الفيلم المحلي مازال غائباً عن المسابقة الرئيسة بعد 10 سنوات على تأسيس المهرجان
السينما الإماراتية.. 15 فيــــلماً في «دبي السينمائي»
رغم مرور 10 سنوات على تأسيس مهرجان دبي السينمائي، لايزال صانعو الأفلام الإماراتية يبحثون عن مخرج إلى دور العرض السينمائية، وممر «آمن» يوصلهم إلى جمهور اعتاد متابعة الأفلام الأجنبية، على تنوعها، أو العربية، خصوصاً المصرية، رغم أن إدارة «دبي السينمائي» أفردت في مرحلة مبكرة من دوراته الأولى، مسابقة خاصة للأفلام الإماراتية، كما سعت لاحتضان العديد من كتاب السيناريو والمخرجين الشباب، من اجل توفير مظلة لاستيعاب طاقاتهم ورؤاهم.
الوقت الضائع قالت المخرجة نجوم الغانم إن بعض المؤسسات تتذكر الأفلام الوثائقية في الوقت الضائع، رغم أن مخرجي تلك الأفلام يقومون بهذه الجهود من أجل وصولها إلى الجمهور، وليس فقط المشاركة المهرجانية، التي لا يمكن أن تكون لها الصدارة في التحريض على خوض مشروع سينمائي ما. وطالبت الغانم المؤسسات الرسمية وذات النفع العام، بمزيد من دعم انتاج أفلام سينمائية إماراتية، مضيفة «محال أن يتمكن الشباب من انتاج أعمال مميزة بجهود ذاتية فقط، كما أنه من الصعب على مخرج يستجدي الدعم، أن يتفرغ لعمله الإبداعي». لا غياب نفى رئيس مهرجان دبي السينمائي، عبدالحميد جمعة، أن يكون هناك نجوم عرب تخلفوا عن تلبية دعوات مهرجان دبي السينمائي، حتى الآن، مشيراً إلى أن اللبس الذي قد يحدث لدى بعض المتابعين للسجادة الحمراء، هو أنه ليس كل النجوم تمت دعوتهم ليوم الافتتاح. وتابع «على مدار أيام المهرجان التسعة سيستمر توافد ضيوف المهرجان من الفنانين، كما أن البعض يضطر للمغادرة بسبب ارتباطاته الفنية، بعد أن لبى دعوة المهرجان».
صور تذكارية مع تزاحم الجمهور لالتقاط صور تذكارية بصحبة نجومهم الممثلين المفضلين، سواء في أروقة المهرجان، او اماكن تجمعهم، في فندق القصر، الذي يستضيف معظم النجوم تبقى فرص المخرجين، وكذلك الكتاب، هي الأقل لتوجيه هذه الدعوات. حلم الممثل مرور أطفال على السجادة الحمراء، يبقى أحد المشاهد التي يحافظ عليها مهرجان دبي السينمائي، من خلال برنامج «سينما الأطفال»، وهو الحدث الذي كان جاذباً لعدسات المصورين بشكل لافت، أول من أمس، قبيل افتتاح عروض البرنامج. الكثير من الأطفال تأثروا بأجواء دبي السينمائي، لدرجة أن بعضهم كان يجيب عن السؤال التقليدي الذي يوجه لأي طفل: «ماذا تود أن تعمل حينما تكبر؟»، بقوله: «أريد أن أصبح ممثلاً». حضور لافت قرابة 200 من الشخصيات العالمية والمحلية المهمة، من الأوساط الفنية والإعلامية، وسط احتفاء غير عادي بالمناسبة، وبمشاهير السينما، حضروا الحفل، من بينهم الإعلامية ومقدمة الحفل، ديالا مكي، وصديق الدار الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، والمغنية رابيكا فيرغسن، والممثلون مارتن شين، ومايكل بي جوردن، والمخرجون محمد التركي، وعلي مصطفى، والممثلون الأتراك ملتم كامبل، ومورات يلديريم، وبوركين تيرزيوغلو يلدريم. وشهد الحفل فقرات موسيقية أخرى تضمنت أعمالاً لمنسق الأغاني جاك إي فرو سانت تروبيز. وتسلم وليد الشحي الجائزة بقيمة 100 ألف دولار أميركي من النجمة كيت بلانشيت، إضافة إلى ساعة من دار«أي دبليو سي شافهاوزن» منحوتة عليها عبارة «في حب السينما». ومن الجدير بالذكر، أن أربعة أفلام كانت قد وصلت إلى القائمة النهائية للترشيح، وهي سيناريو فيلم «خيوط العنكبوت» للمخرجة والصحافية السعودية فايزة أمبا، وسيناريو فيلم «حصار» للكاتب البحريني أمين صالح، والمخرج البحريني حسين الرفاعي، وسيناريو فيلم «دلافين» للكاتب الإماراتي أحمد سالمين، والمخرج الإماراتي وليد الشحي، وسيناريو فيلم «شيابني هني» للكاتب والمخرج الكويتي زياد الحسيني. |
وما بين الإلحاح، من قبل إدارة المهرجان، على دعم حركة إنتاج أفلام إماراتية، معظم من تصدوا لها هم من فئة الشباب، ووجود العديد من المشكلات التي تتعلق بهذا الحراك، لايزال الفيلم الإماراتي الطويل، بعيداً عن المشاركة في المسابقة الرئيسة للمهرجان، وهي مهر الأفلام العربية، باستثناء فيلم وحيد لقي دعماً مادياً استثنائياً قدره خمسة ملايين درهم، وتبناه المهرجان في إحدى دوراته، وهو «دار الحي» لعلي مصطفى.
