اساتيا غراهاب.. السياسة تـرقص في الهند
يعيد الفيلم الهندي «الساتيا غراها» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، إلى للذاكرة النهج الذي اتبعه الراحل المهاتما غاندي، في الإصرار على الانتصار، ما دامت الشعوب على حق، ونبذ العنف قدر المستطاع، وتحمل الألم الى النهاية، وجسّد عنوان الفيلم تفاصيل حكاياته التي لم تكن على قدر توقع مشاهدين يقصدون الأفلام الهندية من أجل مشاهدة القصص الرومانسية، على حد تعبير أحدهم.
وعلى الرغم من أن الفيلم لم يستثن عنصري الرقص والغناء، كما هي عادة صناعة الأفلام في «بوليوود»، إلا أنه حول مجرى المشاهد الى منطقة سياسية غريبة عنه في القصص التي يتناولها الفيلم الهندي عادة.
«الساتيا غراها» الذي يتناول محاربة الفساد والفاسدين في السلطة، هو من إخراج براكاش جيها، وبطولة أميتاب باتشان، وكارينا كابور، وآجاي ديفجان، وآرجون رامبال، وحصل حسب مشاهدين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم، على درجة راوحت بين ست و10 درجات.
يدور الفيلم حول مجتمع هندي كامل،مختلف العادات والتقاليد والثقافة والمستوى الطبقي الاجتماعي، وينقسم حول ثلاثة محاور: السلطة، والشعب، والثورة التكنولوجية، وما يدور حولها من تضارب وتجاذب حسب المصلحة، من خلال شخصيات تتمثل في الأب الذي فقد ابنه لأنه كشف فساد المتنفعين من الإخلال بمعايير سلامة أحد الأبنية، وصديق الابن مهندس الكمبيوتر الذي ينتمي إلى عائلة غنية، وصحافية تريد نقل كل هذا للشعب.
وقال محمد المنهالي (18 عاما) «لقد فوجئت بقصة الفيلم، إذ إنني معتاد رومانسية الفيلم الهندي، وجمال الطبيعة التي يصورها المخرج، بينما هنا القصة جميلة، ولها علاقة بمحاربة الفساد»، مستدركاً «لكن هذا لم يمنع أن يظل الفيلم الهندي هو المفضل لدي، خصوصاً انه لا يخلو من الفرح»، مانحاً الفيلم تسع درجات.
من جهتا، وصفت عايشة محمد (27 عاما) الفيلم بـ«الجميل، والغريب عن شكل الفيلم الهندي الذي اعتدناه، لكن وجود اميتاب باتشان وكارينا كابور وغيرهما من الفنانين المذهلين يجعلنا نشاهد الفيلم ونحاول فهم ما يريدون»، على حد تعبيرها، مانحة الفيلم ست درجات.
في المقابل، قالت ياسة مشاري (31 عاما)، إن «الهند التي نراها في الأفلام،مليئةبالألوان والرقص والفرح،على الرغم من الحقيقة المرة التي يعيشها معظم الهنود من فقر ومرض وقلة تعليم، وأعتقد هذا الفيلم صنع لأجل هؤلاء المحرومين الذين يستحقون تسليط الضوء على معاناتهم»، وأعطت الفيلم العلامة التامة.
بدوره،أكد بخيت الراشدي (25 عاما) أنه لم يتوقع أن يكون الفيلم بعيدا عن الخيال والرومانسية كموضوع أساسي، وأن يتناول قصصا مختلفة عن السائد في بوليوود، مضيفاً أن «الفيلم مهم وغني بأسماء فنانيه، لاسيما أن اسم الفنان هو تذكرة الدخول التي اقطعها لحضور اي فيلم هندي، وهذا التنوع في الفنانين المشاركين بالفيلم شجعني على حضوره، ولم أندم على ذلك، إذ وجدتها فرصة للاقتراب من مشكلات المجتمع الهندي الذي لم تتناوله السينما بشكل كبير»، ورأى أن الفيلم يستحق سبع درجات.
