فيلمه «فتاة المصنع» افتتح الليالي العربية بحضور أبطاله

محمد خان: السينما العربية في انتظار الفيلم الإماراتي

مشهد من فيلم «أنشودة العقل» للمخرجة الإماراتية أمل العقروبي. من المصدر

بتخصيصها ليلة للسينما العربية، جاءت ليلة المهرجان الثالثة شديدة الخصوصية، سواء للجمهور أو صانعي الأفلام العرب، حيث اختارت إدارة المهرجان أن يكون الفيلم المصري «فتاة المصنع»، مفتتحاً لتلك الليالي، ما فرض حضوراً خاصاً أيضاً على سجادة المهرجان الحمراء، واللقاءات الصحافية، لمخرجه القدير محمد خان، وأسرة العمل.

خان الذي لا يكاد يغيب عن أروقة «دبي السينمائي» على مدار دوراته، أكد لـ«الإمارات اليوم» أنه بات يلمس تطوراً ملحوظاً في المشهد السينمائي الخليجي، عموماً والإماراتي خصوصاً، مضيفاً: «هذا التطور مرهون بتطوير أدوات المخرجين الشباب في المقام الأول، وهو ما تم توفيره من خلال منصتين مختلفتين، أولاهما تتعلق بالورش والدورات المختلفة، والأخرى مرتبطة بتنويع الخبرات، واستيعاب تجارب وخبرات سينمائية متباينة».

ألا تعرفونني؟

وقع كاتب سيناريو فيلم «المعدية» المصري في مشادة طويلة مع أحد منظمي جلسة إعلامية لأسرة العمل، بعد أن سأله الأخير عن اسمه، من دون أن يعرف أنه كاتب سيناريو الفيلم.

المشادة استقطعت وقتاً طويلاً من الزمن المخصص للجلسة، وأدخلت أسرة العمل الذي تقوم ببطولته الفنانة التونسية درة، في توتر ومشاحنات، قبل أن تبدأ الجلسة التي لم يوجه فيها أحد أسئلة على الإطلاق لكاتب السيناريو.


أمل العقروبي: «أنشودة العقل» بحاجة إلى تأمل

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/12/60395.jpg

بعد أن فازت بلقب افضل مخرجة إماراتية واعدة من خلال فيلم «نصف إماراتي»، واصلت أمل العقروبي الوجود في منصتي «الخليج» و«دبي» السينمائيين، حيث عُرض، مساء أول من أمس، فيلمها الوثائقي «أنشودة العقل» الذي ينافس على جوائز مسابقة المهر الإماراتي هذا العام.

صاحبة «أنشودة العقل» التي تؤكد أن رسالتها في هذا العمل الذي يوثق لرحلة علاج شخصين مصابين بالتوحد تبقى مجتمعية في المقام الأول، أشارت إلى أن رحلة تصوير الفيلم الذي يتجاوز الساعة، طالت لأكثر من ستة أشهر، في حين أن مراحل الإعداد له امتدت إلى ما يقارب العام.

ودعت العقروبي إلى قراءة بصرية متأملة في «أنشودة العقل»، مضيفة: «من المؤسف أن نفاجأ بأنه لاتزال بعض الأسر تتجاهل علاج أبنائها المصابين بالتوحد، لأسباب كثيرة في مقدمتها الخجل الأسري من حالة المريض، كما أنه مع وجود نسبة من الأطفال والشباب المصابين بهذا المرض، فإنه من الأجدى الوقوف عند كل طرق العلاج الممكنة، وليس فقط العلاجات التقليدية، بما في ذلك الموسيقى، مادام الهدف يبقى واحداً وهو الأخذ بأيدي تلك الفئة التي تبقى دوماً في أمس الحاجة إلى الرعاية والاهتمام».

وأضاف: «من خلال وجودي في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وكذلك مهرجان الخليج السينمائي، أستطيع أن أؤكد أن السينما الإماراتية قادمة، وهذا الحراك السينمائي الثري، ووجود المخرجين الشباب في القلب منه، والإلحاح على تأسيس صناعة سينمائية، من قبل العديد من المؤسسات، لابد أن يثمر في النهاية استيلاد الفيلم الإماراتي».

وأكد خان أن تعدد منابر صناعة السينما العربية سيكون في مصلحة الفيلم العربي نفسه، مضيفاً: «ليس من مصلحة صناعة الأفلام العربية أن تظل القاهرة وحدها مدينة صناعة الأفلام السينمائية، وهذا التعدد الذي يفرزه وجود سعي جاد لمشروعات سينمائية حقيقية وواعدة في مدن عربية عدة، بتأثير من حالة الاهتمام التي تحدثها المهرجانات السينمائية، يوجد حالة من المنافسة الإيجابية التي تصب في مصلحو صناعة السينما العربية».

