«ديانا».. سيرة مفتوحة علــى التأويل

الجميع يحب الأميرة الراحلة ديانا، فهي معشوقة الجماهير، وسيرتها ستظل مفتوحة على التأويل. ومنح مشاهدون لفيلم «ديانا» للمخرج أوليفير هيرشبيغيل، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية علامة راوحت بين ست إلى 10 درجات. وعلى الرغم من أن أغلبية المشاهدين كانوا من جنسيات غربية، إلا أن الأميرة ديانا شكلت حالة خاصة في السنتين الأخيرتين من حياتها وهو موضوع الفيلم، وكانت سيرتها في بيوت كثيرة حول العالم، فهي أميرة القلوب التي كانت لها بصمة بيضاء في كثير من القضايا، وعلى رأسها محاربة زراعة الألغام وكيفية التخلص منها.

مخرج وصحف

قال مخرج فيلم «ديانا» اوليفير هيرشبيغل إنه «لا يشعر بالندم»، على الرغم من سوء استقبال الجمهور في بريطانيا للفيلم.

وأضاف لـ«بي بي سي» أن الانتقادات اللاذعة التي وجهت للفيلم كانت «محزنة جداً، لكن حينما تصنع فيلماً فإنك لا تفكر في ردود الفعل».

وكانت صحيفة «ديلي تليغراف» انتقدت الفيلم وقالت إنه «سيئ للغاية، لدرجة غير مألوفة»، في حين وصفته صحيفة «ميرور» بأنه «رديء وكئيب».

واعترف هيرشبيغل بأن المراجعات الانتقادية تسببت في نفور الجمهور من الفيلم، لكنه لايزال يأمل في أن «يحسم الناس أمرهم». وقال «أعتقد بالنسبة للبريطانيين فإن فيلم (ديانا) لايزال تجربة مزعجة لم يتكيفوا معها بعد».

الفيلم الذي يقوم ببطولته نعومي واتس ونافين أدندروز وآرت مالك يكشف الكثير من علاقتها السرية مع الطبيب الباكستاني حسنات خان، قبل علاقتها مع دودي الفايد الذي اتضح من الفيلم أنه «ورقة كي تغيظ حبيبها الذي هجرها بسبب العادات والتقاليد».

الفيلم الذي لم يركز فقط على اللقاءات السرية بين العاشقين الأميرة ديانا والطبيب حسنات خان، بل أراد ان يظهر الشخصية الحقيقية لأميرة ويلز بعيداً عن القصر، في الفترة التي انفصلت فيها عن زوجها الأمير «تشارلز» وبدأت إجراءات الطلاق، هي عفوية، ولديها حس فكاهي، هي لا تريد سوى من يمسك بيدها، وهذا ما قالته في احد المشاهد «خمسة مليارات شخص يحبونني لكنني أريد شخصاً واحداً يرضى أن يستمر معي».

حلا عيسى (21 عاماً) أكدت أن الفيلم لمسها عاطفياً «كنت اسمع عن الليدي ديانا، حتى عندما يصفون امرأة بالأناقة والجمال يقولون لها إنها مثل ديانا». وقالت «الفيلم جميل وفيه من العاطفة الكثير»، مانحة اياه 10 درجات.

الفيلم يبدأ من النهاية المأساوية للأميرة ديانا برفقة دودي الفايد الذي كان يعتقد أنه حبيبها، لكن ظهر في الفيلم كورقة تريد أن تغيظ بها حبيبها الحقيقي الطبيب حسنات خان. ومن صوت سيارة الإسعاف تعود أحداث الفيلم الى آخر عامين من حياة الراحلة، ويسلط الضوء على تخبطاتها وتوسلاتها لمشاهدة ابنائها أكثر من مرة في الشهر، وغيرها الكثير من الحكايات.

«وكأن الوقوع في الحب مرة أخرى في ديانا هو مغزى الفيلم»، هذا ما قاله اياد عمرو (39 عاماً)، وأضاف «الفيلم جميل وعاطفي وفيه الكثير من الأسرار التي لم ندركها»، موضحاً «كنت أعتقد أن حبها الكبير لدودي الفايد، واتضح أنه عابر تقهر به حبيبها التي عشقته حسنات خان»، مانحاً الفيلم 10 درجات.

في المقابل، قال غيس غازي (27 عاماً) «تكمن أهمية الفيلم في اعادة احياء هذه الشخصية التي لم يظهر مثيل لها»، مؤكداً «هي تحمل كل الصفات التي من الصعب أن تتلاقى مع بعضها، من الجمال والثقافة والإنسانية والقدرة على الحب بجنون»، مؤكداً «أن تظهر أميرة ويلز تلاحق طبيباً يعشقها حد الجنون، لكنه لا يستطيع كسر قلب أمه الرافضة لهذا الزواج، هو بحد ذاته لم يعد يتحدث عن أميرة وطبيب بل عن عاشقين عاديين»، مانحاً الفيلم 10 درجات.

