«الجد السيئ».. لا يمكن أن يتــمناه حفيد
«الجد السيئ» عنوان فيلم يعرض حالياً في دور السينما المحلية، للمخرج جيمس تيرمان، وقام ببطولته كل من جوني نوكسفيل وجاكسون نيكول وجورجينا كاتس، ويدور حول جد لا يمكن أن يتمناه أحد، حسب وصف مشاهدين أكدوا أن طريقة إخراج الفيلم غريبة من نوعها، لكنها مميزة في الوقت نفسه، ومنحوه علامة راوحت بين سبع إلى 9 درجات، مؤكدين أن الفيلم، ومع أن بطله طفل مع جده، الا أنه لا يناسب الصغار بسبب كمية الألفاظ الخادشة للحياء فيه، مع أن الرقابة قامت بحذف الكثير منها.
الفيلم المصور بطريقة سينما الواقع، التي يكتشف من خلالها المشاهد أنه أمام ردود فعل حقيقية من كل شخص قابله الجد وحفيده، ما يجعله يشعر باللبس اذا ما كان أمام فيلم سينمائي أو برنامج ساخر كبرامج (الكاميرا الخفية)، يبدأ مع طفل اسمه (بيلي) لم يتعدَ عمره التسع سنوات، سمين البنية وتبدو البراءة في عينيه، يشكو والدته إلى نساء يجلسن إلى جانبه، ويؤكد لهن أن والدته مدمنة مخدرات وهي ستدخل السجن. ردة فعل السيدتين أول مؤشر أن الفيلم اعتمد على التصوير المباغت للكثير من الشخصيات فيه، والتي ليس لها علاقة بالتمثيل، لأنه ببساطة من قلب الحياة. إسحاق أبوشعبان، 37 عاماً، أكد أنه شعر باللبس وهو يشاهد الفيلم «أعجبت كثيراً بملصق الفيلم وتحمست لمشاهدته، وعندما بدأ المشهد الأول شعرت بأنني أمام فيلم ضعيف من ناحية الصناعة»، وقال: «الفضول جعلني أكمل فتغيرت مشاعري تجاه ما أرى، فهو مميز بصناعته ويستحق المتابعة، لأن الأحداث فيه قد تمر بحياة كل فرد فينا»، واضاف «هو أقرب إلى برنامج وثائقي يستند إلى قصة حقيقية ربما، يقوم بتمثيلها مجموعة كبيرة من البشر» مانحاً اياه تسع درجات.
لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجي الضغط علي هذا الرابط. |
المشهد الثاني كان متعلقاً بالجد وهو في أحد المستشفيات، ينتظر خبراً عن زوجته المريضة، يظهر كعجوز مغلوب على أمره إلى أن تأتي الممرضة لتنقل له خبر وفاة زوجته، فيكون الضحك عالياً أول ردات فعله، مع استغراب كل من في غرفة الانتظار، ليؤكد لأحدهم «أنا الآن حر بعد 42 عاماً من الزواج من امرأة لم تعد تحبني منذ 20 عاماً»، ويقرر أن خطوته الثانية ستكون التعرف إلى سيدات، لكن هذه الخطة تفشل يوم تأبين زوجته حين دخلت ابنته عليه لتسلمه ولدها قبل مضيها إلى السجن ليسلمه إلى والده.
منى خليل، 32 عاماً، أكدت أن «الفيلم بالنسبة لمشاهدين عرب معروفة لديهم علاقة الجد بأحفاده يعتبر صدمة، وهذا الجو العائلي الحميم يفتقده كثيرون يعيشون في بلاد الغرب، خصوصاً في أميركا»، واضافت «الفيلم صادم بمعنى الكلمة حتى لو كان كوميدياً، ليس فقط بعلاقة الجد بحفيده، بل بعلاقة الشارع والمارة مع طفل يستجدي عطفهم حتى لو كان يمثل، لكن من أمامه ليسوا ممثلين»، مؤكدة «الفيلم وضع اليد على كثير من أخلاقيات المجتمع الاميركي، وأعتقد أنه يريد أن يصفع هذا المجتمع كي ينظر إلى مفهوم العائلة بشكل أوسع»، مانحة إياه سبع درجات.
في المقابل، أكدت نيرمين ياسين، 28 عاماً، «تكمن أهمية الفيلم بقصته الجديدة وغير المستهلكة، خصوصاً طريقة عرض القصة مبدئياً، فالقصة عنصر مفاجأة الناس الذين لا علاقة لهم بالتمثيل، هي التي أعطت الفيلم ميزة مضاعفة، ناهيك عن حقيقة ردود أفعال كل هؤلاء تجاه قضيتي العجوز والطفل»، مانحة إياه سبع درجات. يقرر الجد أن يصطحب حفيده إلى منطقة بعيدة عن سكنه كي يوصله إلى والده غير المبالي، الذي يتعاطى الكحول والمخدرات ايضاً، غير آبه بطفل يعيش في مثل هذه الأجواء، وهنا الصدمة التي عبر عنها المشاهد، فالجد لا يتطلع سوى لاقامة علاقة مع امرأة، لأنه محروم منها منذ زمن بعيد، والطفل معرض لأن يكون مدمناً آخر اذا ما استغنى عنه الجد، ناهيك عن العادات السيئة كالسرقة من المحال التي يعلمها الجد للحفيد.
عصمت نشواتي، 39 عاماً، قال إن الفيلم بعيد كل البعد عن الأخلاق، موضحاً «الألفاظ بذيئة وتصرفات الجد بغيضة، فهو يعلم حفيده عادات سيئة، وهذا ما لا يمكن تحمله»، مؤكداً «الفيلم لم يضف إلي شيئاً، سوى أن فكرة تنفيذه غريبة بعض الشيء، لكنه يكشف حقيقة المجتمع الأميركي الذي يدعي الانسانية»، مانحاً إياه علامة صفر.
وتستمر الأحداث بين الجد وحفيده والشارع، في كثير من المواقف الطريفة المغلفة برسائل محددة إلى مجتمع يبتعد عن العائلة كقيمة شيئاً فشيئاً.