مشاهدون منحوا الفيلم من صفر إلى ست درجات
«توم وجيمي».. السينما تلتفــت إلى المعاقين
على الرغم من الإسقاطات السياسية حول الحكم في مصر، الواضحة في الفيلم العربي «توم وجيمي»، للمخرج أكرم فريد، المعروض الآن في دور السينما المحلية، إلا أن ثمة رسالة واضحة وصريحة، حسب مشاهدين استطلعت آراءهم «الإمارات اليوم»، تلتفت إلى ذوي الإعاقة وآلية دمجهم مع المجتمع، حيث يقدم بطل العمل هاني رمزي دور شخص ينتمي لهذه الفئة، ويقدم حكاية «توم» الكبير في حجمه وسنه، لكنه بعقل طفل لم يتجاوز السنوات السبع، ما يجعله وبسبب هذا العقل يتصرف على سجيته، حتى لو أمام مرشح الرئاسة المصرية.
آراء المشاهدين حول الفيلم، منهم من وصفه بالممل، وآخرون أكدوا أنه يصلح للأطفال، والبعض الآخر أثنى على ثبات وتطور رمزي بكوميديته، مشبهين ما قدمه بدوره في فيلم «غبي منه وفيه».
وشارك رمزي البطولة الفنان حسن حسني، تتيانا، والطفلة جنا عمرو، ومنحه مشاهدون علامات راوحت بين صفر وتسع درجات.
تبدأ الأحداث الفعلية عند تخرج «توم» في الصف الأول الابتدائي، وهو الذي يعيش مع جديه البسيطين وغير المتفهمين جدا حالته العقلية، حيث يطلب الجد منه البحث عن عمل، وتبدأ وقتها المغامرات المليئة بالإسقاطات السياسية، المغلفة بكوميديا لم تعد غير مباشرة، بل واضحة وصريحة.
قال محمد مبارك (18 عاما)، إنني «لم أتحمس لمشاهدة الفيلم، لأن ملصقه لم يعجبني، لكنني من المعجبين جدا بكوميدية الفنان هاني رمزي». وأضاف «الفيلم لا يستحق المشاهدة، لكنني أمنح هاني رمزي تسع درجات، وليس للفيلم».
في المقابل، أكدت مروة عيسى (30 عاما)، أن الفيلم يكاد يكون صالحا للأطفال بنسبة كبيرة، لولا بعض المشاهد التي تحوي كلمات خادشة، وقالت «يوجد فرق بين الكوميديا والإسفاف، وما شاهدته قمة في الإسفاف»، مانحة الفيلم علامة صفر.
بدورها، قالت زينب العلي (27 عاما)، «لا شك في أن الفيلم به مشاهد مضحكة، لكن المبالغة في تلك المشاهد أشعرتني شخصيا بالملل»، مؤكدة «أهم ما في الفيلم أنه سلط الضوء على فئة ذوي الإعاقة، مع أنني لم أعجب بمشهد خوف الجدين من حفيدهما، وتجسيده كمسخ»، مانحة الفيلم ست درجات.
تستمر الأحداث، ويحصل «توم» على وظيفة في بيت أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية، بسبب تعلق حفيدة المرشح به، والتعامل معه كدمية، وهو عقليا في سنها تقريبا، ويبدأ مع هذه الأحداث تسليط الضوء على كواليس الانتخابات، وبما أن «توم» شبه متخلف عقليا، فهو يتعامل ببساطة مع الأمور، ويبدي رأيه بشكل مباشر، لأن لا أحد سيحاسبه، لكن مع وجود المربية تنتقل الأحداث إلى مجرى آخر.
سالم صالح (19 عاما)، قال «من ملصق الفيلم شعرت بأنه يصلح للأطفال»، مؤكدا «أنا عادة لا أحب مشاهدة الأفلام العربية، لأنها لا تقدم شيئا يعلق في الذاكرة، فالفيلم بالنسبة لي لا يستحق الذكر»، مانحا إياه علامة صفر.
في المقابل، قال أحمد هادي (26 عاما)، «الفيلم سخيف جدا، وتوظيف شخص من ذوي الإعاقة بهذا الشكل، جعلني أنقم على تصريحات هاني رمزي، التي أكد فيها أن ثمة رسالة لدمج هذه الفئة في المجتمع، إضافة إلى المشاهد غير المنطقية، والمبالغة في الحركات الجسدية والأصوات المثيرة للاشمئزاز، هذا الفيلم يؤكد أن مصر تغيرت في كل شيء، إلا في صناعة السينما التي لاتزال تجارية»، مانحا إياه علامة صفر.
«الأطفال الذين ظهروا في الفيلم من كل الفئات المجتمعية، هم أصدق من كل الفيلم، حتى أصدق من الطفلة جنا التي ألغى براءتها المخرج أكرم فريد»، هذا ما قالته (أم محمد)، التي اصطحبت ابنها من ذوي الإعاقة، لتشاهد معه الفيلم، وقالت «ابني كان سعيدا جدا وضحك، لكنني شعرت بأن الفيلم لم يحدد رسالته، هل كانت سياسية أم موجهة للمجتمع الذي لا يعامل فئة ذوي الإعاقة، بشكل سليم وإنساني»، مانحة الفيلم ست درجات. وبسبب وضع شيء أشبه بالليمون في فم بطل الفيلم هاني رمزي، كانت مخارج الحروف غير واضحة، وفيها الكثير من المبالغة، حسب طارق عيتاني (30 عاما)، الذي منح الفيلم خمس درجات، مؤكدا «شعرت بأن المخرج أراد من الفيلم إظهار شكل آخر لزوجته الممثلة تتيانا، المعروفة بأدوار الإغراء، لكنه فشل أيضا في ذلك».
في المقابل، أكدت نيرمين محمد (25 عاما)، أن الفيلم جعلها تبكي «ضحكت قليلا، لكنني بكيت أكثر، بكيت على حال ذوي الإعاقة، المظلومين في مجتمعات عربية كثيرة، تتعامل معهم كمسوخ، أو كخطر يجب عدم الاقتراب منه، وبكيت على حال السينما المصرية، التي لم تتطور مع أن كل شيء حولنا يتطور، وبكيت على النهاية كثيرا، التي شعرت بأنها أصدق ما في الفيلم»، مانحة الفيلم ست درجات. فالنهاية في الفيلم هي رسالة مختلفة عن كل الرسائل التي تم سردها سابقا في مشاهد فائتة، وهي الاستغلال من قبل أصحاب النفوذ للطبقات الفقيرة أو المحتاجة وحتى العليلة، كما حدث في استغلال «توم» في حصد الأصوات، لكن الكرامة لا تحتاج إلى عقل كبير وسويٍّ، فهي تخرج من القلب، وهذه هي الرسالة الأهم في الفيلم.
للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news