أما بيتر تالاي، بريطاني مقيم في الإمارات (44 عاماً)، فقال «الفيلم سخيف ومهين لفكرة الملكية، في النهاية لا مبرر للخيانة أبداً، والتمتع بهذه الخيانة دون الأخذ بالاعتبار المكانة الاجتماعية ومراعاة ابنيها»، مؤكداً «الفيلم مخادع يريد تطهير ديانا من ذنب لا يغتفر»، مانحاً اياه ست درجات.

وتساءلت صفد لحام (30 عاماً) عن السر وراء حب ديانا بشكل عام. وقالت «المشهد الذي اثر في عندما قالت والدة الطبيب حسنات خان لديانا إنها لا تستطيع مسامحة الإنجليز على ما فعلوه بهم»، مؤكدة «الجملة هزتني خصوصاً عندما تقال أمام امرأة تنازلت عن كل شيء كلقب الملكة المستقبلية من أجل حبيبها»، مانحة الفيلم ثماني درجات.

يعيش المشاهد تفاصيل علاقة حب، الضعيفة فيه الأميرة ديانا أمام حب كبير من قبل الطبيب الذي تحكمه عاداته وتقاليده ودينه الإسلامي، اضافة الى تفكيره بمستقبله المهني الذي لا يحتمل الأضواء، وعندما سئلت ديانا من قبل صديقتها: لماذا هذا الطبيب بالذات؟ أجابتها: لأنه لم ينظر إلي كأميرة، عاملني بشكل عادي وهذا ما أريده.

وفي مشهد آخر له علاقة بالتعريف بحياة ديانا وأنها كانت تعاني كابوساً يزورها بشكل دائم «أشعر بأن شخصاً يدفعني للسقوط من مرتفع»، تسألها صديقتها «من هذا الشخص؟»، لتجيب ديانا «لا يهم من الذي يدفعني، الأهم من الذي سيمسك بي عند الهاوية».

شعرت رنين موسى (40 عاماً) بالقهر على هذه الانسانة حسب وصفها «مع أننا نعيش ضمن ثقافة الرفض التام لأي نوع من الخيانات، الا أننا لا نبحث خلف هذه الخيانات وأسبابها التي وضحت في الفيلم»، مانحة الفيلم 10 درجات.

الليدي ديانا وبسبب الخيانة التي تعرضت لها من قبل زوجها الأمير تشارلز، وهذا ما أكدته في لقائها التلفزيوني الشهير مع «بي بي سي»، قررت الانفصال على اثره والتنازل عن لقب الملكة المستقبلية، حيث قالت «أريد ان أكون ملكة في القلوب وليس على العرش».

وهذا اللقاء تحديداً هو بداية تحول مجرى علاقتها مع الطبيب حسنات خان الى علاقة ترصدها الصحافة، لكن بحذر، خصوصاً أن أميرة القلوب كانت تتنكر كي تلتقي حبيبها بعيداً عن أضواء عدسات المتطفلين.

تستمر الأحداث لتلقي ظلالها بشكل عابر على علاقتها مع ولديها، إذ لا يسمح لها القصر بمشاهدتهما أكثر من مرة في الشهر، وبين علاقتها مع العالم وزياراتها للمناطق المنكوبة والشعوب المتضررة من زراعة الألغام، لتنتهي دائماً بحضن حبيبها الذي قرر يوماً بعد رسالة وصلته من والدته عن طريق قريب له أن لا خيار أمامه، إما الاستمرار معها مع غضب الأم عليه، وإما الاستمرار في مهنته التي تغرّب لأجلها، وقف حائراً حتى أمام جملة قريبه «زواجك منها قد يوطد العلاقات بين العالم الإسلامي وبين بريطانيا أو العكس».

وتكون نهاية العلاقة بينهما من قبله في حديقة لندن، غير آبه بتوسلاتها. وكان أول رد فعل من قبلها هو التعرف إلى دودي الفايد، والاتفاق مع صحافي أن يصورها وهي على يخته ترتدي ملابس السباحة. كل هذا كان فقط لإغاظة حبيبها الباكستاني، الذي انتهى المشهد معه بعد الحادث الشهير في فرنسا وهي برفقة دودي الفايد، يضع الزهور أمام قصرها في لندن إلى جانب آلاف الباقات، مؤكداً لها في بطاقة أنه سيلتقي بها في حديقة يوماً ما.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

 

 

الأكثر مشاركة