وأعرب معظم المخرجين، الذين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم ويشاركون بـ15 فيلماً في مسابقة المهر الإماراتي، عن أن «دبي السينمائي» استطاع أن يكون بمثابة محفز إيجابي، وخطوة إلى الأمام، في طريق لاتزال تكتنفها الكثير من العقبات.
وفي الوقت الذي رصدت فيه «الإمارات اليوم» على مدار متابعاتها لدورات المهرجان المتتالية، أبرز العقبات التي تواجه المخرجين الإماراتيين، في سبيل انجاز مشروعاتهم السينمائية، حضوراً بارزاً لمشكلة التمويل، فإن هذه المشكلة تحديداً لم تعد بالحدة ذاتها التي كانت تشكل معها إعاقة دائمة لمعظم مشروعات الشباب، الذين حصل معظم المشاركين منهم على تمويلات من مؤسسات متعددة.
في المقابل، استمرت شكوى المخرجين من الغياب شبه التام، للفنيين المؤهلين القادرين على تنفيذ الأمور الفنية المرتبطة بإنجاز الأفلام، فضلاً عن المشكلة الأساسية التي تربط بين مجالات الإنتاج السينمائي والمسرحي والتلفزيوني، وهي ندرة النص الجيد.
وحصل ثلاثة مخرجين على دعم مادي متفاوت لإنتاج مشروعاتهم السينمائية المشاركة في المهرجان، من مبادرة «فيلمي»، التي أطلقها برنامج «وطني»، وهم حمد الحمادي الذي يشارك بفيلم «لفاف»، ومنى العلي مخرجة فيلم «كتمان»، وناصر اليعقوبي الذي يشارك ايضاً بفيلم «حنين».
التمويل لثلاثة أعمال جاء أيضاً ضمن مبادرة أخرى أطلقتها هيئة دبي للثقافة والفنون، بعنوان «روح دبي»، وتهدف لدعم اعمال تعبر عن ألق وطبيعة الحياة الاجتماعية السائدة في إمارة دبي، حيث مولت المبادرة فيلم «الليلة» الذي أخرجه خالد علي، و«الجارة» لنائلة الخاجة، وفيلم «لا تحكم على الموضوع من خلال الصورة» لعلي مصطفى.
وجود حلول نسبية لهذه الإشكالية، لم يمنع بعض المخرجين من التأكيد على أن المشكلة لاتزال قائمة، لدى معظم زملائهم، وهذا ما أكده خالد علي، الذي حصل على تمويل لفيلمه «الليلة» من «دبي للثقافة»، حيث يقول: «الكثيرون من زملائي المخرجين لديهم مشروعات جادة، ولا يستطيعون تنفيذها بسبب غياب التمويل، وهو أمر محبط، ففي كثير من الأحيان لا يتسنى لك انجاز مشروعك ما لم تكن محسوباً على مجموعة بعينها، وهو أمر يمكن ملاحظته من خلال تكرار الإنتاج لأسماء بعينها دون غيرها».
نجوم الغانم مخرجة الفيلم الوثائقي «أحمر أزرق أصفر» تؤكد بدورها أن مشكلة تمويل الأفلام لاتزال فعلياً قائمة، مؤكدة أن الأمر في الغالب لا يتم بالسلاسة التي تجعل المخرج قادراً على التفرغ لمهام المشروع، لكنها أشارت إلى جوهرية مشكلات أخرى ايضاً، وفي مقدمتها غياب النص الجيد، وكذلك غياب الوعي السينمائي وعدم وجود أكاديميات متخصصة تسهم في صقل مواهب المخرجين الشباب خصوصاً.
تشخيص مشكلات المخرجين الشباب، كان متطابقاً أيضاً لدى مخرج «لفافة»، حمد الحمادي، الذي أكد وجود انفراجة «غير مكتملة» في مشكلة التمويل، في حين أشار إلى أن «معاناة المخرج بعد ذلك تبقى أكبر في رحلة البحث عن طاقم فني مؤهل لتنفيذ العمل»، مضيفاً «لم أصادف مهندس صوت متخصصاً بالمعنى الاحترافي في الإمارات، كما أنه بخلاف محمد حسن أحمد، فإنه ليس هناك مهندس ديكور سينمائي متخصص أيضاً».
وترى منى العلي مخرجة فيلم «كتمان» أن المبادرات الذاتية والفردية من قبل البعض تبقى معيناً للشباب في تجاربهم الإخراجية الأولى، لكن الأمر يختلف فيما بعد حينما تصبح المشروعات السينمائية أكبر، مضيفة «في بعض الأحيان يتطوع المصور، ويتطوع الممثلون، ويعملون من دون أجر، لأنها التجارب الأولى للمخرج، لكن بعد ذلك تتفاقم مشكلة التمويل، والكثير من المخرجين الشباب يقومون بانفاق قيمة الجوائز في حال حصولهم عليها، في صناعة افلام أكثر احترافية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news