الزخم الهائل في الأفلام القصيرة والوثائقية، لن يكون بمعزل عن استقبال دور العرض السينمائية العربية لفيلم إماراتي روائي ناضج، من وجهة نظر خان، الذي يضيف: «يقبل الشباب على الأفلام القصيرة والوثائقية، لأنها نظرياً، وكذلك عملياً، أقل كلفة، والأكثر مناسبة لخطوات الهاوي، أو حتى المحترف في خطواته الأولى، فضلاً عن أن المراهنة على إنتاج فيلم روائي طويل، بإمكانات كبيرة تستدعي من وجهة نظرهم التأسيس لثقافة جماهيرية تقبل الفيلم الإماراتي، وهو أمر يعتقد البعض أنه بحاجة إلى تمهيد طويل، في حين أن الواقع يثبت أن الفيلم الجيد قادر على أن يفرض نفسه، سواء على الساحة الجماهيرية أو النقدية».

وتوقع خان الذي تابع بعض المحاولات في هذا الصدد منها «حب ملكي» لجمال سالم الذي عرض في «الخليج السينمائي» و«دار الحي» لعلي مصطفى الذي عرض في «دبي السينمائي» أن يكون هناك وجوداً حقيقياً للفيلم الإماراتي في قاعات السينما العربية، مضيفاً: «السينما العربية في انتظار الفيلم الإماراتي الطويل، الذي يمكن أن يكون تتويجاً حقيقياً لهذا الزخم الذي صنعه توالي انعقاد مهرجاني دبي والخليج السينمائيين».

وحول دعم «دبي السينمائي» عبر برنامج «إنجاز» الخاص بتمويل الأفلام، لفيلمه «فتاة المصنع» قال خان: «تربطني علاقة شديدة الحميمية بهذا المهرجان منذ ولادته، وهو يمتلك منظومة رائعة سواء في المشروعات السينمائية التي يتبناها، أو في اختياراته المستندة إلى أسس فنية رائعة، لذلك لا أتردد دائماً، حينما يكون المشروع السينمائي الذي أقوم بإخراجه مرتبطاً بمنصة مهرجان دبي».

وحول إخراجه لنص «فتاة المصنع» الذي كتبته زوجته وسام سليمان، ويعد تجربة إنتاجية أولى للشاب محمد سمير، ويضم عدداً من الممثلين الشباب في مقدمتهم بطلا العمل ياسمين رئيس وهاني عادل، أكد خان أن رهانه الأساسي في العمل على المحتوى الذي يتطرق فيه إلى فكرة سيادة الطبقية بمفهومها المادي حتى في المشاعر الإنسانية، من خلال فتاة تعمل في المصنع، يصر الجميع على أن يسلبوها كل شيء حتى شرفها كفتاة، في حين تبقى هي دوماً صامدة ومنتصرة لذاتها.

ونفى خان أن يكون تعاطف فنياً مع نص زوجته، أو الرغبة في دعم وجوه شابة، مضيفاً: «ياسمين وهاني عادل قدما أداء فنياً أعلى من المطلوب منهما، من وجهة نظر إخراجية، وجاءا بعد خضوعهما لاختبارات ضمن أكثر من 200 شخص».

تضحيتان وبطولة

قدمت بطلة فيلم الافتتاح «الليالي العربية» في مهرجان دبي السينمائي، تضحيتين كلتاهما واقعيتان، إحداهما أثناء تصوير أحد المشاهد الرئيسة في العمل، وهو قص شعرها الذي كان «طويلاً وجميلاً جداً» حسب شهادة إحدى ممثلات وسائل الإعلام خلال المؤتمر الصحافي لأسرة العمل، حيث اقتضى المشهد ذلك، ورفضت اللجوء إلى شعر مستعار وتفادي خسارتها لشعرها.

وعلقت ياسمين الرئيس حول تلك «التضحية» لـ«الإمارات اليوم» بعفوية: «الشعر القصير أيضاً جميل، كما أن شعري سيطول مرة أخرى، وبصراحة لم أشأ أن أخدع الجمهور في هذا المشهد المحوري من العمل»، نافية أن تكون تعرضت لضغوط من المخرج محمد خان للإقدام على تلك الخطوة.

التضحية الثانية كان شهود عيانها كل من شاهد ياسمين في أروقة المهرجان، حيث أصرت الممثلة المصرية على الحضور، رغم أنها تبدو حاملاً في شهر حملها الأخير، متجاوزة المتاعب الصحية العديدة التي بدت غير خافية عليها.

«روح» مارتن شين

عفوية ملحوظة بدا عليها الممثل الأميركي المعروف مارتن شين، الذي كان محور احتفاء المهرجان أول من أمس، باستقبال السجادة الحمراء له، في فقرة تم تخصيصها له. شين صاحب الـ80 فيلماً في عاصمة صناعة السينما العالمية هوليوود، والمعروف باهتمامه بمنطقة الشرق الأوسط، ومعارضته تورط بلاده في حرب العراق، أو التدخل في الشأن السوري، بدا شديد التواضع، وبروح خفيفة الظل، مع الجمهور، حيث أصغى وأجاب عن أسئلتهم في لقاء مفتوح، سُمح فيه بالتقاط الصور التذكارية مع الفنان العالمي.

تويتر