان أقول إن اصعب شيء هو أول 15 سنة، لكن بالصبر والإصرار يمكن تحقيق نتائج مهمة مثل فهم ثقافة أخرى وأن يثري الإنسان ثقافته بالاختلاط بغيرها، وان يثبت ذاته وقدراته، وبالنسبة لي واجهت صعوبات كثيرة، لكني وجدت أن الطريق الوحيد هو الصمود، وان يبرهن الإنسان لهم أنه نوعية جيدة من البشر، وعلى المدى البعيد عندما يفرض نفسه يكتسب قيمة كبرى بينهم، دون ان يضطر لترك تراثه ولكن ان تقبل تراثاً جديداً إلى جانبه».
أما عن المسرح في الأردن ، فرأى صوالحة انه بعيد عنه بسبب حياته في بريطانيا، لكن من خلال متابعته له يجد ان ظروفا صعبة مرت على المسرح الأردني؛ أهمها انصراف الجمهور عنه، واتجاهه للسينما، مشيراً إلى ان «العمل في المسرح متعب، ويحتاج إلى مال ومجهود، واذا عاملناه بأقل مما يستحق لن نحصل على مردود يذكر، فيصبح كأنه غير موجود او ناقصاً، واعتقد ان هذه حاله في الاردن، خصوصاً انه يعاني نقصا في الفنيين المخلصين الذين يمثلون روح المسرح، ولا يهمهم الظهور أمام الجمهور بقدر ضبط الأداء، وكلما كانت هناك استمرارية وتعدد في العمل المسرحي، زاد لدينا عدد الفنيين المتمرسين والجيدين».
البدوي.. (الكاوبوي)
أضاف صوالحة انه في مسرحية «استراحة على متن الريح» اتجه لتناول حياة الكاتب الراحل جبران خليل جبران كوسيلة لفهم حياتنا اليوم، لأن جبران يملك فكرا عصريا، كما كان صراعه صراع العالم العربي اوائل القرن الـ20، لكنه حرص على تقديم جبران بعيداً عن التأليه والتعظيم الذي قد يشوب كتابة البعض للسير الذاتية للراحلين، فقدمه كإنسان يأكل ويشرب ويتعب ويبكي ويعتمد على الآخرين، بما يحقق التوازن في التناول الدرامي للشخصية. من جانب آخر؛ يجد نديم مصالحة ان الدراما الأردنية عليها ان تخرج من الإطار البدوي، وأن تناقش قضايا المجتمع المعاصر بصورة واقعية. وقال «كلنا بدو لكننا لم نعد نعيش بهذه الصورة التي تظهر في المسلسلات، وهناك قضايا أخرى في المجتمع تستحق الطرح والنقاش مثل مشكلات الموظفين والعمل والمرأة، بدلاً من التركيز على الدراما البدوية التي أجدها مثل نوع من (الكاوبوي) الذي ورثناه عن اميركا».
كما اعتبر أن المسرح البريطاني هو الأساس ومنه تنبع الأفكار الجيدة، وبعدها تنقلها هوليوود سواء تشتريها أو تحورها «لذا افضل ان أكون قريباً منه لكي اتعلم، وأنا اعمل به كثيرا».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news