مشاهدون منحوا الفيلم من 7 إلى 10 درجات

«فوضى عارمة» يداوي جرحــــاً هندياً باكستانياً

العاشقان يقيمان في لندن واستطاعا نتيجة ذلك أن يتجاوزا مسألة الجنسيات. الإمارات اليوم

استطاع فيلم «توتال سييابا» (فوضى عارمة)، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، بطريقة كوميدية بنّاءة أن يضع يده على الجرح بين الشعبين الباكستاني والهندي، من خلال علاقة حب تجمع «أمان» الباكستاني و«عاشا» الهندية الهندوسية، اللذين يعيشان في لندن، حسب مشاهدين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم؛ مشيرين إلى أن الفيلم يدعو إلى السلام، ويبين أن الحب قادر على ردم الفجوة بين الشعوب المتناحرة.

ومنح المشاهدون «فوضى عارمة»، الذي أخرجه إي فاس وقام بطولته علي ظافر ويامي جوتام، علامة راوحت بين سبع و10 درجات.

يبدأ الفيلم ويعي المشاهد من خلال مكالمة الأم مع ابنتها أن ثمة موعداً منتظراً للتعرّف إلى العاشق الذي قرر التقدم لخِطبة عاشا، في هذه الأثناء يظهر أمان، وهو يتحدث إلى حبيبته، وقبل اللقاء يتم القبض عليه من قِبل الشرطة البريطانية، التي توجه إليه تهمة الإرهاب، وبسبب اسمه (أمان علي)، وحسب الشرطي الذي أبلغ عنه، فالأوراق التي يحملها أمان، وهي عبارة عن نوتة موسيقية هي أحرف عربية، وهنا يضع المخرج المشاهد في الظلم الذي قد يتعرض له كل من يحمل اسماً مسلماً، وتعتذر الشرطة البريطانية على هذا اللبس، وتفرج عنه.

عراقيل

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

العاشقان يقيمان في لندن، واستطاعا نتيجة هذا النوع من الحياة أن يتجاوزا مسألة الجنسيات، برابط الحب بينهما، وبناءً على ذلك يقرران الزواج، لكنهما لا يعيان أن ثمة عراقيل كثيرة باسم الدين ستقف أمامهما.

من جهته، رأى حسن إبراهيم أن الفيلم يوجد فيه بعض الملل، لكن القصة والفكرة تغلبت على ذلك، مضيفاً «نحن بحاجة إلى هذه النوعية من الأفلام كي يعم السلام كل الشعوب»، مانحاً الفيلم سبع درجات. في المقابل، قال عباس أحمد، إن «الفيلم ــ ومنذ بدايته ــ أوصل فكرة الاضطهاد ضد المسلمين، حتى الذين يحملون جنسيات غربية، وأرى أن التسلسل كان جميلاً ومهماً، وفيه الكثير من المشاعر التي يجب أن نفكر فيها ملياً قبل أن نكره من يعيش بجانبنا»، وأعطى الفيلم العلامة الكاملة.

بدورها، اعتبرت هالة أحمد أن الفيلم يسقط ظلاله على كل الشعوب المتناحرة؛ وليس فقط على الشعبين الهندي والباكستاني، فثمة حرب بين الشعوب لا تنتهي فعلاً إلا بالحب والمسامحة، وهو القرار الأصعب، مانحة الفيلم تسع درجات.

المواجهة

يزور أمان منزل عائلة عاشا من أجل الحصول على موافقتهم ومباركتهم لتلك الزيجة، لكنه لا يعلم أن عاشا لم تخبر عائلتها أنه باكستاني مسلم، ومنذ دخوله إلى المنزل يسمع آراء العائلة تجاه باكستان والبطولات التي قاموا بها في قتلهم رداً على قتل الهندوس، فيقرر إخفاء هويته إلى أن يترك انطباعاً جيداً لديهم ضمن مواقف كوميدية.

«فوضى عارمة»؛ حسب لينا ماهر، جميل وفكرته راقية، مضيفة «أنا من الأشخاص الذين يؤمنون بأن النسب بين الشعوب يحقن الكثير من الدماء»، مشيرة إلى أن الفكرة كانت أهم من الفيلم الذي ضاع بسبب التفاصيل التي شتت المتلقي، مانحة الفيلم سبع درجات.

بينما شدد محمد نور على أن الفيلم ناقش فكرة مهمة جداً، موضحاً أنه «على الرغم من أن العاشقين يعيشان في لندن، التي من المفترض أنها أثرت في تجاوز عراقيل كثيرة لها علاقة بالدين والجنسية، كونهما باتا يحملان جنسية واحدة، إلا أن ما يحدث فعلاً في الغرب أن الذين يهاجرون لها يحملون عقولهم التي تركوها في بلدانهم فيظلون في مكانهم دون تطور، والفيلم استطاع بالفعل نقل هذه الصورة»، مانحاً إياه ثماني درجات.

التحرر

ينال أمان إعجاب عائلة العروس، لكن كل محاولاته تفشل بمجرد إعلانه أنه من باكستان، هنا تقف الفتاة في مفترق طرق بين إرضاء عائلتها المتمسكة بالعادات والتقاليد، والتي تعتبر باكستان عدواً، وبين حبيبها الباكستاني المسلم الذي تجاوز كل هذه العراقيل وأقدم في شجاعة على الزواج منها، والقرار يظهر في المشاهد النهائية في الفيلم. «الحب هو سيد الموقف والزواج بين المختلفين ثقافياً بداية لحقن الدماء»، هذا ما قاله عيسى بدر الذي أعرب عن إعجابه الشديد بالفيلم: «لست من مغرمي الأفلام الهندية؛ لكن أصدقائي رشحوا (فوضى عارمة) لي، وأنا سعيد أنني أخذت بنصيحتهم»، مانحاً الفيلم ثماني درجات.

من جهتها، اعتبرت إيناس علام أن هذه النوعية من الأفلام ضرورة ملحة في الوقت الراهن الذي نعيشه، مضيفة أن «الفيلم استطاع أن يحمل رسالة مهمة حول الحب الذي ينتصر دائماً على الدم»، وأعطت الفيلم سبع درجات.

تويتر