وتبدأ الحبكة بموت ابن البطل (أميتاب باتشان) بعد ان كشف الفساد في التلاعب بمعايير السلامة في أحد الأبنية، فيثور الأب، ويذهب الى محافظ المنطقة ويصفعه على وجهه، فيحبسه، ويعلم الصديق المفجوع بموت صديق عمره الحكاية، ولأنه يعمل في الكمبيوتر، ينشئ صفحة على موقع التواصل الاجتماعي«فيس بوك» يطلب من الشعب الالتحام لأجل الإفراج عن معلمهم (صاحب مدرسة في الهند للتعليم المجاني)، وفي لمح البصر يجتمع أناس من مختلف الأديان أمام الوزارة يطالبون بالإفراج فورا عن معلمهم، هذه المشاهد الملتحمة كان الرقص عنوانها مع كلمات أغنيات تحفز على الحق والمطالبة به.
عبدالله الشامسي (20 عاما)، من جانبه، وجد الفيلم جيداً، مع أنه لم يكن على قدر توقعاته،قائلا «ذهبت إلى السينما لمشاهدة فيلم هندي حافل بالغناء والرومانسية، لأفاجأ بفيلم سياسي، لذا لم اشاهد الفيلم الى النهاية، لكنني اعجبت بالأغنية الرئيسة فيه»، مانحاً اياه ست درجات. في المنحى ذاته، قال محمد سعيد (21 عاماً) «أشاهد الفيلم الهندي لأتابع القصص الرومانسية والإثارة من عناصر الحركة وغيرها، لكنني فوجئت بأن الفيلم يتناول قصصا سياسية، لكن الجميل فيه انه لم يتخل عن عنصري الحركة والرومانسية»، وأعطى الفيلم ثماني درجات.
بدوره، اكتفى غانم صالح (20 عاما) بمنح الفيلم سبع درجات فالفيلم، حسب وجهة نظره، «جيد لكنه لا يشبه الأعمال الهندية بشكل عام».
«لا يمكن إقصاء الرقص حتى في الألم»، هذا ما قاله سعيد الراشدي (21 عاما)، مشيراً إلى أن أجمل ما في الفيلم الهندي أنه يتحدى كل متاعب المجتمع بالرقص والغناء والألوان، ولو كان موضوع حكايته سياسيا، مانحا الفيلم ثماني درجات.
تتتابع الأحداث في الفيلم، وتخضع السلطة لرغبة الجمهور وتفرج عن المعلم،وتحاول احراجه بشيك ذي قيمة كبيرة، الا أنه يرفض الشيك، ويطالب بتخليص أمور جميع المراجعين في الوزارة دون رشى، أو تأخير، ويعيش أهالي البلدة مرة أخرى حالة ثورية، الا انها تتحول، بفعل موالين للسلطة وتدخلهم بين الصفوف، الى رفع الأسلحة، ما يجعل المعلم يلجأ إلى الصوم الى أن ينتهي الاقتتال - مثلما فعل غاندي - وبسبب هذا يقوم شخص بإحراق نفسه، فتعم الثورة كحالة من جديد.
وقالت زينب محمد (29 عاما) إن «الفيلم اشعرني بأنه بنى حكاياته على ما يحدث في المنطقة العربية، خصوصاً في التسلسل بشكل الثورة والى ماذا انتهت». واضافت «الفيلم جميل جدا ويستحق المشاهدة، والعلامة الكاملة».
بينما قال اياد العلاوي (30 عاما) «للمرة الأولى في حياتي أشاهد فيلماً هندياً، بسبب إلحاح اصدقائي علي، وصحيح أن فيه كثيرا من المبالغات المعروفة في الصناعة السينمائية الهندية، الا انه في النهاية قدم رسالة واضحة أن الظلم لا جنسية له، والثورة مفهوم عالمي»، مانحاً اياه سبع درجات.
للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.